رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
373   مشاهدة  

يوميات قلق..عن صديقك المتطرف!

يوميات قلق ............................................عن صديقك المتطرف
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



العالم لا يعمه السلام ولا يتخذ معظمه الرحمة كمنهج للتعامل مع الغير، وإلا ما شاهدنا كل هذه الحروب والصراعات التي لم تتوقف حتى عندما اجتاح وباء كورونا العالم، الكل يريد أن ينهي صراعه بالشكل الذي يراها وإن تخلله العنف والدم. 

نحن من نحاول العيش بسلام، واتخاذ من كل موقف بسيط بارقة أمل للتغيير، تصدمنا الأصوات العالية المتطرفة من جميع الجهات، وخاصة من يدعون تقبل الآخر، ومن ينادون بالحريات، وعند أرض الواقع لا يتقبلون سوى من يحاول أن يمشي فقط على أهوائهم. 

منذ خبر انتحار سارة حجازي، وأنا على معركة مختلفة مع القلق، وقد كنت كتبت عدة مقالات عن معاناتي من ارتفاع معدل القلق وتأثيره على سلوكياتي، وأحاول مشاركة كل من يحمل معي نفس الهم بعض الكلمات، لعل صديق هناك لا يعرفني شعر بأنني أعاني بنفس معاناته، فخفف هذا عنه.

ما حدث بالسوشيال ميديا من سب متبادل بين الناس جعلني أشعر بالخوف والقلق. صوت الكراهية كان الأعلى، والغضب كان المسيطر حول أمر نفس لم تعد بيننا، وغلبها اليأس حتى اختارت الانتحار.

لم أستطع عدم التعرض للمناقشات، بذلت قصارى جهدي للابتعاد عن المناقشة حول روح بين أيادي الله، ولكن عندما يدفعك أحد الأصدقاء للإدلاء برأيك، لن تعرف كيف تهرب من حرق الدم.

  الأدرينالين نال مني هذه المرة، والقلق لازمني؛ لأنني رأيت آراءَ الكثير من هؤلاء الذين تعرفت عليه يالأوساط الفنية يستخدمون كلمات عنيفة، ويستخدمون السباب حول المختلفين عنهم بالرأي بتطرف ديني ولا ديني! 

لم أستطع عدم التدخل، وأصابتني صدمة حقيقية في معارف  تصورت أننا بالتأكيد لن نتفق بكل شيء، ولكن نقف على الأقل على أرض صلبة  تدور حول معاني العدل والرحمة والحكمة قبل الإدلاء بالرأي، وخاصة أننا نراجع آرائنا ونتغير من فترة لأخرى.

 بعد الوباء الذي اجتاح العالم أصبحنا جميعًا نحاول التأقلم على حياة من وراء الكمامات وتحت رائحة الكحول الإيثيلي والمطهرات، ابتلانا الله بفيروس تتغير أعراضه ويتطور ونحن لا نتغير في تصدير غضبنا على الآخر.

رغم أحداث هذا العام الصعبة  لم يتعظ الإنسان بعد، ومازال المعظم يتعصب لرأي قد يغيره غدًا، وربما سب المختلف عنه وكفره. لم أستطع مقاومة قلقي هذه المرة؛ لأنني اكتشفت أن المتطرفين يعيشون بيننا، والتعليقات التي رأيتها تتهم الغير بالجهل أو الكفر بعد النقاش لم تكن قليلة.

إقرأ أيضا
نبيل علي ماهر

المتطرفون من كل فئة توحشوا بهذا الموقف تحديدًا، ولم يفكر سوى القليلين بحكمة حول مساعدة من يحتاجون المساعدة حتى لا تتكرر حالات الانتحار الموجعة.أو ترك من ذهبوا بعالم الغيب في حالهم والتفكير في الغد بنشر معاني الحق والخير والجمال.

ما حدث رغم أنه عزز قلقي اللعين إلا أنه زاد إيماني بأننا علينا التصدي لكل بذرة تعصب وكراهية بكل وسيلة نستطيع بها التأثير في الغير، وأن نشر الحب يغلب الكراهية، وعلينا مراقبة أنفسنا أيضًا ومراجعتها إذا أثرت علينا الضغوطات وتناقشنا بحدة لن تفيدنا ولن تحقق أغراضنا من التعايش والسلام.

الكاتب

  • يوميات قلق إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان