37 مشاهدة
يوميات القلق….ويستمر ويستمر ويستمر
منذ أعطاني أستاذي العزيز أسامة الشاذلي رحمه الله مساحة يوميات القلق، وأنا لا أتوقف عن الكتابة فيها. أحيانا في يويمات القلق أكتب نصائح ما تعين كل صاحب قلق على وضعه، وأحيانا تكون يوميات القلق ما هي إلا مساحة للفضفضة وأيضا تعين كل صحاب قلق على قلقه، فيشعر أنه ليس وحده.
مؤخرا اتخذت قرارا صعبا بحياتي، خطوة جديدة أحسبها جيدة ولكن عواقبها وتابعتها صعبة جدا. قفز القلق من جديد في وجهي، لم يتركني لحال سبيلي. اللعنة التي تلحق بي منذ طفولتي وازدادت مع ابتلاءات الحياة الصعبة والمرهقة، مع صراخ أمي وآهاتها أثناء المرض، وصراخ جدتي وأهاتها أيضا أثناء المرض.
أصبحت الأصوات العالية تؤلمني جدا، تؤلمني بالمعنى الحرفي للكلمة، أسمع الذبذبات في أذني كالرصاص. أصبحت أميل للهدوء التام، وأصاحب نفسي كي استوعب قلقها الدائم.
مع الأسف الشديد بالأونة الأخيرة أصبح القلق مشكلة الكثيرين، ويلس فقط أصحاب اضطراب القلق العام، مع الظروف الاقتصادية والحروب من حولنا، مع شتات الناس وتغير طبائعهم بعد الثورة التكونولجية.
وهناك بالطبع استراتجيايت كثيرة لعلاج القلق كتبت عنها تساعد على تقليل أعراضه الجسدية والنفسية، ولكن بالنهاية لهؤلاء من يعانون من القلق العام يرفع القلق شعاره الوحيد “ويستمر ويستمر ويتستمر”
القلق لو وجدك هادىء النفس يحاول التفتيش في ذكريات الماضي مثلا كي يسبب لك قلقا من نوع جديد. قلق ألا تستطيع حماية نفسك من نفس الأذى لو تكرر بالمستقبل.
القلق يعرف طريقه الصحيح دائما لنفسك، فعليك أن تحاربه بكل ما أوتيت من قوة حتى لا تفقد روحك.
يوميات القلق سلسلة أحبها لأنني أؤمن لو ساعدت شخصا واحدا على الشعور بأنه ليس وحده الذي يحارب حالة التوتر الدائمة التي هو فيها، فهذا يكفيني.
اليوم أكتب وأنا في حالة سيئة من القلق، يستمر ويستمر ويستمر، يزيد من ضربات قلبي أحيانا خاصة أثناء النوم، يجعلني شديدة الحساسية من الأصوات العالية، يجعلني شددية التخوف من كل جديد، ولكنني أواجهه، وأعتمد جملتي الشهيرة “الخوف كذاب” فأجرب كل ما هو جديد وحدي، حتى لو ظهر علي بعض التوتر، أسامح نفسي وأطمئنها أن هذا شيء طبيعي في مواجهة القلق.
الحياة أصبحت صعبة، والقلق يعرف ذلك جيدا، فكن على وعي بما تمر به حتى تنتهي نوبة القلق بسلام.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
