والله أبدا.. حكاية كلمات” ابن زيدون” التي غناها عمرو دياب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عمرو دياب أغنية ” والله أبدًا” من ألحان عزيز الشافعي وتوزيع عادل حقي ومن كلمات ابن زيدون. و هي تجربة جديدة يخوضها عمرو دياب إذ يغني لأول مرة أبيات شعرية فصيحة تعود إلى الأدب الأندلسي.
وعرفت الكلمات التي غناها عمرو دياب في أحدث أغانيه في الأدب العربي بـ”نونية بن زيدون” وهي قصيدة كتبها الشاعر الأندلسي “أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي” المكنى بأبى الوليد والمعروف في الأدب العربي بابن زيدون الأندلسي .
وتعتبر “نونية بن زيدون” من أشهر القصائد في تاريخ الأدب الأندلسي لما فيها من لوعة وألم لفراق محبوبته ولادة بنت المستكفي، وقد نظم على شاكلتها عدد كبير من الشعراء لما تحمله القصيدة من معان خلدها التاريخ.
من كلمات نونية ابن زيدون التي غناها عمر دياب
أَضحى التَنائي بَديلاً مِن تَدانينا
وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا
أَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبَّحَنا
حَينٌ فَقامَ بِنا لِلحَينِ ناعينا
مَن مُبلِغُ المُلبِسينا بِاِنتِزاحِهِمُ
حُزناً مَعَ الدَهرِ لا يَبلى وَيُبلينا
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا
أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا
لماذا كتب ابن زيدون هذه الكلمات
ورد في مصادر الأدب أنه كانت هناك علاقة حب بين ابن زيدون والأميرة ولادة بنت المستكفي، وقد كان حبهم جريئا خاليا من العذرية، حيث كانت الحدائق مكان لقائهما يتبادلان الحب والخمر .
شاءت الأقدار و افترق الحبيبين ثم عادا إلى اللقاء والحب من جديد، لكن “ولادة” قد هجرته غيرةً من خادمتها حيث كان “ابن زيدون” يغازل الأخيرة بأبيات شعر، ومن هنا انفجرت الغيرة في قلب” ولادة” وكتبت له هذه الأبيات المُخلدة في تاريخ الأدب:
لَو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا
لم تهوَ جاريتي ولم تتخيّرِِ
وَتركتَ غصنًا مثمرًا بجماله
وجنحتَ للغصنِ الذي لم يثمرِ
ولقد علمت بأنّني بدر السما لَكن
دُهيتُ لشقوتي بالمشتري
انتهت العلاقة بين” ابن زيدون” وبين “ولادة بنت المستكفي”، حتى إن” ولادة” دخلت علاقة مع الوزير “عامر بن عبدوس”، لكن المحب _ ابن زيدون_ لم يفقد الأمل وبات يرسل الرسائل والأشعار وهذا ما أغضب الوزير ابن عبدوس، فلفق له قضية دخل على إثرها السجن.
هرب” ابن زيدون” من السجن وقصد إشبيلية وأصبح وزيرًا للمعتمد بن عباد ثم وزيرا لابنه محمد بن المعتمد بن عباد، وفي كل مرة يكتب فيها الشعر كان يذكر ولادة ابنة الخليفة المستكفي.
وكتب تلك الكلمات التي غناها عمرو دياب ” والله أبدا” كانت بقصد عتاب ولادة و غدرها فصور جروحه وآلامة بتلك الكلمات التي خلدها الأدب كأجود أنواع القصائد، ولتبقى قصة ولادة وابن زيدون قصة حب أثرت المكتبة العربية وألهمت المبدعين ليصوغوا القصة بأشعار ومسرحيات رمزية فريدة .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال