رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
660   مشاهدة  

أسلمى يا مصر.. النشيد الذى فرض نفسه على الجميع!!

ثورة 1919


تعد ثورة 1919 واحدة من أهم الثورات الشعبية في التاريخ الإنساني قاطبة، وعلامة فارقة في تاريخ مصر الحديث ، وبمثابة الشرارة  التي أشعلت الروح الوطنية  في نفوس المصريين بوتيرة غير مسبوقة، لتحقيق الاستقلال المنشود والذى طالما حلم به المصريون منذ الاحتلال البريطاني على مصر عام 1882.

وبعد نجاح الثورة الملهمة في هز العرش البريطاني وتحقيق أهدافها  لم يعد ” السلام السلطاني ” مناسبا للعهد الجديد في ظل نضال الشعب المصري  ضد المحتل ومطالب الاستقلال التي قادت لوضع أول دستور  عام 1923 وإجراء أول انتخابات نيابية .

وبدأ الحديث عن وضع نشيد وطني جديد يتناغم مع أهداف ثورة  1919 الخالدة والروح القومية التي ولدت من رحمها .

ويذكر أن  أول سلام وطني لمصر  كان في عهد الخديوي اسماعيل تحت أسم ” سلام مخصوص خديوي ” وهو مقطوعة موسيقية مأخوذة من مارش الانتصار  لأوبرا عايدة من تأليف الموسيقار الإيطالي الشهير “جوزيي فيردي” عام 1871.

ثم تغير أسمه لاحقا إلى ” السلام السلطاني ” بعد عزل الخديوي عباس حلمى الثاني، وتنصيب عمه السلطان حسين كامل ثم السلطان فؤاد الأول .

وكانت البداية عندما أسس رائد الاقتصاد الوطني  طلعت باشا حرب  لجنة ” ترقية الأغاني الوطنية ” لوضع نشيد قومي في نهاية العام 1920  تحت رعاية “بنك مصر”.

وشكلت اللجنة برئاسة جعفر باشا والي السياسي المصري الذى شغل العديد من المناصب والحقائب الوزارية ، وعضوية بعض كبار الشعراء والأدباء وأهمهم  أمير الشعراء أحمد شوقي وشاعر النيل حافظ ابراهيم، على أن  يُمنح الفائز فيها جائزة مالية قدرها 100 جنيه، و يتم منح الكلمات الفائزة لعدد من الملحنين، لاختيار أفضل لحن.

وقد تقدم إلى هذه اللجنة 56 شاعراً بـ 56 نشيداً، ووقع الاختيار على قصيدة «بني مصر مكانكموا تهيأ» لأحمد شوقي، وفاز بتلحينها سيد درويش.

وكان أحد المتقدمين للمسابقة الشاعر مصطفى صادق الرافعي ، الذى يرى أن كلماته كانت الأحق بالاختيار والأجدر بالفوز  في المسابقة، وشن حملة صحفية كبيرة ضد اللجنة متمثلة في رئيسها جعفر باشا والي، وضد شوقي الفائز في المسابقة حيث كان يشغل وظيفة رئيس تحرير جريدة الأخبار في هذا التوقيت .

متعللا بأن قرار اللجنة غير محايد وأن النتيجة محسومة  مسبقا بأن يكون النشيد المختار من نظم شوقي..  محاباة لأسم أمير الشعراء أحمد شوقي .

 وساق  الرافعي الأدلة  على صحة ادعاءاته ومنها أن اللجنة قد أمدت الموعد المحدد لتقديم الأناشيد، حيث لم يكن أحمد شوقي وحافظ ابراهيم قد تقدما خلال الموعد .

وتقدم  شوقي بقصيدته التي فازت بعد إلحاح من اللجنة، بينما أصر حافظ ابراهيم على الرفض حرصا منه على نزاهة المسابقة خصوصا لأنه ضمن أعضاء اللجنة المحكمين في المسابقة .

وحدث أن تمرد العديد من الكتاب والشعراء على نتيجة المسابقة،  وانضموا إلى الرافعي في ثورته ضد اللجنة وشوقي ونشيده، ومن أبرز هم العقاد والمازني  .

ولم تلتفت اللجنة إلى منتقدي قراراها ، وظل الرافعي على رأيه، وتم تشكيل لجنة غير رسمية، من أصدقائه ومؤيديه سميت ب «لجنة مارش سعد» والتي أعلنت في وقت لاحق أن نشيد الرافعي هو النشيد القومي المصري  الذى كانت كلماته :

إلى العلا إلى العلا

إلى العلا بنى الوطن

إلى العلا كل فتاة وفتى

إلى العلا في كل جيل وزمن

فلن يموت مجدنا، كلا، ولن

وبذلك أصبح هناك لجنتين اللجنة الأصلية التي أعلنت في السابق فوز قصيدة شوقي ” بني مصر مكانكموا تهيأ ” وفاز بتلحينها سيد درويش،  وأعلنت اللجنة الأخرى أن نشيد الرافعي هو النشيد القومي المصري ،كما قامت لجنة الرافعي بتلحين النشيد ، ووقع الاختيار على منصور عوض. وأذيع نشيد الرافعي لأول مرة في طنطا عام 1921 بمسرح البلدية.

إقرأ أيضا
مسرحية الخال فانيا

وكان لكل تلك الأسباب والصراعات لم يكتب لكلا النشيدين النجاح والشهرة .

يتضح من تسمية اللجنة غير الرسمية ” لجنة مارش سعد “والمتحمسة لنشيد الرافعي أن الهدف من النشيد في البداية لكى يكون تعبيرا رمزياً عن الثورة  قبل طرح فكرة النشيد القومي وتطوير كلماته.

وظهر إلى النور كلمات نشيد” أسلمى يا مصر  “ونال إعجاب الجميع  واعتبروه «نشيدًا قوميًا»، وتسارع البعض في إذاعته، ولحنه الموسيقار صفر علي، واعتبرته فرق الكشافة المصرية نشيدًا رسميا لهم.

ولم يستخدم  نشيد ” أسلمى يا مصر ” كنشيد وطني في الفترة من 1923حتى 1936 على خلاف الشائع تاريخيا بهذا الشأن ولا يوجد ما يؤكد ذلك؛ حيث كان الاحتفاء بالنشيد على مستوى شعبي فقط ولكن ظل النشيد يعيش في وجدان الشعب المصري حتى يومنا هذا .

بينما أستمر السلام الملكي من تأليف فيردى السلام الوطني الرسمي للملكة المصرية حتى إعلان الجمهورية، واستبداله بنشيد الحرية من كلمات الشاعر كامل الشناوي وتلحين الموسيقار محمد عبد الوهاب .

 

إقرأ أيضاً

عفوا مصطفى أمين.. معلوماتك عن ثورة 1919 خاطئة

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان