“استمع له بصيغة الـ mp3” قصة أزمة ألبوم فطوطة وسمورة في المحاكم بسبب الطمع
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ظهر ألبوم فطوطة وسمورة عام 1985م كتتويج لنجاح للنجاح الأسطوري الذي حققه سمير غانم في فوازيره الرمضانية الشهيرة؛ لكن في نفس الوقت كان ظهور الألبوم قد تأخر 3 سنوات نتيجةً لأزمة قضائية.
قصة أزمة ألبوم فطوطة وسمورة
احتوى ألبوم فطوطة وسمورة على 12 أغنية «نتركها بصيغة الـ mp3 في نهاية التقرير» وبدأت أزمة الألبوم في 21 نوفمبر 1982م عندما قامت إحدى شركات الكاسيت برفع قضية مستعجلة ضد شركة إمباير كاسيت والتي أنتجت الألبوم وذكرت أنها صاحبة الحق الوحيد في إنتاج هذا الشريط، لتقرر المحكمة التحفظ على الشريط لحين البت فيه.
بقي الأمر في المحكمة حتى أصدر المستشار سمير جمعة رئيس محكمة جنوب القاهرة الابتدائية للأمور الوقتية، حكمًا بإلغاء الأمر الوقتي الذي استصدرته تلك الشركة واعتبار ذلك الأمر كأن لم يكن، مع إلغاء كافة الآثار المترتبة عليه وإلزام الشركة الاخرى بالمصاريف واتعاب المحاماة وشمول الحكم بالنفاذ المعجل بلا كفالة، وتشير حيثيات المحكمة[1] أن شركة إمباير كاسيت تعاقدت مع الفنان سمير غانم في 4 يوليو عام 1982م على أداء شريط كاسيت بصوته للأطفال باسم فطوطة وسمورة، كما تعاقدت مع المخرج فهمى عبد الحميد والمؤلف عبد الرحمن شوقي في ٧ أكتوبر 1983م على تأليف وإخراج هذا المصنف الفني.
وتضمن الاتفاق التزام كل من فهمي عبدالحميد وعبدالرحمن شوقي بعدم منح أي حقوق للغير لنشر أو طبع أو نسخ أو بيع المصنف، وقد ثبت أن تواريخ التعاقد هذه أسبق من عقد الشركة الأخرى بالإضافة إلى أن شركة إمبایر کاسیت قد حصلت على موافقة جمعية المؤلفين والملحنين على طبع هذا الشريط في حين أن الشركة الأخرى لم تكن عضوًا بالجمعية ولم تتقدم بأية مستندات.
اقرأ أيضًا
من أين جاء فطوطة؟
وقدمت شركة إمبایر کاسیت أيضًا شهادة من جمعية المؤلفين والملحنين بأنها لم تصرح لأي شركة أخرى بطبع هذا المصنف الفني عداها كما أن الشركة الأخرى لم تتقدم بأية أوراق تثبت وجود اتفاق مبرم بينهما وبين كافة الأطراف الثلاثة «سمير غانم، فهمي عبدالحميد، عبدالرحمن شوقي» أصحاب الحق في شخصية فطوطة.
اقرأ أيضًا
عندما أدت أولى حلقات فوازير شريهان إلى ارتكاب جريمة قتل بسبب عزاء
كان الطمع هو السبب في كل ذلك ومنبعه المؤلف عبدالرحمن شوقي والذي كان قد تعاقد مع الشركة الأخرى في 11 أكتوبر 1983م أي بعد التاريخ الذي تعاقد فيه مع شركة إمبایر کاسیت على أن يتم التنفيذ في أول نوفمبر 1983م وأن الاتفاق تتضمن كلمات خلاف الكلمات التي تقدم بها لشركة إمبایر کاسیت، لكن الشركة الأخرى نقلت العمل الفني على شريط کاسیت لم يتضمن معظم الأغاني المتعاقد عليها كما أنها قامت بتحريف بعض الأغاني وتم إنتاج هذا الشريط في وقت قصير جدًا ولا يمكن أن يخرج فيه عمل جيد وبناءًا على ذلك كله أصدر القاضي إلغاء أمر الحجز على شريط فطوطة وسمورة الذي انتجته شركة امبایر کاسیت.
مفارقات مع فطوطة بعد أزمة إمباير كاسيت
كان رد فعل الجمهور متباينًا من فوازير فطوطة منذ ظهورها، فمثلاً عبر بريد الأهرام كتب وائل أحمد الشربيني الطالب في كلية التجارة جامعة المنصورة «أمن المعقول أن نسبة التفكير لفوازير عمو فؤاد بالنسبة للأطفال أكثر من نسبتها لفوازير فطوطة بالنسبة للكبار، إلا إذا ثبت أن أطفال مصر أذكى من الكبار وهذا يبعث الإطمئنان على مستقبل مصر».[2]
ذلك الهجوم الباهت لم يكن في قسوة التحقيق الصحفي الضخم الذي أجراه أعده خميس البكري بمناسبة مرور 25 سنة على إنشاء التلفزيون إذ أجرى دراسة ميدانية وصفها بالجادة وقال الجمهور أن من عيوب التلفزيون التركيز على الترفيه الرخيص غير الهادف مثل فوازير فطوطة.[3]
❃ ❃ ❃
(للاستماع إلى الألبوم كاملاً بصيغة الmp3)[4]
- اخترت عنادك
- أمريكا
- بابا مش جاي
- ببص مرة في مرايتي
- بغبغاني
- حلو الكلام
- عالم فطوطة
- أومال إيه
- قمرة يا قمرة
- كوكو
- ميمو
- يا قمر
[1] محرر، إلغاء التحفظ على فطوطة وسمورة، جريدة الجمهورية، عدد 15 يناير 1984م، ص8.
[2] وللمشاهد رأي، جريدة الأهرام، عدد 27 يونيو 1984م، ص2.
[3] خميس البكري، التليفزيون المصري في قفص الإتهام، جريدة الأهرام، عدد 23 مايو 1985م، ص3.
[4] الأغاني محولة من قناة كاسيت زمان عبر يوتيوب
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال