٥ أفلام لا تفوتها للعبقري الراحل المهضوم حقه رأفت الميهي
-
أحمد فكري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
أن تكون مجرباً في مجتمع كره التجريب، وتمسك بالنصل حتى يدمي يدك، فلابد أنك تعذبت كثيراً، لكن أن تصر عليها حتى النهاية فلابد أنك مختلف، لابد أنك رأفت الميهي، المخرج الرائع الذي ينتمي إلى مدرسة المخرج المؤلف، والذي لم ينل حظه من التكريم، ولم ينل موقعه الحقيقي كأحد أهم الفنانين العرب في القرن العشرين.
تفاعل مع الواقع دون أن يلتزم نهائياً بالواقعية، وحاول تغييره بالخيال اللامحدود، وعالم الفانتازيا السينمائية التي صار رائداً لها.
وإليكم قائمة بـ 5 أفلام صنعها الميهي وتستحق المشاهدة:
1- السادة الرجال 1987:
يحكي الفيلم عن أحمد وزوجته فوزية التي تقرر إجراء عملية جراحية للتحول إلى رجل، وذلك نتيجة الخلافات القائمة بينهما، والتي تقهرها وتقضي عليها كامرأة، فتستغل سفر زوجها وتقدم على تلك التجربة الغريبة، فتتمكن من التحول إلى جنس الرجال، وتنجح بالفعل وتبدأ في العيش داخل عالم الرجال، محاولة الاحتفاظ بزواجها من أحمد وأمومتها لطفلتها.
يحطم الميهي تابو المجتمع الذكوري، ويعصف بكل تلك القيم الذكورية المجتمعية داخل حدوتة لطيفة ضاحكة.
2- سيداتي آنساتي 1989:
يعمل محمود ساعياً ومشرف بوفيه في مصنع بالرغم من حصوله على درجة الدكتوراة في الطبيعة، حيث إنه يفضل الدخل الأعلى، وتقرر كلٌّ من درية وعزيزة وآمال وكريمة الزواج من رجل واحد حتى يتجنبن مشكلة الشقة، بحيث تكون العصمة في أيديهن، ويخترن محمود الذي يعمل معهن في المصنع نفسه، فيوافق، وبعد الزواج تحدث عدة مفارقات، حيث يترك محمود العمل ويعمل في المنزل ومع مرور الوقت تحدث عدة مشكلات فتطلقه آمال ودرية وتتزوجان من رجل آخر في الشقة نفسها، لكن الزوجان لايطيقان ذلك، فيقرران الزواج من أخريات، فتكتشف الزوجات نيتيهما، وتطردنهما من الشقة، وتطلقنهما، ويبحث كل منهم عن زواج أفضل فى مكان آخر.
مرة أخرى يضرب رأفت الميهي المجتمع الذكوري بعنف، ويدين شكل العلاقات المشوهة، وزواج المصلحة والظروف، في قالب كوميدي نادر، وكأنه يجري عملية جراحية لمريض غارق في الضحك.
3- ميت فل 1996:
يتبادل كمال الحب مع دلال ويتزوجان، لكنهما يعانيان من الفقر، فيقرران استبدال والديهما، وإقناع المليونير حسين بأن يتبناهما من دون أن يعلم بزواجهما، فيوافق حسين وخاصة أنه يعاني الوحدة، وليس لديه غير ابن واحد متخلف عقليّاً أطلقت عليه أمه: خيبتك يا.
يعمل الإبن على الإيقاع بين والده وكمال ودلال، فيوعز إليهما بسرقة صندوق مجوهرات، ويقبض عليهما، لكن كلاً من كمال ودلال يقنعان والديهما بالتنكر لهما، وبذلك تستمر حياتهما مع حسين الذي لم يعد في إمكانه التخلص منهما.
يضع الميهي الفقر هذه المرة ضمن أولوياته، ويعري كذلك الظروف المحيطة به، لكن بصورة مختلفة هذه المرة أيضاً.
4- الافوكاتو 1983:
يحاول المحامي حسن سبانخ التأقلم مع أوضاع السجن أثناء قضائه عقوبة الحبس لمدة شهر بسبب إهانته للمحكمة فى إحدى القضايا، ويتمكن من إقامة العديد من علاقات البيزنس البهلوانية أبرزها مع تاجر المخدرات حسونة محرم، وسليم أبو زيد أحد مراكز القوى فى الستينيات، ويلعب سبانخ على جميع الحبال و يبدأ في تحريك النظام القضائي وأوضاع المجتمع المقلوبة كعرائس الماريونيت.
ينجح سبانخ فى إخراج حسونة محرم من السجن، وإعادته إلى واجهة المجتمع مرة أخرى، تمهيداً لقيام سبانخ نفسه بالنصب على حسونة، حيث تضمنت خطة سبانخ دخول المستشفيات والاتجار بالعملة، وتزويج شقيقة زوجته لحسونة، لكنه يعود إلى السجن، وسرعان ما يستأنف نشاطه من داخل أسوار السجن، متحالفاً مع سليم أبو زيد في عملية جديدة تبدأ كما انتهى الفيلم بالهروب.
أحد أهم الأفلام الكوميدية على الإطلاق، يستعرض فيه الميهي الفساد الضارب في أعماق القانون وثغراته وألاعيب المحامين.
5- للحب قصة أخيرة 1986:
يصاب المدرس رفعت بمرض في القلب، ويتزوج من سلوى الفقيرة والغريبة عن حي الوراق رغم معارضة والدته التى تحاول إقناعه بتطليقها مقابل حقه فى الميراث.
تخاف سلوى على حياة زوجها لمرضه ورغم عدم إيمانها بالمعجزات تلجأ للتبرك بالشيخ التلاوي والقديسة دميانة. يتفق رفعت مع صديقه الدكتور حسين لإيهام سلوى بوجود خطأ في تشخيصه، وأنه سليم من المرض، فتعتقد سلوى بأن المعجزة تحققت.
تحاول الأم إقناعه بالسفر للعلاج في الخارج وترك زوجته فيرفض. ثم تنتاب رفعت أزمة قلبية وهو في طريقه إلى المدرسة ويموت، يقوم زملاؤه بإبلاغ زوجته بوفاته. تصدم سلوى وتفقد إيمانها بكل الرموز وتبدأ فى تكسيرها.
مرة أخرى يضرب رأفت الميهي في تابوهات المجتمع المؤمن بالخرافات، ويضعها أمام عيون الجميع في إطار بسيط وسلس لا يقدر عليه غيره.
الكاتب
-
أحمد فكري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال