همتك نعدل الكفة
126   مشاهدة  

أمريكا وأوروبا لم يسلما.. حرائق عصر الغليان تُطيح بالعالم

حرائق عصر الغليان تطيح بالعالم


“مستحيلة علميًا” هكذا وصفت إحدى الدراسات العلمية موجات الحر القاسية التي عانت منها الكثير من دول العالم، منها أمريكا وأوروبا وآسيا وأجزاء من شمال إفريقيا حتى وصلت درجات الحرارة ببعض المناطق إلى ما فوق ٥٠ درجة مئوية، فنتج عن ذلك حرائق متضخمة وإصابات عديدة بعدة دول كإيطاليا والجزائر وتركيا، وبعد حدوث هذا الارتفاع الغير مسبوق صرح المشرفون على الدراسة أنها خلصت إلى دعوة سكان العالم للتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة التي باتت واقعًا نتيجة زيادة معدل انبعاثات الغازات الدفيئة.

 

ورجحت المنظمة العالمية الأرصاد الجوية ومرصد كوبرنيكوس للمناخ التابع للإتحاد الأوروبي أن يكون شهر يوليو لعام ٢٠٢٣ هو شهر يوليو الأكثر حرارةً بل أكثر الأشهر حرارةً على الإطلاق منذ نحو ١٠٠ ألف عام كما أشارت البيانات المناخية غير المباشرة، ومقارنةً بفترة ما قبل الثورة الصناعية وقبل حرق البشر للوقود الأحفوري فقد سجلت درجة حرارة بالعالم حاليًا ارتفاعًا بواقع ١,١ درجة مئوية لكن المخاوف تزداد إذا ارتفعت إلى درجتين مئويتين، ولعل هذا يثبت ما صرح الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش” وهو انتهاء عصر الاحترار العالمي بكوكب الأرض والارتقاء إلى عصر الغليان العالمي.

 

تهديد وجودي بالولايات المتحدة الأمريكية

إن الحرارة ونسبة الرطوبة تفاقما بمدينة نيويورك حتى سجلت ببعض المناطق حوالي ٤٣ درجة مئوية، وخلال الأسابيع الماضية وخاصة في شهر يوليو اجتاحت موجة الحر الشديدة بعض الأماكن بجنوب أمريكا حتى امتدت إلى السهول الكبرى والغرب الأوسط ووسط المحيط الأطلسي والشمال الشرقي، ما جعل الرئيس الأمريكي “جو بايدن” يعتبر ارتفاع درجات الحرارة إلى هذا الحد هو تهديد وجودي.

 

الأدخنة تتصاعد من القارة الأوروبية

أما دول أوروبا، فقد عانت بعض هذه الدول من اندلاع الحرائق بها كاليونان التي شهدت حرائق غابات متعددة نتيجة ثلاث موجات حر متتالية كانت أكثر هذه الحرائق شدة الواقعة بمنطقة تاناغرا شمال أثينا حيث تمكن العلماء رؤية الدخان المتصاعد من خلال صور الأقمار الصناعية، وأما في جزيرة رودس فقد استمر احتراق الغابات إلى ما يقرب من أسبوع ما أدى إلى إجلاء الكثير من السكان والسياح بالعديد من المنتجعات الساحلية بالجزيرة، كما أسفر عن وفاة ٥ أشخاص بينهم طياران من رجال الإطفاء.

وحسب صحيفة “المساجيرو” إيطالية فقد أعلنت الحكومة الإيطالية الطوارئ في ٢٠ مدينة بالبلاد وذلك بعد أن عصفت بالبلاد موجة حر قاسية أسفرت عن وفاة حوالي ٥ أشخاص نتيجة الحرائق المصحوبة برياح قوية ساهمت في إضرامها، وفي بعض المناطق كمدينة كاتانيا وصلت درجات الحرارة إلى ٤٧,٦ درجة مئوية فاحترقت الكابلات فنتج عن ذلك انقطاع الكهرباء والمياه، وأدت أيضًا إلى انصهار الأسفلت في عدد من الشوارع بالمدن الإيطالية كما حدث بمطار باليرمو فأُغلق المطار على إثر ذلك، وأصيب في باليرمو أكثر من ٢٠٠ شخص بحالات اختناق نتيجة الدخان المتصاعد من الحرائق.

واضطرت السلطات في إسبانيا لإجلاء ما يقرب من ٤٠٠٠ شخص بعد حدوث حرائق خارجة عن السيطرة بجزيرة لابالما.

 

آسيا.. درجات الحرارة المرتفعة تسيطر على الصين واليابان

وفي القارة الآسيوية، وبعد أن سجلت الصين أقل درجة حرارة في تاريخها قبل ٦ أشهر والتي بلغت ٥٣ درجة تحت الصفر، سجلت منذ أيام رقم قياسي جديد بعد وصول درجة الحرارة في بلدة سانبو بشمال غربي الصين إلى ٥٢ درجة مئوية.

وقد حث المسؤولون باليابان المواطنين على اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لتجنب الإصابة نتيجة موجات الحر الملتهبة التي ضربت البلاد، حيث سجلت أعلى درجة حرارة لها خلال عام ٢٠٢٣ بمدينة هيراكاتا بمحافظة أوساكا والتي بلغت ٣٩,٨ درجة فأسفرت عن عدد من الوفيات والمصابين.

 

إفريقيا تحت تأثير ارتفاع درجات الحرارة

ورغم اعتياد البلاد الإفريقية على ارتفاع درجات الحرارة إلا أن الارتفاع هذه المرة لم يكن مسبوقًا، ففي الجزائر مشاهد أقسى من أن تُقص فقد أدت الحرائق العنيفة ببلدة توجة المطلة على المتوسط إلى احتراق ١٦ شخصًا وهم أحياء قبل أن يلوذوا بالفرار منها، وبعد عمليات المسح للمناطق المتضررة فقد أعلن وزير الداخلية الجزائرية عن تسجيل ١٤٠ حريقًا بـ١٤ محافظة، وكانت أكثر المناطق تضررًا هي مدينة بجاية التي أصابها الجفاف نتيجة موجة الحر التي بلغت ٤٨ درجة مئوية، فكانت محصلة الوفيات ٣٤ شخصًا بعد أن اجتاحت الحرائق شمال شرق الجزائر، وأدت أيضًا إلى انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن عدد من القرى لذا نظمت السلطات الجزائرية قوافل لإمداد المتضررين بالمساعدات.

إقرأ أيضا
التلمود البابلي

 

ونظرًا لنسب الرطوبة العالية زاد الإحساس بدرجات الحرارة المرتفعة بمِصر، والتي كانت نتيجة منخفض الهند الموسمي والذي تعاظم تأثيره في شهري يونيو ويوليو ومن المتوقع امتداده إلى شهر أغسطس، كما شهد البحر الأبيض المتوسط تسجيل أعلى درجات حرارة مائية على الإطلاق حيث بلغ المتوسط اليومي لدرجة حرارة سطح البحر ٢٨,٧١ درجة مئوية ومن الممكن أن تبلغ ذروتها خلال الأيام المقبلة.

 

حرارة غير مسبوقة بالعالم.. هل من أسباب!

وخلال اتصال هاتفي ببرنامج صباح الورد عبر قناة “TeN” أوضح الدكتور علاء سرحان أستاذ اقتصاديات البيئة أن موجات الحرارة المُحتدة ترجع لسببين أولهما تأثير التغيرات المناخية والتي تعتبر هي أشد العوامل ضراوة وتأثيرًا على ارتفاع درجات الحرارة، ثانيًا ظاهرة إل نينيو المناخية في المحيط الهادي.

ومن المؤسف أن توقعات العلماء تشير إلى أنه من المتوقع استمرار هذه الموجات الحرارية حتى أغسطس المقبل، كما أشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن موجات الحرارة ستصبح أكثر حدة في السنوات المقبلة وحذرت من أن الفترة ما بين عامي ٢٠٢٣ : ٢٠٢٧ ستكون تحت تأثير ارتفاع شديد لدرجات الحرارة.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان