همتك نعدل الكفة
1٬182   مشاهدة  

يوميات طالب الكلية الحربية (١٤ والأخيرة) .. حفلة التخرج ولحظة سعادة لا تنسى

يوميات طالب الكلية الحربية (١٤ والأخيرة) .. حفلة التخرج ولحظة سعادة لا تنسى
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



انتهينا في الجزء السابق يوميات طالب الكلية الحربية (١٣) .. عندما كدت أخسر سنة من عمري بسبب تليفزيون وجلابية وعلبة سجائر إلى العام الأخير من الكلية الحربية ذلك العام الذي فقدت فيه ٥٠ درجة سلوك لأني تناوبت مع زميلين على ارتداء سترة زميل رباع كان قد فقد ٨٠ درجة بعد الشهر الأول من السنة الرابعة، ولحمايته من خسارة السنة كنا نتبادل لبس سترته التي عليها اسمه وهي الطريقة التي كان الضباط يسجلون لنا بها الجزاءات بنقل أسمائنا من على صدورنا إلى أوراقهم ثم كشوفات الجزاءات بعد ذلك.

كنت ألبس السترة يوميا من طابور التمام وحتى طابور العشاء وهكذا يستلمها أحدهم في الطابور الصباحي ويرتديها هو شخصيا في طابور التفتيش والمحاضرات ويرتديها أخر من الغداء وحتى طابور التمام وأرتديها أنا حتى طابور العشاء.

المهم أنه تخرج معنا ونجحت الخطة، كنا الأحرص والأكثر انضباطا عندما نرتدي السترة التي عليها اسمه لدرجة أنني شخصيا كنت أتوقف عن التدخين تماما خلال تلك الفترة

رب أخ لك لم تلده أمك .. فما بالك بدفعة كاملة

مع نهاية الامتحانات تنتهي الأيام التقليدية في الكلية الحربية من الاستيقاظ في الخامسة والنصف صباحا وطوابير اللياقة واختراق الضاحية والمحاضرات وفرق المذاكرة لتتفرغ الكلية الحربية بكامل هيئتها للاستعداد لحفل التخرج.

تتحول الكلية إلى كرنفال كبير، وتبدو الدفعة التي على وشك التخرج لتعيش ألطف أيامها نقضي النهار بأكمله في تدريبات الحفل، تلسعنا شمس شهر يوليو الحارقة ولكنها على قلبنا “زي العسل”، نقضي فترة الليل في السمر وتبادل المعلومات حول زي التخرج وأين نصنعه ومن أين نشتري إكسسواراته.

نعرضه على بعضنا البعض ونسمع ملاحظات بعض حتى قبل التخرج باسبوع موعد كشف هيئة السلاح.

حيث يقضي الطالب فترة الكلية في دراسة العسكرية عامة وقبل التخرج يكتب ٣ رغبات ويدخل ليختار له مجلس الكلية سلاحه الذي سيخدم فيه وطنه بقية حياته.

كانت رغباتي بالترتيب مدرعات – مشاة – حرب إلكترونية

دخلت بخطا ثابتة وقلت رقم واسمي ورددت الأسلحة التي اخترتها بالترتيب

فأجاب مدير الكلية : مدفعية

ارتعدت لأنه السلاح الأبعد عن قلبي

فقلت خائفا : طب مشاة يافندم

ضحك اللواء وقال : طيب روح مدرعات

خرجت غير مصدقا ولم أصدق فعليا غير بعدما قرأت اسمي في كشف سلاح الفرسان سلاح المدرعات الذي عشقته طيلة خدمتي.

إقرأ أيضا
تمثال شاكيرا

من أبطال سلاح المدرعات الأديب يوسف السباعي والفنان أحمد مظهر

وعلى المستوى العسكري الجنرال النحيف عبد الغني الجمسي 

حفلة التخرج

وأخيرا يوم ٢١ يوليو  ١٩٩٤ حفلة التخرج للدفعة ٨٨ حربية، يحضر أبي وأمي وأخوتي للكلية يصطفون مع أهالي الخريجين ويحضر الرئيس الراحل حسني مبارك ويبدأ العرض الذي ينتهي بقراءة القسم الذي ينتهي بجملة خالدة : سلاحي لا أتركه قط حتى أذوق الموت

ينصرف الرئيس فتعد الدفعة ١٠ عدات في أرض الطابور وفي العاشرة نقذف جميعا الكاب في الوقت نفسه ونقفز في الهواء

لا أعرف عزيزي القاريء هل تصدقني لو أخبرتك أنني طرت لما أقفز، وكانت أجنحتي هي السعادة وجريت بعدها لأحتضن والدي انتهت حفلة التخرج لأغادر الكلية لتبدأ رحلة جديدة في الجيش المصري العظيم

تمت

الكاتب

  • حفلة التخرج أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
10
أحزنني
1
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان