همتك نعدل الكفة
556   مشاهدة  

ولدي لا تكن رخيصًا مثل عمو!

عمرو أديب
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تاريخ عمرو أديب وإن اختلفنا معه حافل بالضيوف الاستثنائيين، والحلقات الاستثنائية؛ فهو أحد أبرز نجوم” التوك شو”  في مصر والعالم العربي خلال العقدين الماضيين، بدايةً من  برنامجه ” ليلة أوربت” على ” قنوات الأوربت” وصولا إلى برنامجه المذاع عبر قناة ” أم بي سي مصر” الحكاية”.

هل عمرو  أديب صناعة سعودية؟ 

بعد عرض حلقة عمرو أديب خلال برنامج الحكاية بتاريخ 17 سبتمبر/ أيلول، وما أثارته من متناقضات مهنية وسقوط مدوي لأحد أشهر وأبرز الإعلاميين العرب، توقفنا كثيرًا أمامها، وكان السؤال الشاغل هل يُحسب “عمرو أديب”  على الإعلام المصري وقوته أم الإعلام السعودي الموجه للمصريين على اعتبار تكوينه المهني عبر الفضائيات منذ ظهوره وإلى الآن؟.

نعود للوراء لمنتصف التسعينيات تقريبًا، حينما خرج ” عمرو أديب” من عباءة أخيه ” عماد الدين أديب”، وقرر الابتعاد عن منطقة أخيه وهي البرامج الحوارية، وأصبح صحافيًا، ولعل أبرز الصحف التي كتب فيها كانت ” روزا ليوسف”، ثم انتقل عن طريق المنتج ” طارق الكاشف” إلى شبكة قنوات” الأوربت”، وهي قناة سعودية مشفرة خرج فيها” عمرو” عام 1998م  ببرنامج ” ليلة أوربت”.

وبعد المشاهدات النسبية التي حظى بها ” عمرو” في الأوساط الخليجية، قررت ” أوربت” في العام 2000 تحديدًا السادس من مايو/ أيار بتقديم برنامج حواري ” القاهرة اليوم” ليصبح ” عمرو” بهذا البرنامج الإعلامي الأول في مصر والوطن العربي آن ذاك، وتلك التفصيلة مهمة.

ترك ” عمرو أديب” برنامج ” القاهرة اليوم”، ليطل علينا في برنامج”Arabs Got Talent” كأحد أعضاء لجنة التحكيم، وذلك بعد أن احتضنه رجل الأعمال السعودي” الوليد الإبراهيم” مالك قنوات” إم بي سي ” وقناة العربية حسبما قال، فيروي ” أديب” عن تلك التجربة : “الشيخ وليد الإبراهيم اتصل بي في ذلك الوقت، مكنتش لاقي اشتغل ولا لاقي آكل.. كنت في لندن، قالي إنزل بيروت دلوقتي علشان تشتغل”، وتلك التصريح مثير للشفقة فهل عمرو أديب الإعلامي الأشهر غير قادر على شراء الطعام، أم أسلوب رخيص متملق!.

مواقف “عمرو أديب” مع ملاك القناة كانت مثيرة للاهتمام والبحث فبرغم نجوميته وشهرته الواسعة كإعلامي لامع دائمًا ما يظهر في صورة من شأنها التقليل من نفسه أولًا، والتقليل من صورة مصر والمصريين ثانيًا ومواقفه كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر موقفه من السياسة المصرية والمشكلات التي تواجه المجتمع جراء أزماته المتلاحقة والمتسارعة، نتفهم أنه من المفترض أن يكون مهنيًا لكنه يتحرك كعروس ” الماريوت” خيوطها في يد السعودية، وهي سياسة باتت واضحة مؤخرًا بعد أن خرج عمرو أديب يتحدث تارة عن إخفاقات الحكومة، التي لم يتحدث عنها مطلقًا ولكن آراءه ظهرت بالتوازي مع سياسة السعودية اتجاه النظام الحاكم المصري في الوقت الراهن، وهذا ليس رأي شخصي.

لكن المؤكد أن الإعلامي عمرو أديب لما يحقق جماهيريته الواسعة إلى عندما انتقل إلى القناة المصرية المفتوحة أون تي في قبل ثورة ٣٠ يونيو، قبل أن يعود مرة أخرى إلى القناة السعودية” إم بي سي”  في ٢٠١٨، لم يكن الجمهور المصري العريض يعرف عمرو قبل هذا لأنه لا يشاهد قنوات الكابل ولا يعرفها.

عمرو أديب: أجندة سعودية

في إحدى حلقاته هاجم الأوضاع السياسية والاقتصادية المصرية، بل وصلت لتحريض المصريين بشكل أو بآخر على النظام الحالي، وفي ذلك خرج الإعلامي المصري” محمد الباز”  يرد على ” أديب” قائلًا :” متصدقوش واحد مش على قناة مصرية يطلع ويتنطع ويقول خايف على ولادي وأهلي”.

ثم أضاف ” الباز” في أخبار وثقتها الصحافة العربية والمصرية :”حتى لو في مشكلة ضخمة عمرو أديب مش هيتأثر هو وأولاده.. وآخره هيروح يعيش في السعودية.. لأنه أجندة سعودية.. وعنده كفيل سعودي.. ومعاه فلوس كتير تكفيه لبعد يوم القيامة بسنتين”.

وفي محاولة للتهدئة مع السعودية دون أن يقلل من الهجوم على “عمرو أديب “، قال: “السعودية من حقها تحلم وتعمل كل حاجة ويكون عندها مشروع سواء في الإعلام أو في أي مجال.. ومن حقها تجند ناس في كل المجالات.. وتجندهم هنا يعني يشتغلوا لمصلحتها.. وعمرو  بيعمل ده.. بيشتغل لمشروع السعودية.. فهو عميل سعودي”.

إقرأ أيضا
مقام الكُرد

ربما وقتها هاجم البعض في تصريحات “الباز”  وغيره من المؤثرين في الرأي العام المصري، لكن بعد الحلقة التي استضاف فيها ” عمرو” المستشار تركي آل شيخ” في برنامجه” الحكاية” أضحى كل شيء على مرأى ومسمع من الجميع موثق بالصوت والصورة  إذ أن “عمرو أديب” بالفعل أداة لتنفيذ أجندة سعودية، فمنذ متى يوقع إعلامي على عقده على الهواء مباشرة، وبأمر مباشر من ” تركي آل شيخ” لمالك قنوات ” إم بي سي”، هل معنى هذا أن الـ “إم بي سي” ملكية عامة للسعودية وليست خاصة؟، ثم حديث “تركي” لـ”عمرو” الذي قال فيه” نجاحك وتاريخك صناعة سعودية”، وكما العادة يرد” عمرو” :” ليا الشرف” ، أي شرف!.

في لحظة إمضاء العقد كان لغة الحوار هي المال وفقط، دون أي اعتبارات مهنية ودون اعتبار أن مثل تلك الأمور مكانها الغرف المغلقة، ولكنهم أمراء المال والإعلام المسلطون علينا، ونحن نسير خلف تحليلاتهم وأرائهم الموجهة لتدمير الدولة المصرية عن طريق أبرز أدواته وهي الإعلام.

الكاتب

  • عمرو أديب مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
1
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان