ولن ترضى عنك الجماهير .. عقدة حسن شحاتة التي تطارد كل المدربين
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
2006 وكابتن حسن شحاتة
كان هذا التاريخ فاصلًا في حياة الكرة المصرية ، ومزاج الجماهير المصرية عمومًا ، حيث عمل الجميع على جعل الكرة سلعة أساسية كالأكل والشرب والملابس ، أتذكر جيدًا أن بطولة إفريقيا 2006 كانت بداية صناعة شريحة جماهيرية جديدة للكرة المصرية أغلبها من سيدات المنازل ، والأطفال ، تلك الشريحة التي كانت بعيدة بنسبة كبيرة عن كرة القدم ، وكانت القاعدة الجماهيرية معتمدة بشكل كبير على الشباب .. لكن هناك قرار ما تم اتخاذه ، وتم إنجاحه بفضل الإعلام الرياضي وغير الرياضي .
عقدة التفاصيل
تلك الحقبة الزمنية من 2006 إلى 2010 بالتحديد ، كانت ذكريات الكثيرين متعلقة بشكل كبير بكرة القدم عن أي شئ آخر ، فترة ربما أخذت فيها كرة القدم أبعادًا اجتماعية ربما أكثر من أي مكان آخر في العالم .. هذه الفترة تعلقت فيها قلوب وعقول الجماهير بكل تفاصيل المنتخب المصري في أفضل نسخة منه … وكانت أبرز التفاصيل هو التعلق بصورة الكابتن حسن شحاتة كقائد منتخب مصر . الشعر الأبيض المجعد الذي يشبه أغلب الآباء .. البعد الأدبي والأخلاقي الذي يعشقه المصريين في رسم صورة كاملة للأب ، “يا رب يا رسول الله ” ، تلك الجملة الذي كررها أبو علي كثيرًا على الخط فأضفت بعدًا دينيًا على كرة القدم ، فجعلت من حسن شحاتة رمزًا تاريخيًا لن يأتي بعده أو قبله شخصًا .
الإرث الصعب
أظن أن برادلي ، شوقي غريب ، كوبر ، حسام البدري ، ولو حتى تولى قيادة المنتخب جورديولا ويورجن كلوب وجوزيه مورينهو مجتمعين .. كل هذه الأسماء لم ولن ترضي جماهير الكرة المصرية ، حتى وإن وصلوا لمراحل متقدمة في كأس العالم . ذلك لأن إرث النتائج العظيمة التي حققها حسن شحاتة من فوز بثلاثة بطولات إفريقية ، وصراعه الصعب الذي أخذ منحًا وطنيًا ضد منتخب الجزائر .. والفترة الزمنية التي كانت فيها كرة القدم هي الحياة ، كل هذه الترسبات جعلت من حسن شحاتة بطلًا قوميًا بعيدًا عن إنه فعلًا كان مدرب كبير بغض النظر عن فشله في الأندية التي دربها بعد منتخب مصر .
تجاوز حسن شحاتة
لابد أن يعرف الجماهير أن مقارنة أي مدرب للمنتخب بكابتن حسن شحاتة ، هو أمر في غير موضعه بالمرة ، ذلك لأن المناخ الرياضي أيام كابتن حسن شحاتة من سيطرة منصة أو اثنين أو ثلاثة بالكثير على المنظومة الإعلامية ، فقد كانوا قادرين على توجيه الرأي العام الرياضي تمامًا .. أما الآن لدينا بدل المحلل الرياضى آلاف من المحللين وجميعهم قادرين على الوصول لشريحة كبيرة من الجماهير .. ناهيك عن إن الجمهور المصري لأول مرة يجتمع على تقييم سلبي لمدرب هو الكابتن حسام البدري .. لكنهم على العموم لم يجتمعوا على كوبر الذي كان سببًا في عودتنا للمنافسة على البطولة الإفريقية ووصولنا كأس العالم بعد عشرات السنين العجاف … لكننا لا نعد أي مدرب قادم أو سابق أو أي مدرب عن رضا الجمهور المصري عنه .. ولن ترضى!
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال