همتك نعدل الكفة
970   مشاهدة  

يوميات سورية في مصر 5 .. فستان أبيض

يوميات


اليوم الخامس : نيل التأشيرة

منذ أن نلت شهادة الماجستير، لم أفرح هكذا !!

تأشيرة مصر على الباسبور كانت بمثابة تقدير عال بعد تعب وانتظار.

كنت سعيدة جدا ولم تستوعب صديقتي العراقية سبب سعادتي..!!

هل أنت مجنونة؟ تغادرين تركيا إلى مصر!!

إن كان هذا ضرباً من الجنون فمرحباً به . نعم أنا مجنونة بعشقي لمصر ومشتاقة وأشعر برهبة العودة إليها، كتلك الرهبة التي تكاد تعادل شعوري إن كُتبت لي العودة إلى سوريا.

بعد 48 ساعة من نيلي التأشيرة حجزت التذكرة على أول طائرة.

ولأول مرة ومنذ تسع سنوات أجهز شنطة السفر بفرح..!

فكم من حقائب حملت همومنا كسوريين ولمّا تفرغ بعد.

فقد اعتادت حقائبي وعلى مدار التسع سنوات أن تقبع فوق خزانة الملابس فارغة وجاهزة لأي سفر اضطراري في أي وقت كان..!!

مشهد اعتاد عليه السوري أينما كان ” خزانة ملابس لا يملكها، وملابس لا يحبها تخلو من رائحة الذاكرة أما الحقائب فتقبع فوق الخزانة نظيفة لا غبار عليها..!! ”

أكاد أجزم أني منذ غادرت سوريا لم اكترث لملابسي ولم أفكر يوما أن اختار ها أو حتى اجربها قبل شرائها.

قالت لي مرة صديقة مصرية: “يمكن أنت البنت الوحيدة اللي أعرفها بحياتي تشتري الهدوم من غير ما تجربها ”

أظنني لست الوحيدة .. فمثلي كُثر لا يملكون رفاهية القياس والتأمل بالملابس المناسبة أو الجديدة.

 

هل تعلم حين تتراكم لديك الأشياء دون أن تنتبه وتجد نفسك فجأة مجبراً على ترتيبها ورمي القديم منها

و الاحتفاظ بالجديد؟

هذا ما حدث لي حين كنت أحضر شنطة السفر إلى مصر.

تذكرت :

هذه ملابس قطنية ستخفف عني الحرّ اللاذع في مصر.

إقرأ أيضا
رحلة ٤٠٤.. الرجال من الجنة، والنساء رجس من صنع الشيطان

هذه ملابس ثقيلة لا تلزمني فالشتاء في مصر غير قاس .. أو كنت أظن ذلك حتى شتاء 2019 – 2020 فكم تغير طقس مصر!! فمنذ عام 2008 لم أشعر بالبرد في مصر كما شعرت به هذه السنة.

هذا البنطال مريح لسهولة الحركة والتنقلات وخصوصا بالمترو

هذا الفستان..!! لكني لا أملك فساتين مناسبة للقاء مصر..!!

هنا حسمت أمري ولأول مرة منذ تسع سنوات أدخل غرفة تغيير الملابس في المحل وأجرب فستاناً أبيض اللون بحزام يشبه ذلك الحبل المربوط على خصر الراهب !! هل أنا راهبة في حضرة من أحب أم عروس ترغب بارتداء الأبيض احتفاء بمن تحب؟

قررت أن أرتدي الأبيض لمصر..! كعروس في يوم فرحها !! وربما تستغرب عزيزي القارئ وتعتبر كلامي ضرب من المبالغة وربما أكون مجنونة لكني أعلم تماماً أن مصر تشتاقني كما اشتاقها.

وأنها ” زعلانة ”  مني لأني ابتعدت عنها مجبرة، لكنها ستصالحني حين أعود . وستأتي المصالحة بعد فترة من العقاب اللذيذ الذي يشبه عقاب الأم لابنتها..!!

كما أعلم جيداً أن الأبيض يليق بي.. وبها.

الحلقة السابقة

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
1
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان