رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
586   مشاهدة  

الأصالة فـ السفالة

الأصالة في السفالة
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



لينا يومين عايشين في هوس ما بعد نهائي القرن، الملفت هو السجال العبثي حول مين شتم مين الأول، وهل جمهور الأهلي بيشتم شيكا عشان شيكا قليل الأدب ولا شيكا هو اللي رد على شتيمة جمهور الأهلي، وكتير قوي من أصدقائي الزملكاوية بيسوقوا لشيكا بوصفه “كونتا كنتي” المستطيل الأخضر.. ومن الناحية التانية أصدقاء أهلاوية بيأكدوا أن الموضوع مش عنصرية إنما هو اللي جابه لنفسه بالتطاول على الكيان الأهلاوي وجماهيره المؤدبة.

أنا كراجل قديم نسبيا عندي شوية خبرة بالموضوع ده أقدر أنقلها.. وأدعي أن عندي شويتين موضوعية بوصفي مبطل متابعة كورة محلية من قيمة 20 سنة، فلا فارق معايا الزمالك اللي كنت بشجعه، وحاليا لا أتمنى له أي مكسب لغاية ما يتم تحرير النادي، طبعا فاهميني، ولا فارق معايا الأهلي اللي عمري ما شجعته، وحتى المنتخب ماعدش فارق معايا من بعد تعيين مدير فني كاره نفسه.

مين كريم ده يا بابا؟؟

المشهد نهار داخلي: صالة شقة أسرتي في العتبة:

الأسرة كلها ملمومة حوالين تليفزيون تليمصر أبيض وإسود، من أبو أُكرة، ومنتظرين بداية ماتش القمة بين الأهلي والزمالك، مزيكا المتشات الكلاسيكية يتبعها صوت كابتن لطيف يقدم الماتش وتشكيل الفرقتين. جماهير الأهلي بتهتف لبيبو والمجري (الخطيب – مصطفى عبده) وجماهير الزمالك بتهتف للمعلم وروقة (حسن شحاتة – فاروق جعفر).

الماتش سخن وكابتن لطيف لعلع.. بابا متحمس وماما بتصرخ.. وأنا كأي طفل دون الخامسة بحاول ألقط وأقلد، كانت الأجواء حماسية جدًا، فجأة هتاف جماعي قوي جدا من جمهور الأهلي عبارة عن سؤال غريب: (يا شحاتة قول الحق.. كريم أبنك ولا لأ).. التساؤل الغريب أتردد مرتين تلاتة ثم انقطع الصوت خالص وبقى الماتش شغال صامت.

بابا ضحك نص ضحكة وماما تفت ع الشاشة وكابتن لطيف اختفى.. وأنا مش فاهم بشلن حاجة، فسألت بابا: مين كريم ده يا بابا؟ فرزعتني ماما على مؤخرة نافوخي وهي بتقول: اتفرج وأنت ساكت.. جمهور وسِخ.

شيكا

مش باحكي المشهد بوصفه البداية لسفالة جمهور الكورة أو كحدث دشن سياسة خوض الجماهير في أعراض اللاعبين، لأن قبل ما أتولد كان فيه حوالي نص قرن من الكورة وتشجيعها ماعرفش عنهم حاجة، إنما المقصد من الحدوتة أن دي مش حاجة جديدة ولا انحطاط وصلنا له بعد عناء ولا أي كلام من ده.

زي مشهد المسيرة اللي شايلة كلب، الله يرحمها المعلمة عواطف ياما أجرت حمير أو خرفان مخصوص عشان تلفهم بعلم الزمالك، وطبعا جمهور الزمالك كان بيرد بالمثل وقت ما يكسبوا.

حتى مشهد رد لعيب الشتيمة للجمهور مش أبتكار شيكا، ده طقس قديم برضه.. بالنسبة ليا أول مرة أشوفه كان من التوأم حسام وإبراهيم حسن أيام لعبهم في الأهلي، مش فاكر كانوا بيخانقوا جمهور مين، بس على ما أذكر واحد كان بيشتم ويدرع والتاني بيصبع في صمت وكبرياء. وهو مشهد أتكرر كتير بتفاصيل مختلفة.

ليس كونتا كنتي

شيكا مش شهيد العنصرية، ولا هو الأول من نوعه اللي يتعرض لده.. جمهور الكورة نموذج للإنحطاط من يوم ما أنا وعيت ع الحياة، جمهور الزمالك كان هاري أحمد فيليكس شتايم عنصرية طول تاريخه مع الأهلي، وأنطوان بل طول تاريخه مع المقاولين.

عنصريين طول عمركم

كمان جمهور الأهلي أصيل في مسألة العنصرية، وماحدش يصدق الجماعة بتوع ما الأخوان يوسف لعبوا وبطلوا ماحدش شتمهم بلونهم، ده كلام فارغ تماما ومحض بلح، ده كوارشي اللي مابيعرفشي عربي كان بيتغنا له “القرد.. القرد.. القرد.. طيزه حمرا”.. يا راجل ده أحمد الكاس اللي يتدرس كنموذج لأخلاق القرية المنقرضة أتشتم بلونه وأبوه وأمه واللي يعرفوه لحد ما أنفجر في العياط جوه الملعب وقدام الكاميرات.

شيكا

 الخلوق حازم إمام

ده نموذج تاني من نماذج الأدب الجم، واللي دلوقتي جمهور الأهلي ممشي إشاعة إنهم بيحبوه ويحترموه وعمرهم ما شتموه… مع أني كنت بابقى في الاستاد وسامعهم بودني وهمه بيشتموه بالأب والأم.. ولما اتجوز بقى اسم مراته هو الهتاف الرسمي اللي بيرج الاستاد لما ينزل الملعب قصاد الأهلي.

اللهم لا اعتراض

قبل ظهور حازم والكاس وطبعا شيكا.. الأهلي ساب لاعبه المصاب جمال عبد الحميد، الزمالك تعاقد معاه والشاب خف ولعب وبقى هداف كبير، فكان جمهور الأهلي بينادي عليه باسم مراته ثم باسم رقاصة قيل إنه على علاقة بيها، ثم اتعمل له هتاف مخصوص (اللهم لا اعتراض.. عزة وفلة وعايدة رياض)، فشتيمة جمهور الزمالك لعماد متعب بمراته مش بدعة جديدة.. أبسلوتلي السفالة أصيلة جدا في جمهور الكورة.

إقرأ أيضا
الجهل

المدرجات

سيبكم من شكل المدرجات بتاعت 2006 والجو ده، أنا شخص لحقت الدرجة التالتة دي وهي كراسي حجر، بتتكسر ويتردم بيها الملعب وقت اللزوم، وإحنا بنشتم الحكم أو صالح سليم وعيلته كلها (حتى لو مش بنلاعب الأهلي)، منظر الأُسر والجنس الناعم فيها ماكنش معتاد خالص في الاستادات، مدرجات الدرجة التالتة دي كانت مجتمع ذكوري بحت.. حاجة كده أقرب لحجز الخليفة رجال.

شيكا

الخلاصة

اللي حصل مافهوش جديد إلا الحركة القذرة بتاعت الأهلاوية اللي راحوا التُرَب، غير كده كله عادي وتمام وزي الأول وأحسن، فماحدش يقول لي “عصر انحطاط” ولا “متى ترعرع في بكبورتنا كل تلك الطحالب“.

اقرأ أيضًا
خمسة أشياء يشترك فيها جمهور عمرو دياب مع جمهور النادي الأهلي

إنما لو مهم نحاسب نفسنا، وهو مهم طبعا، فيبقى على استمرارنا في السفالة والاستماع لأصوات بتحاول تروج إنها عادي وهي دي الكورة وجو استمراء الإنحطاط والتأصيل له اللي داير دلوقتي.

طبعا مش المفروض لاعب يرد على جمهور، كمان مش مفروض جمهور يشتم لاعب، وزي ما فيه عقوبات بتتحط على أي فرد في المنظومة يرد ع الجمهور، كمان فيه عقوبات بتتحط ع النادي والجمهور اللي بيشتم، ولما تبقى الشتيمة ع السوشيال ميديا.. فالمفترض فيه قوانيين بتحاسب على ده، وبنشوفها بتطبق بمنتهى الحزم.. فياريت نشوفها كمان بتطبق خصوصا ضد العنصرية، المجرمة طبقا للمادة 53 من الدستور.

الكاتب

  • شيكا رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان