والدي النبي في الجنة أم النار ؟ (1-2) الأدلة على نجاتهما من جهنم بنص القرآن الكريم
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
يتجدد الكلام كل عام بمناسبة ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم حول سؤال والدي النبي في الجنة أم النار ؟، وبين كل فَيْنَة وأخرى يصر المتشددون على أنهما كفرة في النار.
سؤال والدي النبي في الجنة أم النار ليس جديدًا ؟
بالتحقيق في نشأة فكرة السؤال نجد أنه قديم للغاية لدرجة جعلت كتب الإمام السيوطي تحتوي على 6 مؤلفات أحصتها دراسة لدار الإفتاء وهي “مَسَالِك الحُنَفاء في والِدَي المصطفى، الدرج المنيفة في الآباء الشريفة، المقامة السندسية في النسبة المصطفوية، التعظيم والمنة في أن أبَوَي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة، نشر العلمين المنيفين في إحياء الأبوين الشريفين، السبل الجَلِيَّة في الآباء العَلِيَّة”.
منهج العلماء في التأكيد على أن والدي النبي في الجنة ؟
استعراض شجرة البحث العلمي حول مسألة والدي النبي يكشف أن العلماء تعاملوا بأدلة مختلفة لدحض ما يقال حول أن والد النبي ووالدته في جهنم، وكان أول هذه الأدلة أنهما من أهل الفترة وماتا قَبل البعثة، وينطبق عليهما قول الله سبحانه وتعالى “وما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا” ، أما ثاني الأدلة فكان أنهما لم يموتا وهما مشركيين بالله بل كانا على الحَنِيفِيَّة، ودليل ذلك قول الله سبحانه “الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ* وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ” بمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَتَقَلَّب في أصْلَاب الساجِدِين المؤمنين مِمَّا يَدُلُّ على أنَّ آباءه صلى الله عليه وآله وسلم لم يكونوا مشركِين.
اقرأ أيضًا
قصة وصية الرسول التي منع عمر بن الخطاب أن يكتبها أحد
مسألة رفض مسألة حنيفية والدي النبي خطيرة للغاية وهو ما جعلت موسوعة دار الإفتاء تقول “إن أبَوَي النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانا مُؤْمِنَيْنِ وإن خالفنا هذا فقد وَقَعْنَا في المَحظور، وهذا المَحظور مُتَمَثِّلٌ في أَحَد أَمرَين، أوَّلُهُما: أنَّه يلزم أن يكون غيرهما مِن المؤمِنين خيرًا منهما إن سلمنا دعوى نسبتهما إلى عدم الإيمان -حاشاهما عليهما السلام-، وهذا مُخالِفٌ لصَرِيح الأدلة التي منها الحديثُ السابقُ ذِكْرُه؛ وثانيهما: أنَّ تسليم دعوى عدم إيمانهما يستلزم تَفضيل الكافرين على المؤمنين؛ فوجب عند ذلك القول بإيمانهما.
اقرأ أيضًا
دلائل الخيرات في الصلاة النبي “هل شبهة وصف الرسول بأسماء الله صحيحة ؟”
لعل أغلظ قول في مسألة من يقول بأن والدي النبي في جهنم لأنهما كافرين ما حكاه ابن عساكر في كتاب تاريخ دمشق من طريق نوفل بن الفرات الذي كان عاملًا لعمر بن عبد العزيز- قال: “كان رجل من كتاب الشام مأمونًا عندهم استعمل رجلًا على كورة الشام، وكان أبوه يزن بالمنانية، فبلغ ذلك عمر بن عبد العزيز فقال: ما حملك على أن تستعمل رجلًا على كورة من كور المسلمين كان أبوه يزن بالمنانية؟ قال: أصلح الله أمير المؤمنين، وما علي! كان أبو النبي مشركا، فقال عمر: آه، ثم سكت، ثم رفع رأسه فقال: أأقطع لسانه؟ أأقطع يده ورجله؟ أأضرب عنقه؟ ثم قال: لا تلي لي شيئًا ما بقيت”.
لكن يبقى سؤال .. ما هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم “أبي وأبوك في النار ؟” وهل قال هذا فعلاً
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال