332 مشاهدة
يوميات القلق .. في السفر وحدك صلاة مختلفة
السفر يقولون أن له سبعة فوائد، ولكن بعدما سافرت وحدي أكثر من مرة عرفت له فائدة ثامنة.
.كنت ولازلت أحارب القلق، وفي هذه الفترة من حياتي -أخيرًا-قد تغلبت عليه بنسبة كبيرة
ولأنني أحب مشاركة القراء بكل ما يعينني على التغلب على القلق، سأشارككم أحدث الطرق التي استخدمها لمحاربته.
بيوميات القلق أكتب عن أيامي في محاربته وفي علاجه وأحيانا عن الأوقات الصعبة التي يهزمني فيها.
يوميات القلق…القلق من الحب والرغبة الجنسية
حتى الأوقات الصعبة أحب أن أشارك القارئ بها كي يتيقن ليس وحده من يقع ويقاوم، وأكتب عما تسبب في وقوعي.
أحدث الطرق التي جعلتني فخورة بنفسي وأقف للقلق كأسد شرس واثق من نفسه؛ السفر وحدي.
أسمعك أيها القارىء الهادىء تقول: أمر سهل ولا تفاخر فيه، لكن من يعرف ويعاني من اضطراب القلق العام يعي تماما أن السفر بالأيام لفتاة تعاني القلق ليس بالأمر الهين، ولكنه مدعاة لافتراضات جديدة للقلق.
كنت قد كتبت من قبل عن افتراضات القلق المفاجأة التي يعاني منها أصحاب القلق، فقد طاردتني برحلتي رغم كل احتياطاتي للهجوم على القلق.
على سبيل المثال: أفترض أنني سأغرق بالنيل أثناء استمتاعي بالنظر إليه، أتخيل أنني سافقد حقيبتي والمال الذي خصصته للرحلة، أتصور أن مصيبة ستحل بالقطار الذي ركبته…إلخ.
يوميات القلق..كيف حارب مختار الإسكندراني القلق
ولكن السفر برحلات استكشافية لأول مرة وحدك يجعلك تطرد هذه الافكار من أول مرة أو ثاني مرة كأي إنسان طبيعي يتعامل مع افتراضات .القلق كالجرثومة التي يجب أن تطردها من رأسك؛ ينشغل عقلك بتفاصيل الرحلة
و رحلاتك وحدك ستدلك على الله في كل شيء، ففي السفر طريقة أخرى للصلاة .
تأمل خلق الله وافتح قلبك وعينك على مخلوقاته وعلى وجوده في كل شيء من حولك.
يقول دكتور محمد طه الطبيب النفسي في منشور من منشوراته على الفيس بوك:
“ممكن علاقتك بالدين تبقى مجرد انتمائك لمجموعة ناس شبهك فقط، وممكن تبقى طريق ممهد يصل بينك وبين خالقك مرورًا برحلة وتفاصيل حياتك”
وقد أكد في هذا المنشور أن أي شيء نقوم بفعله يجب أن نسأل أنفسنا إن كان يوصلنا بأنفسنا والله والكون. ومن خلال السفر وحدك ستستطيع التقرب إلى الله ورؤية الكون بشكل مختلف كصلاة جديدة تجعلك تغلب قلقك أينما كنت.
وأنت من ستحدد بعد التجربة إن كانت الرحلة وحدك تماما واستكشافك للأماكن الجديدة يعينك على التصدي للقلق، أم مع شركة سياحية بجدول دسم من الزيارات.
عن نفسي أطمئن بوجودي مع شركة سياحة، وينشغل عقلي بالزيارات المتتالية عن فكرة استكشافي وحدي مدينة يمكن أن أتسبب بسوء تقدير مني للظروف في قضاء وقت من الفراغ مع نفسي والقلق. أما شركات السياحة فيكون جدولها مزدحم بالزيارات ولا تتركك وحدك تقريبا سوى للنوم بضع ساعات.
في رحلاتك وحدك ستكتشف أنك قادر على أشياء كان القلق الكاذب يصور لك أنك لن تقدر على فعلها وحدك؛ أولها الاعتماد على نفسك تماما.
في رحلاتك وحدك ستستطيع قهر بعض المخاوف. على سبيل المثال: كنت أخاف ركوب المراكب وطلوعها وحدي، كنت أخاف المبيت بسفينة، وبانتهاء رحلتي بالأقصر واسوان كنت قد أقمت بفندق بسفينة (كروز) وكنت أول واحدة تصعد لأي مركب تنقلنا من مكان إلى مكان.
يمكنك تسجيل هذه النقاط بأجندة كي تهزم قلقك لو تكررت نفس المخاوف، فقد خصصت أجندة صغيرة أكتب فيها كل فكرة قلقة هزيمتها كالسابق ذكرها.
برحلاتك وحدك ستعيد استكشاف نفسك مرة أخرى؛ ماذا تحب، ماذا تكره، ماذا تريد، وما تستطيع التعامل معه والتأقلم عليه، مما يسبب ثقة بالنفس التي بدورها تستقبل القلق كمحارب أسطوري.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
