هل قتلت لعنة توت عنخ آمون هوارد كارتر ؟!
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“سيضرب الموت بجناحية السامين كل من يعكر صفو الملك”
هذه الكلمات نُقشت على أحد جدران مقبرة توت عنخ آمون ، ولعنة الفراعنة تقول أن من يقترب من مومياء الملوك سيصيبه الأذى، ولكن ما حدث بعد اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون تحديدًا يثير الدهشة.
البداية منذ آلاف السنين
حكم توت عنخ آمون مصر لمدة عشر سنوات أي وهو بالتاسعة من عمره، وكان ” آي” مستشار من أهم مستشاريه، وأحد الرجلين الموكلين بالحكم معه لسنه الصغير. وعندما بلغ التاسعة عشر من عمره، وأثناء رحلة صيد يقوم بها في المعتاد، وقع من على عربته، وأُصيب بجرح تسبب في التهاب ما أدى إلى وفاته، وهذه هي الرواية الأصدق حتى الأن.
رغم أن المقبرة ادهشت العالم كله بمحتوياتها النادرة، ومئات القطع الذهبية التي وجدت بها، والتابوت الخاص بالملك الذي احتوى على ثلاثة توابيت مختلفة وغرفة سرية، إلا أن كارتر شك أن الملك توت دفن بمقبرة لم تكن مخصصة له؛ لأنها كانت صغيرة لا تناسب ملك، ونقوش الجدران كانت بسيطة، وأضرحة الدفن تبدو جمعت بشكل متعجل وغير مرتب، وحتى غطاء التابوت كان مشروخًا والوجوه على النعش لم تبدُ متماثلة.
اللعنة تحلق حول المقبرة
فور خروج كارتر ورجاله من المقبرة عام 1922، ضربت عاصفة رملية قوية حول قبر توت عنخ آمون، وتتالت الأحداث المريبة لإصابة اللورد كارنفورن بالتهاب رئوي أدى لوفاته، وهو الرجل الذي مول رحلة البحث عن المقبرة لخمس سنوات كاملة حتى تم الاكتشاف
عاش كارتر لهذا اليوم الذي انتطره؛ وهو اكتشاف المقبرة رقم 62 ولم يكن يعرف أنه سيموت بعد أربعة أشهر من هذا الاكتشاف العظيم. أُصيب بجرح في ذقنه أثناء الحلاقة بخده اليمين وقرصته بعوضة في الجرح، فتعرض للالتهاب والتلوث ثم مات، والأغرب أن الملك توت عنخ آمون كان مُصابًا بنفس الجرح وبنفس المكان في صدغه الأيمن!
أربعون رجلًا قد ماتوا من العمال والباحثين الذي دخلوا هذه المقبرة بعد اكتشافها بفترة بسيطة، وهذا ما جعل البعض يعتقد في وجود لعنة الفراعنة، وأن وراء هذا الملك الكثير من الأسرار التي لا نعرفها..
قصص غريبة أخرى
حكى عالم الأثار “زاهي حواس بحلقة من برنامج “معكم منى الشاذلى” أن أمورًا غريبة متتالية حدثت بعد قرار فحص مومياء الملك؛ بداية من انزعاج دكتور زاهي حواس من السائق الذي نقله لوادي الملوك، والذي كاد أن يتسبب في حادث ويصيب طفلًا، إلى خبر وفاة زوج أخته الذي توفى بنفس اليوم.
واستمرت الأحداث الغريبة حيث أصيب وزير الآثار بأزمة قلبية أثناء اليوم، وبعد تسجيل الدكتور زاهي للقاء تلفزيوني مع الصحافة اليابانية هبت عاصفة غير متوقعة من الأمطار الرعدية جعلتهم يظنون أن وراءها لعنة الملك توت.
استمر زاهي حواس في قراره بخضوع المومياء للفحص بالأشعة المقطعية، وفور دخول المومياء جهاز الأشعة _والذي لم يستخدم من قبل_تعطل الجهاز وتوقف عن العمل!
هل كارتر هو مكتشف المقبرة؟
القصص وراء لعنة الرفاعنة لها أكثر من تفسير؛ أولهم الصدفة، وعن قصص الموت الذي حدثت بعد فتح مقابر الملوك، فيرجعها البعض لتلوث الهواء بهذه المقابر التي لم تُفتح منذ ألاف السنين، أو وجود حشرات ناقلة لأمرض بعينها وميكروبات، وهناك من يصدق بوجود تعاويذ معينة وأن المصريين القدماء استخدموا السحر في حماية مقابرهم!..ولكن لا يوجد دليل على ذلك.
مقبرة توت عنخ آمون أكثر المقابر التي اهتم بها العالم بأسره؛ لأن محتوياتها كانت موجودة تقريبًا بالكامل، وكلما وقعت حادثة غريبة متعلقة بها ارتبط في أذهان الناس الكلمات التي كُتبت على المقبرة، وخاصة ما حدث لمكتشفها “هوارد كارتر” مثلما سبق وذكرنا، ولكن هل كانت قدم كارتر هي أول قدم تطأ هذه المقبرة كما يعرف العالم؟
عندما دخل كارتر و كارنرفون المقبرة والعمال لاحظ أن هناك رجلان حاولوا سرقة المقبرة منذ سنوات عديدة، ولكن العجيب أن المقبرة كانت محتوياتها كما هي لم تُمس، ويمكننا أن نعتبر أن الرجلين اللذان حاولا سرقة المقبرة قديمًا هما أول من دخلوها قبل اكتشافها.
ذكر أيضًا دكتور زاهي حواس بمقال له في الشرق الأوسط أن أول من اكتشف مكان المقبرة وقال لكارتر على بوابتها هو طفل يبلغ من العمر 12 سنة يسكن بوادي الملوك اسمه”حسين عبد الرسول” وهو من عائلة معروفة في ذلك الوقت لأنها قامت بالكشف عن خبيئة المومياوات عام 1881
وكان حسين من العمال الذين كلفهم كارتر بالبحث معه عن المقبرة والحفر، وكان الصغير يحضر المياه داخل الأواني الفخارية الضخمة “الزير” والعمال يساعدونه في تنزيل الأواني من على ظهر الحمار، ويحفرون حفرة في الأرض لكي تستقر هذه الأواني ويشرب منها العمال يوميًا، وأثناء الحفر عثر حسين على مدخل المقبرة وأخبر كارتر باكتشافه.
عندما قام كارتر بحفر حجرة الدفن قام بوضع عقد من المقبرة على صدر حسين، ثم طلب من مصور البعثة أن يقوم بتصويره، وأعطى لحسين الصورة. ظل حسين يمسك صورته ويقف أمام مدخل معبد الرامسيوم ليعلن للسياح أنه هو الذي اكتشف المقبرة حتى وصل إلى سن الـ80 عاماً. يقوم ابنه هذه الأيام بحمل صورة أبيه، ويقف في المكان نفسه، ليعلن أن أباه هو الذي اكتشف مقبرة الملك توت عنخ آمون.
المصادر
كتاب “صفحات من تاريخ مصر الفرعونية تاريخ توت عنخ آمون”
مقال دكتور زاهي حواس “كارتر لم يكتشف مقبرة توت عنخ آمون” بموقع الشرق الأوسط.
مصدر للمعلومات والصور كتاب “مومياوات الفراعنة” لميلفين وجيلدا برجر عن ناشونال جيغورافيك.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال