همتك نعدل الكفة
712   مشاهدة  

“أول أنثى في نقابة الصحفيين” منيرة ثابت .. مناضلة وهبت حياتها للدفاع عن المرأة

منيرة ثابت


تعود إلى أذهاننا ذكرى أول من نادت بحق المرأة في تلك الأمور المناضلة السياسية ” منيرة ثابت “، فقبل أن ينادي قاسم أمين بحق النساء في العمل والتعليم، كانت منيرة أول من نادت بحق المرأة في الزواج المدني.

اقرأ أيضًا 
رغم الانفتاح..لماذا التنصَّلَ السعودي من راب “بنت مكة”؟

لعل ما يجعلنا نتذكر سيرة منيرة ثابت أنه دائمًا ما كانت قضايا الإرث والزواج من الأديان الأخرى من القضايا الشائكة المحذور الكلام عنها، ومع حركة الحرية التي تشهدها نساء الدول العربية هذه الفترة، خاصة في السعودية.

المعارك السياسية

خبر عن منيرة ثابت
خبر عن منيرة ثابت

منيرة ثابت أول امرأة مصرية يتم تقييد اسمها كصحفية عاملة في النقابة الأهلية الأولى التي تأسست في عام 1924م، وفي عام 1926م، أصدرت مجلتين، باللغتين الفرنسية والعربية، تحملان اسم الأمل، وخاضت من خلالهما العديد من المعارك للمطالبة بالمساواة بين الرجال والنساء في شتى المناحي، وفي مقدمتها الحياة السياسية.

وقد كان هناك العديد من بين الآراء المثيرة للجدل لمنيرة ثابت وقتها، ولكن يظل أبرزها هو أن يتم وضع الرجل والمرأة على قدم المساواة في الزواج والطلاق، موضحة أن الزواج يجب ألا يتم سوى بالتراضي بين الطرفين بشكل كامل، دون التدخل من أي طرف بالوصاية أو الوكالة عن المرأة بشكل خاص.

وبالطبع أوقعتها آراءها في العديد من المشاكل، ففي أواخر عام 1926م، اشتعلت الحرب بين منيرة ثابت والتيار الإسلامي المحافظ، وذلك بعدما نشرت موضوع في مجلتها عن أحقية النساء في المساواة في الإرث مع الرجال، ودعت لمنع التعدد و الاكتفاء بزوجة واحدة فقط، بجانب سن قوانين للخلع أو الطلاق من جانب الزوجة، على ألا ينفرد الرجل وحدة بالطلاق، وإنما يصدر بناء على رغبة أحد الطرفين على السواء، على أن يقدم البراهين على إخلال الآخر بواجبات الحياة الزوجية، وفي حالة استحالة العشرة والنفور، تتنازل المرأة عن كافة حقوقها، أما لو كان الرجل فيدفع النفقة الشرعية، كتعويض مادي.

الهجوم على منيرة ثابت

مـنـيـرة ثـابـت
مـنـيـرة ثـابـت

وظلت المعركة قائمة عبر الصحافة، فبدأت مجلة الكشكول بالهجوم عليها، وهي مجلة سياسية ساخرة شهيرة في ذلك الوقت، أصدرها ” سليمان فوزي ” في عام 1924، وكان هدفها الرئيسي هو مهاجمة ” سعد زغلول “، وانتقاد سياسة حزب الوفد بالصور الكاريكاتورية والمقالات الفكاهية، وقامت المجلة بنشر مقال بتوقيع أحد قرائها يشن هجومًا حادًا على منيرة ثابت، وذلك إثر انتقادها لمسألة عدم المساواة في الإرث بين الرجال والنساء ومطالبتها بتطبيق ذلك، وطالب صاحب المقال الأزهر بإيقافها عند حدها، لأنها تجرأت وهاجمت الدين، واصفًا ما كتبته بالعبث الذي لا ينبغي السكوت عنه، حتى لا تكون فتنةً تذهب بما في نفوس النساء من الإيمان، وطالب وزارة الداخلية أن تسحب رخصة المجلة.

إقرأ أيضا
صوت وصورة
مـنـيـرة ثــابـت
مـنـيـرة ثــابـت

واستمر الهجوم على منيرة ثابت، وزاد عدد معارضيها، واكتسبت بسبب أراءها العشرات من الأعداء، ولكن على الرغم من ذلك، لم تُفلح محاولات قصف قلمها، واستمرت مجلتها في الصدور، ومضت هي في الكتابة عن حقوق النساء بنفس الجرأة، وفي نهاية هذه السنة، كتبت منيرة ثابت تُطالب بحق النساء في الترشح والتصويت في انتخابات البرلمان المصري، ليعود الهجوم عليها مجددًا، وكما سبق وفعلت، أفردت الكشكول مساحة لمهاجمتها بشكل شخصي، وجاء في جانب مما نشرته في هذا السياق: ” الآنسة منيرة ثابت تمتاز بثورتها على التقاليد الموروثة، فهي لا تتحرج أن تهجم على ما كان إسلاميًا من هذه التقاليد، فليس كثير عليها وهي صاحبة الدعوة إلى مساواة المرأة والرجل في الميراث الشرعي، أن تطلب للنساء حقًا للانتخاب”.

ومنذ نادت عميدة الصحفيات المصريات بهذا الحق في عشرينيات القرن الماضي، لم يتحول إلى حقيقة في حياة أي امرأة عربية، سوى في تونس التي بدأت أولى خطواتها في هذا الاتجاه، بدعوة من رئيس الجمهورية هناك في أغسطس 2017م، بغية تشريع قانون يضمن المساواة في الميراث بين الجنسين.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان