همتك نعدل الكفة
114   مشاهدة  

“لعن الله السبلايز”.. الطلبات المدرسية صداع في رأس الأسر المصرية

السابلايز


من الذهول حالة تعتري أولياء الأمور بمجرد استلامهم لقائمة الطلبات المدرسية “السابلايز”، التي كان من المعروف أنها ليست إجبارية بعدد محدد فكل أسرة كانت تمنح ابنها ما تستطيع جلبه له قدر استطاعتها المادية، وليس كما نسمع الآن من أعداد عجيبة من الأقلام والألوان والكراسات حيث أصبحت الوحدة المتعارف لجلب هذه الأغراض “دستة أو نص دستة” ويكأنها ليست لطالب بمفرده بل للفصل كُلََّه، وليست لترم دراسي واحد سيقضيه الطفل بل لمسيرته الدراسية جميعها.

حتى الأفرخ الملونة وأفرع الزينة والبلالين ولوحات الفصول وأقلام السبورة التي كان الطالب يحضرها تطوعًا في سبيل إسعاد معلم يُقدره أو لفوز فصله بأفضل فصل على مستوى المدرسة كما كنا نتنافس أيام طفولتنا، باتت ضمن قائمة “السابلايز” التي حيرت أولياء الأمور، متسائلين ما الأثر أو الفائدة التعليمية التي ستعود على الابن بإحضار هذه المتطلبات الخرافية!

ومن المؤكد أن الاهتمام بالنظافة الشخصية للطالب والتوجيه من قبل المدرسة للآباء إلى عدم إغفال هذا الأمر وحثهم على امتلاك كل طفل لوسائل نظافته الشخصية (كالمناديل العادية أو المبللة) أمر في غاية الأهمية ويعم بالنفع على جميع الطلاب والمعلمين، وهو أمر لا يتجزأ أحد على نقده لكن المشكلة تكمن في عدد العبوات المطلوبة، التي تحتوى على مئات القطع، بل والأعجب وصول “السابلايز” إلى إجبار الطالب على إحضار المنتجات الخاصة بالنظافة العامة كالسوائل التطهيرية (ديتول- كحول).

ما مصير المصروفات ؟

وهنا تسائل الجميع “ما مصير المصروفات التي دفعها ولي الأمر من أجل حصول ابنه أو ابنته على مستوى تعليمي جيد في بيئة صحية يجب أن يوفرها القائمون على المدرسة!، من خلال توفير معلمين على علم ودراية بمتطلبات المهنة التعليمية، وفصول تتمتع بوسائل تعليمية تُسهل إيصال المعلومة للطلاب، مع الاهتمام بنظافة الفصول والأدوات وكل ما يتعامل معه الأطفال للوقاية من الأمراض، وتوفير وسائل الحماية من الفيروسات والبكتيريا.

 

سخر الكثير من رواد السوشيال ميديا على قائمة الطلبات الغير منطقية، فقد تضمنت قائمة “السابلايز” بعض الألعاب الترفيهية كالصلصال والمكعبات والقصص القصيرة، مستذكرين أيام طفولتهم كـ”مروة الحلو” التي نشرت على صفحتها على “فيس بوك” “السابلايز الأيام دي وصل 7000 جنيه في المدارس، أما السابلايز على أيامنا”.

السابلايز

 

وأخرى تعجبت من أسعار زجاجات المياه “فلاسك” قائلة “لازم الفلاسك عشان محدش يقول علينا حاجة، في مرحلة تعليمية ما كان في مدرستي طلمبة مئة نفضل نلعب فيها وننبسط ونملى كفوفنا مئة ونشرب”

السابلايز

أما “أحمد أحمد مختار” فأخذ صورة برفقة قائمة الأسعار بعد أن فوجئ بالمبلغ الذي قام بدفعه، ليتساءل ساخرًا “دي سابلايز أولى ابتدائي ولا ماستر!”

السابلايز

وفي مقابل المبالغة في الطلبات ارتفعت الأماني عند أولياء الأمور لمستقبل أولادهم فعلى سبيل السخرية قال “محمد عطية” “جدول سابلايز KG1 جامعة هارفارد.. ياكش بنتي تطلع عالمة فلكية بعد كل الحكايات دي”

السابلايز

إقرأ أيضا
لافينيا نادر

وتبادر إلى ذهن ”لوجين أحمد” منظر أولياء الأمور أثناء تسليم الطلبات المدرسية، مشبهة المشهد بمنظر العمال في نهاية فيلم “أبو كرتونة” قائلة “أولياء الأمور وهي رايحة تسلم السابلايز للمدرسة”

السابلايز

الأمر بلغ ذروته حتى وصلت القضية إلى أن تم تناولها من قِبل الإعلام، حيث انتقد الإعلامي “شريف عامر” في برنامجه “يحدث في مصر” منتقدًا كم المبالغات في طلبات “السابلايز” والتفرقة الواضحة بين صفوف الطلاب الذين يدرسون باللغة الإنجليزية وزملاؤهم من نفس الصف الذين يدرسون باللغة العربية.

السابلايز” أصبح إلزاميًا بشكلٍ غير منصف حتى ببعض المدارس التي لا تقتصر على الفئات مرتفعة الدخل، دون وضع متواضعي الحال بعين الاعتبار، ومن المؤسف أن هناك بعض الطلاب باتوا يخشون عدم إحضار هذه القائمة التي تم الموافقة عليها واعتمادها من قِبل المسؤولين بالمدرسة لكي لا يتم التهكم عليهم أو إحراجهم أمام رفقاؤهم بالفصل، ما قد يتسبب لهم بأذى نفسي ويشعرهم بالخزي أو التدني وبذلك يكونون عرضة للتنمر من قبل أقرانهم الغير أسوياء.

لوهلة وأنا أسمع وأرى مُر الشكوى لمن يعانون من ارتفاع تكاليف الطلبات المدرسية، تذكرت أيام مضت كانت يملؤها البركة وكان الكُتّاب أفضل الأماكن التعليمية التي يعتمد عليها معظم فئات المجتمع، لم يخرج علينا حينها ما يُدعى بـ”السابلايز” وكان الأدوات التعليمية تقتصر على “اللوح والطباشير” فكان نتاج هذا الكُتّاب أجيال ذوي ثقافة وعلم وانضباط.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان