همتك نعدل الكفة
200   مشاهدة  

هنري فورد .. فلسفة الصناعة وصناعة الفلسفة

هنري فورد
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



قبل الكلام عن أي شخصية عظيمة أثرت بشكل أو بآخر في تاريخ البشرية ، لابد أن يحكي كاتب المقال عن إنجازات لا حصر لها لبطل مقاله ، هكذا فعل ، وهكذا وإلخ .. ، لكن الحقيقة أن بطل هذه الحكاية كان مؤثرًا للدرجة التي لو حاولنا اختصار أعماله في كونها إحدى الثورات الصناعية في حد ذاتها لاختذلناه ، لكن ما نستطيع قوله أن حديثنا المقتضب عن هنري فورد ، رائد الصناعة الحديثة ، ما هو إلا فرع وحيد من فروع كثيرة كان له النصيب الأكبر من التأثير فيها .

 

تقول عنه الموسوعة العالمية للمعلومات أنه رائد ومبتكر وسياسي وصحفي وكاتب وناشط في السلام وسائق سيارة ، ونحن نضيف أنه إحدى الذين فلسفوا الصناعة ، حين كانت السيارة عبارة عن أنتيكا باهظة الثمن ، تم اختراعها كنظرية مجمدة يشاهدها الناس من خلف زجاج ، ولم يكن لأحدهم القدرة على قيادتها ، كان هنري فورد يراقب الأمر من بعيد ، صحيح أنه ليس المخترع الأول للسيارة ، لكنها أعاد ابتكارها بالشكل الذي يناسب المواطنين من الطبقة المتوسطة  ..”فورد” الطفل الصغير الذي أهداه والده ساعة جيب في عمر المراهقة ففككها وأعاد تجميعها وكرر تلك الفعلة مع كثيرين حتى اكتسب لقب “مُصلّح الساعات”  .. إذا اخترنا صفة لابد أن يتميز بها “فورد” بالتأكيد لن تكون أرفع من كونه أول سائق سيارة تصلح أن تكون وسيلة نقل ، وليست مجموعة من المعادن المُركبة بالكاد بناء على معادلات ورقية .. وكان طرح نتاجه شركة “فورد” الشهيرة على اسمه .. لكن الجانب الذي يميزه عن جميع رواد الأعمال العظماء ، هو جانبه الإنساني وشعوره الدائم بالمسئولية الاجتماعية المحملة على كتفي رجل الأعمال .

هنري فورد
هنري فورد

في كتاب “هنري فورد .. تاريخ حياته” ، من تأليف ويليام آدمز سيمونز ، وترجمة علي إسلام باشا .. كتب في المقدمة سعادة محمد سعيد لطفي باشا : ليس العظماء هم الذين رفعوا البنود ، وجنّدوا الجنود لسفك الدماء ،واستعباد العباد ، والإغارة على الآمنين ، وفتح ديارهم ، وسلب حرياتهم واستقلالهم ولكن العظماء حقًا هم الذين تولوا هداية البشر ، ودعوا للخير وعملوا له . العظماء هم الذين حملوا لواء العلوم والفنون ، فرفعوا مستوى الحياة الأدبية والمادية .

 

الجانب الإنساني من حياة رجل الصناعة الثري

ساءت الحالة الاقتصادية أوائل سنة 1920 ، واسترعي ارتفاع أسعار حاجيات الحياة نظر فورد فأراد – كعادته- أن يعاج هذه المشكلة الاجتماعية التي سببت صعوبات جمة لأصحاب الدخل المحدود ، فأنشأ مخازن لبيع الحاجيات ، الغرض منها تخفيض أثمان السلع ليسترد الريال قوته الشرائية ، فحدد ثمن المعطف والبدل بسعر يقل عن 5-10 ريالات عن سعر السوق ، والأحذية بسعر يقل من نصف ريال إلى ريال ، وفحم الكوك بسعر يعادل 60% فقط من السعر السائد وقتئذ .

ومع سوء الحالة العامة كانت الأزمات قد اشتدت عن آخرها ، وتوقفت بعض المؤسسات التجارية والصناعية عن العمل ، كما راجت عند الناس فكرة الإضراب عن الشراء إلا في أضيق الحدود محاربة الغلاء ، وكان فورد أن يمتد الإضراب إلى تجارة السيارات أيضًا ـ وما حل شهر يونيه من تلك السنة حتى اشتدت الأزمة وقلت حركة البيع والشراء بشكل مزعج ، واضطرت جميع المؤسسات لتخفيف العمالة وطرد العديد من العمال والموظفين ، لكن السيد “فورد” أبى أن يفعل تلك الجريمة من وجهة نظره ، فقرر تخفيض ثمن السيارات ، ولم يخفض أجور العمال والموظفين الذين وصل عددهم في مؤسسته إلى ثمانمين ألاف ، وقرر صرف مكافأة بلغت خمسة عشر مليون لمساعدتهم على غلاء المعيشة .

إقرأ أيضا
نوبة قلبية

 

 – المصدر : كتاب “هنري فورد .. تاريخ حياته”

الكاتب

  • فورد محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان