625   مشاهدة  

أشرف عبدالباقي.. عارف لما تقوم من النوم الصبح؟

أشرف عبدالباقي


حظ، حينما غنى جمال إسماعيل بلسان شخصية حسب الله بعضشي في مسرحية سيدتي الجميلة، “إديني شوية حظ واتفضل عد شطارتي انا صاحب مقدرة عظمى إنما برضك يا خسارتي” كان يصف ذلك الكائن المراوغ الذي يظل بين أيدينا وفجاة يذهب، ” صاحب كيفه” الذي يأتي وقتما يشأ وكيفما يشاء دون أن يشغل باله بإحتياجتنا، الحظ هو السبب في أشرف عبدالباقي أحد اهم مواهب جيله، ويتنافس على الأسوأ حظا مع شريف منير.

من كلية التجارة إلى سينما رأفت الميهي، من مصنع للأثاث والديكور إلى ممثل كوميدي الطابع من العيار الثقيل، رأفت الميهي بالأساس ليس مجرد مؤلف او مخرج ولكنه سينما متكاملة وحينما يختار ممثل يختاره لانه يعرف أن بداخل هذا الممثل ما لا يوجد في احد غيره، تلك هي الصفات التي ربما شاهدها في ذلك الشاب الذي يشبهنا جميعا أشرف عبدالباقي ليبدأ رحلته معه في السينما.

العام 1988، كان اللقاء الأول بين أشرف عبدالباقي والسينما، من خلال دور صغير للغاية في فيلم سمك لبن تمر هندي، ذلك العسكري الساذج الذي يجلس في السيارة ليبلغ البيانات بطريقة ساذجة للغاية، لم يعلم اشرف وقتها ان تلك الطريقة ستصبح أزمته، هذه الشخصية ” اللي لبسته” كما “عفريت” قد يقتل صاحبه.

YouTube player

الدور الأهم في مسيرته مع الميهي جاء عام 1989 حينما قدم دور سامي في فيلم سيداتي أنساتي، في سامي يقدم أشرف تنويعة جديدة على شخصية الراجل الساذج ولكنه هذه المرة يدعى السذاجة، تنويعة مميزة والاهم هو كيفية ابرازها عن طريق طريق السير ونظرة العين الحادة الخبيثة، دور تقدم به أشرف عبد الباقي للأمام خطوات.

وعلى عكس السينما، كان أشرف عبدالباقي يحلق في المسرح منذ بدايته واكتشافه على يد المخرج هاني مطاوع في مسرحية خشب الورد، كان أشرف عبدالباقي يسابق الريح في كواليس المسرح حتى أصبح بطلا أمام عبلة كامل في مسرحية الحادثة التي كتبها لينين الرملي، أشرف أصبح بطلا على الخشبة بينما كان يستعد لواحدة من أهم مراحله السينمائية على الاطلاق.

في لمح البصر أو ربما نحسبها هكذا يتحول أشرف عبدالباقي من منطقة الادوار الثانية إلى السنيد، يدخله إلى هذا العالم أحد أهم الأسماء في رحلته السينمائية وربما أحد أهم الأسماء في سينما التسعينات على الإطلاق، شريف عرفة، في الضربة الأخيرة التي ضربها الثنائي ماهر عواد وشريف عرفة في مسيرتهما المشتركة ” يا مهلبية يا”.

YouTube player

من سرياليزم ماهر عواد إلى واقعية وحيد حامد ومرة أخرى مع أشرف عبد الباقي، هذه المرة سنيد امام من أمام الزعيم عادل إمام في فيلم “الإرهاب والكباب” يقف أشرف عبدالباقي في نفس المنطقة التي يقف فيها أحمد راتب وعلاء ولي الدين والقديرة يسرا والقدير كمال الشناوي، أشرف تجاوز في خطوة كل السنوات التي مضت في مرحلة المشهد والمشهدين بل إن عادل إمام مع يسرا وراتب واشرف والشناوي وعلاء ولي الدين شكلوا بطولة جماعية لفيلم سينمائي متميز اسمه الإرهاب والكباب.

1992، يعد عام السعد على أشرف عبدالباقي الأهم من خروجه من مرحلة الادوار الصغيرة، هو عمله مع عدد من المخرجين المهمين مثل شريف عرفة، وسعيد مرزوق الذي قدم معه دور بطولة أمام ليلى علوي في فيلم “أي أي”، وأيضا مع خيري بشارة في فيلم أيس كريم في جليم، وفي العام الذي تلاه كان أشرف جزء من تجربة رضوان الكاشف السينمائية الأولى ” ليه يا بنفسج”.

ورغم كل تلك النجاحات كان الحظ يتخلى رويدا رويدا عن أشرف عبدالباقي، الذي رغم انه قدم البطولة والبطولة الجماعية، إلا أنه لم يتحل يوما إلى نجم شباك، إضافة إلى سوء اختيار لازمه كثيرا في فترة التسعينات تحديدا حيث استهلك نفسه تماما في افلام الدرجة الثالثة ضيفة القيمة وسيئة التنفيذ أصلا مثل الراقصة والحانوتي والشرس وغيرها من افلام.

YouTube player

عام 1995 كان اشرف يقف يوميا على خشبة المسرح يقوم بإلتهام عدد من الممثلين الجيدين على رأسهم صلاح السعدني وإسعاد يونس ومن بينهم ايضا رانيا فريد شوقي وحسين الإمام وهالة فاخر ومحمود الجندي، في مسرحية باللو، كان اشرف يقف على المسرح ليلقى الإيفيهات يمينا ويسارا فيقع الكل صريع الضحك المتواصل لتصبح لزمته ” عارف لما تقوم من النوم الصبح” جرس إنذار يدق ليعلن ان اشرف عبدالباقي سيلقي قنبلة الأن.

إقرأ أيضا
المشاهد الجريئة

ولكن كل تلك الصحوة الفنية، لم تشفع لأشرف عبدالباقي ولم يتحول يوما إلى نجم شباك حتى حينما شارك هنيدي البطولة في فيلم صاحب صاحبه من إخراج سعيد حامد وتأليف ماهر عواد، سقط الفيلم سقوط مدوي، وحينما قدم بعدها بسنوات فيلم “على جنب يا اسطى” هو الأخر لم يحالفه الحظ، وكان من الممكن ان ينتهى أشرف عبد الباقي لولا قليلا من الحظ، الحظ الذي خدمه بتقبل الجمهور لفكرة مسرح مصر، وعدد من النجوم الشباب، ليتحولوا هم الأخرين لنجوم بعضهم في طريقه لأن يصبح نجم شباك، بينما تحول أشرف عبدالباقي غلى نجم شباك ولكن هذه المرة في المسرح.

” الحظ لما يواتي يخلّي الاعمى ساعاتي” ولكن الحظ حينما يمتنع يمنعنا عن فنان وممثل موهوب بحجم وقيمة أشرف عبدالباقي بينما ربما يفسح المجال للعديد من أنصاف الموهوبين ولكن يظل أشرف عبدالباقي هو ” عارف لما تقوم من النوم الصبح، والحظ مش معاك، وتتحول لقنبلة ضحك واسم يسيب علامة مع الناس للأبد، أهو أنت كدة أشرف عبدالباقي”.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان