هيلين توماس.. صحفية جريئة هاجمت جورج بوش وإسرائيل فأحالها البيت الأبيض للتقاعد
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أن تعمل في الصحافة يعني أنك شجاع كفاية لمواجهة كافة الصعاب التي تقف في طريق نجاحك، فالصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب بلا مُنازع، ويجب أن تكون جريئًا بزيادة، لا تخشى قول الحقيقة لكي تتمكن من ترك بصمة في حياة الصحافة.
وكانت” هيلين توماس”، واحدة من أبرز الصحفيين الذين تركوا بصمة عظيمة في عالم الصحافة، تفوقها وتميزها أهلوها لمناصب عديدة كبيرة، فقد كانت رئيس قسم البيت الأبيض في وكالة “يونايتد برس انترناشيونال”، وأول مراسلة صحفية، وأول رئيسة للجمعية، كذلك كانت مرافقة لعشرة رؤساء بالبيت الأبيض، وقامت بتغطية جميع لقاءاتهم الصحفية، وكانت معروفة بجرأتها الشديدة، واعترضت بشدة على سياسة جورج دبليو بوش داخل العراق، ووصفت إسرائيل بالمحتلة وكان أثر هذه التصريحات التي وصفت بالغير مسؤولة من قبل البيت الأبيض وطالبت هيلين بالاعتذار، وصدر قرار تقاعدها حتى توفت في عام 2013م.
هيلين توماس
وُلدت هيلين في عام 1920م في ولاية كنتاكي، لأب وأم من أصول لبنانية، وهو ما كانت تفتخر به دومًا أصولها العربية اللبنانية، وكانت هيلين متفوقة في دراستها، وتمكنت من الحصول على وظيفة جيدة في جريدة “واشنطن ديلي نيوز”، وذلك عقب تخرجها مباشرة، ولكنها لم تبق فسها مدة طويلة، حيث استقالت منها بعد عام واحد فقط، والتحقت بجريدة “يونايتد برس انترناشيونال” في عام 1943م، واستطاعت هيلين في فترة قصيرة إثبات جدارتها كمراسلة صحفية جيدة لها تغطيات جريئة وواقعية عن المرأة، وأصبح لها عامود صحفي تحت عنوان “Names in the News”، حتى أصبحت رئيس نادي المرأة القومي للصحافة في عام 1959م.
إقرأ أيضًا…عن ثورته الفنية مع ثومة..مسيرة الموسيقار محمد القصبجى
العمل في البيت الأبيض
تولت هيلين مهمة تغطية أنشطة الرئيس” جون كيندي”، في عام 1960م، وبعدها بعام واحد تم تعيينها كمراسلة صحفية لوكالة يونايتد برس داخل البيت الأبيض، وأطلق عليها لقب “عميدة المراسلين الصحفيين”، وأسندت إليها مهمة إلقاء السؤال الأول على الرئيس خلال لقاءاته الصحفية، وكذلك إلقاء الجملة الختامية لنهاية أي لقاء صحفي وهي “شكرًا سيدي الرئيس”، وظل هذا التقليد بشكل رسمي خلال جميع اللقاءات الصحفية لرؤساء البيت الأبيض، حتى وصول جورج بوش الابن الذي حرمها من تلك الميزات بعد انتقاداتها اللاذعة لقراراته.
رئاسة جورج بوش الابن
كانت هيلين معارضة لسياسة جورج بوش الابن بشدة، وقامت بتوجيه عدد كبير من الانتقادات اللاذعة له خلال إحدى اللقاءات الصحفية لها في عام 2004م قالت فيها: ” أن الرئيس الأمريكي بات ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية على الولايات المتحدة، ينظر إلى كل من يعترض على سياسته، وخاصةً في العراق على أنه يقف مع الإرهابيين، وإذا كان أميركيًا فإنه غير وطني”.
أما عن الرأي الأكثر جرأة فقد كان أمام مركز الحوار العربي في واشنطن حيث قالت: ” أن بوش الابن هو أسوء الرؤساء الأمريكيين على الإطلاق، لأنه أدخل العالم في مرحلة من الحروب الأبدية المستديمة، وهو ما يكرر أهوال الماضي، وفي عهده خسرت أمريكا معظم أصدقائها في العالم”.
استقالة وإحالة للتقاعد
اتبعت هيلين توماس طريق الجرأة والصراحة طوال مشوارها الصحفي، مما تسبب في فقدانها لوظيفتها التي عشقتها وأخلصت لها، وكانت النهاية في إحدى تصريحاتها عن دولة إسرائيل في عام 2010م، عندما وجه لها أحد المراسلين الصحفيين سؤال عن رأيها في الادعاء بأن هناك محاولات إسرائيلية للتجسس على أمريكا، وهو ما جعلها تضحك معلقة :”إنهم موجودون في كل مكان، فما حاجتهم للتجسس”، وأكملت هيلين حديثها عن إسرائيل قائلة: “هؤلاء الناس محتلون عليهم ان يعودوا إلى ألمانيا أو بولندا، أخبرهم أن يخرجوا من فلسطين”.
أحدثت تلك التصريحات بلبلة شديدة داخل البيت الأبيض، وتم اعتبارها شخصية عدائية، وصدر تصريح خاص من المتحدث الرسمي بالبيت الأبيض يطالب هيلين بالاعتذار، وقد فعلت بعد أن أعلنت اعتزالها وقرار التقاعد النهائي بعد مسيرة حافلة بالتغطيات الرئاسية لعشرة رؤساء بالبيت الأبيض.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال