أمال ماهر وأحمد موسى والإخوان

أخيرا أطلت علينا المطربة صاحبة الترند الأعلى في هذه الفترة الفنانة أمال ماهر، بعد فترة من الجدل والشائعات والقيل والقال، حتى وصل الأمر لتداول تفاصيل أسطورية جعلتنا نظن أننا نعيش في أحد أفلام المافيا، وبلغت المبالغات أنه قيل أنهم يجهزون لإعلان خبر وفاة الفنانة التي تعرضت للخطف والأسر والتعذيب والحرمان من الطعام والشراب وفقدت وزنها، وغيرها من الشائعات، وظهرت فيديوهات تعيد وتزيد في الشائعات والمبالغات حتى أصبح الأمر خارج المنطق وبدأت مطالبات بإنقاذ الفنانة من أيدي الوحوش البشرية، وبلغ الأمر إلى ذهابهم إلى أن الأمر أصبح يهدد سيادة وكيان مصر، ومطالبات بتدخل نقابة الموسيقيين، وبالفعل تحركت النقابة في صورة الفنانة نادية مصطفى عضو النقابة وتواصلت مع شقيق النجمة ووالدتها اللذين أكدا أن أمال بخير ولا صحة لأي مما يقال، وعندما طلبت منهم نادية مصطفى أن تخرج أمال تحدث جمهورها وتطمئنه، كان الرد بأنها بالفعل ستخرج وتحدث جمهورها ولكن في الوقت الذي يروق لها.

وخرج العديد من النجوم والمذيعين من بينهم الأستاذ القدير محمود سعد وخاطبها خطاب مطمئن وأخبرها أن كل بيوت المصريين مفتوحة لها وإذا ما كانت تتعرض لأي تهديد فالمصريين سيحموها فهي ابنة المصريين كلهم.

وفي النهاية وبعد فترة من الشد والجذب خرجت أمال ماهر فجأة في فيديو قصير مخيب لكل الآمال، خرجت تشكر الناس على الحب الجارف وتخبرهم أنها كانت مريضة كورونا، وتعدهم بأعمال جديدة وإطلالات جديدة الفترة القادمة، وتجاهلت تماما ما حدث في الفترة الماضية ولم تشر إليها من قريب ولا من بعيد ولم تنفي ولم تؤكد، ولم تبل ريق.

وبعدها بساعات قليلة من خروج هذا الفيديو المخيب والذي تبارى المصريين في تحليله وكيف أنها فاقدة لكثير من وزنها، وكيف أنها يبدو عليها الارتباك وعدم التركيز ويبدو عليها الخوف، خرج علينا المذيع أحمد موسى يهلل ويجلجل ويصرخ وعروق رقبته نافرة ويقول أن أمال ماهر بهذا الفيديو أثبتت انها ابنة مصر البارة وأنها اختارت تاريخ خروجها على المصريين بهذا الفيديو 30-6 بشكل متعمد ومقصود لضحد جريمة الإخوان وأنها ابنة مصر لأنها كم غنت لمصر ضد الإخوان ولهذا فهم أصحاب تلك الشائعات التي كانت تطلق ضدها لقلقة أمن مصر وظهورها بمظهر سيء وغير مستقر، ذكرني بالفنان محمود الليثي عندما صاح “وها قد سقطت العباءة “، خرج أحمد موسى بنفس الأداء ليأخذنا في طريق جديد ومختلف تماما ويلصق التهمة في الإخوان وأنهم أصحاب تلك الشائعات والأكاذيب ويصور أمال ماهر كبطلة ومحاربة في صفوف بلادها ضد أعداء الوطن.

يا أستاذ أحمد موسى تكرار النكتة يحولها إلى أمر ماسخ سخيف وربما يتسبب في أن سامعها يتهور ويضرب ملقيها، من فضلك السكر لما بيزيد في الشاي بيخلينا نرميه، كفاية كدة شوف حاجة تانية، انت هتخلينا بعد شوية نتعاطف معاهم بسببك.

السؤال الآن من المسؤول عن هذا العبث، من المسؤول عن معرفة ملفق هذه الشائعات والأكاذيب والفيديوهات الملفقة الكاذبة التي تملأ وسائل التواصل الاجتماعي.

من يجيب على السؤال هل ما حدث كان بالفعل حملة لترويج عودة النجمة إلى الفن من جديد؟

من له سلطة تهذيب وضبط الخطاب الإعلامي وترويج أي شيء في أي وقت، ومن المسؤول عن وقف ترويج الأكاذيب؟

من الصادق؟ الإعلام الذي يخبرنا أننا بلد قوي وأن أسطورة الإخوان انتهت وأنهم لم يعد لهم أي سلطة ولا قوة تذكر داخل المجتمع المصري، أم الإعلام الذي يخبرنا أنهم لازالوا أقوياء ولديهم القدرة على ترويج ونشر الأكاذيب في المجتمع المصري، وأن القضاء عليهم ماهو إلا أكذوبة؟

إقرأ أيضا

قصة أول حادث ضرب المدرسين من التلامذة في مصر ” وقع بكفر الشيخ”

كلمة أخيرة للأستاذة الفنانة إذا كان بالفعل ما حدث ماهو إلا حملة لإعادة اسمك إلى السوق وحملة تشويق للجمهور، أحب أعرفك إن هذه الطريقة مؤذية جدًا واطلعي على تاريخ النجوم، أم كلثوم خرجت عليها شائعات في بداية تاريخها، وهي لم تهتم واستكملت مشوارها وفصلت حياتها الخاصة عن عملها وأخذت الجمهور إلى المنطقة التي تريدها هي وبقيت وعاشت وستعيش، انظري لعبد الوهاب، وانظري لأنغام وعمرو دياب وعلى الحجار وقائمة طويلة من نجوم حياتهم الخاصة بها مابها ولكن الجمهور يحبهم ويعيش مع أعمالهم.

وفي النهاية كوني بخير مهما يكون