رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
255   مشاهدة  

“الاحتضان” وتحدي تابوهات المجتمع

الاحتضان


“الاحتضان”، مصطلح انتشر في الآونة الأخيرة خاصة بعد عرض مسلسل “ليه لأ” من بطولة منة شلبي، وأحمد حاتم، ومنير مكرم، وفكرة وسيناريو وحوار دينا نجم، وإخراج مريم أبو عوف.

ويعرض المسلسل فكرة الفتاة التي ترغب في احتضان طفل ولكنها تقابل الكثير من الصعوبات والعراقيل والرفض المجتمعي حتى من أخيها، ولكن هل فكرة التبني والكفالة خاصة للمرأة الغير متزوجة هى وليدة هذا المسلسل؟

بالطبع لا فقد حاول الكثير من السيدات من قبل هذا المسلسل كفالة أطفال من دور الأيتام المختلفة إلا أنهم اصطدموا بالكثير من العوائق التي وضعها المجتمع والقوانين، فقد كان طلبهم يرفض دائما إما لصغر السن أو لكونها عزباء، ولكن بعد عرض المسلسل طالب الكثيرين بتعديل قانون الاحتضان في مصر مما يكفل للطفل وللكافل الضمانات الكافية لهم.

بداية الحكاية

بدأت فكرة الاحتضان في الانتشار على السوشيال ميديا بعد أن قامت رشا مكي، -إحدى السيدات المصريات- بعد معاناة من مشاكل في الإنجاب بإنشاء صفحة على”فيس بوك” بعنوان “اكفل طفل في بيتك”، تطالب من خلالها المجتمع تقبل الفكرة وتخفيف القوانين والعراقيل والشروط التي تخص الكفالة في مصر، ونجح بالفعل الأمر وأصبح هناك بعض التقبل للفكرة في السوشيال ميديا وقام الكثير من النساء بالانضمام للصفحة ودعم الفكرة والبحث عن طرق لعرض قضيتهم على أوسع نطاق.

وفي تصريحات خاصة للميزان قالت مكي، أن أكثر ماكان يقلقها في فكرة”الاحتضان”، هو أنها على وشك دخول مرحلة جديدة في حياتها أكثر تعقيدا، حيث أنها كانت تقيم أصلا في الولايات المتحدة الأمريكية وتسافر كثيرا، ولكنها بعد فترة اعتادت الفكرة وتقبلتها وكفلت أبنها مصطفى، وقامت بنشر صورة لها ولزوجها على”فيس بوك” قائلة “رحبوا بأبني المكفول” ،ووصلت الصورة في أول أسبوع لحوالي 4500 مشاركة عليه.

مما جعلها تفكر في إنشاء الصفحة وبعد فترة أنشئت جروب من المتطوعين لمساعدتها في”يلا كفالة” لمساعدة الأمهات البديلات في حياتهن الجديدة، وأضافت أنها واجهت الكثير من الانتقادات والهجوم وكادت أن تضعف ولكن إيمانها بالقضية جعلها أقوى، مؤكده أن أكثر ما ترغب به هو أن تنتهي دور الأيتام في مصر وأن يكون لكل طفل منهم أسرة بديلة تحتضنه وتحنو عليه، وهذا ما يتسق مع فكر وزارة التضامن الاجتماعي التي وضعت خطه لإنهائها بحلول عام 2025.

موقع خاص

بعد نجاح فكرة الصفحة ولتسهيل الأمر علي الامهات البديلات اللآتي يرغبن في الاحتضان قامت بإنشاء أول موقع خاص للكفالة في مصر

YallaKafala – اكفل طفل فى بيتك

للتسهيل عليهن ودعمهن وإعطاء النصائح السليمة حول شروطه ومواجهة أي عراقيل؛ من بداية تقبل الفكرة وكيفية مواجهة المجتمع المحيط، وودراسة الموضوع بشكل كافي من جميع جوانبه المادية والنفسية وكيفية التعامل مع الطفل المكفول نفسيا، حتى تجهيز الأوراق المطلوبة وطريقة التقديم من خلال موقع وزارة التضامن الاجتماعي.

قطاع الشئون الإجتماعية طلب كفالة (moss.gov.eg)

تأثير السوشيال ميديا

بعد عرض مسلسل”ليه لأ” وطرح فكرة الاحتضان علي مستوى واسع على السوشيال ميديا ومع تسليط الضوء على المشكلات التى تقابل تلك الأمهات البديلات قامت وزارة التضامن الاجتماعى للمطالبة بتعديل بعض لوائح القانون الخاص بالكفالة.

وأشارت الوزارة أن الطلبات زادت حيث أكدت أنها استقبلت أكبر عدد طلبات كفالة تم تقديمه في عام واحد في تاريخها بعد عرض المسلسل، وأكدت إلى أنها تدرس حاليا 2700 طلب كفالة، أغلبهم من فتيات لم يسبق لهن الزواج، كما أعلنت الوزارة عن وجود 11 ألفا و900 طفل مكفول حاليا في مصر، بينما يوجد 123 طفلا مكفولا خارج مصر، وهناك 10% من الأسر البديلة للأطفال “آنسات”، كما يوجد 1100 امرأة عازباء

تعديلات القانون

أعلنت السيدة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي في العام الماضي أن مجلس الوزراء قد وافق على تعديل 9 بنود فى لائحة قانون الطفل، حرصا علي المصلحة الفضلي للطفل وتحقيق رغبة عدد كبير من الأسر الراغبة في كفالة أطفال وكان أهم التعديلات هي: استبدال كلمة “اللقطاء”بعبارة “الأطفال المعثور عليهم” وعبارة “الأسر البديلة” بعبارة”الأسر البديلة الكافلة “، وعبارة” مجهولي النسب”بعبارة “كريمي النسب”.

وتضمنت التعديلا أيضا على  حصول الأسرة الكافلة على الولاية التعليمية لأولادها، و منح الطفل الاسم الأول فقط للأم في خانة الأم في شهادة الميلاد، وإضافة لقب العائلة أو اسم الاب الذاتي الأول، وجأت التعديلات لتصب في صالح الطرفين.

إقرأ أيضا
دالول

الكفالة والتبني في الإسلام

ولكن لم تنتهي المعركة عند هذا الحد ففكرة الاحتضان تقابل مشكلة أكبر صعوبة ألا وهي أن بعض المدعون يدعون أن الكفالة في الإسلام محرمة ولكن “دار الإفتاء المصرية” نفت ذلك مبينة الفرق ما بين الكفالة والتبني في الدين فعرفت التبني بأنه “اتخاذ الشخص ولد غيره ابنا له”، مما يترتب عليه تغير الحقائق وخلط الأنساب.

أما الكفالة فهي احتضان الطفل مع إعلان نسب الطفل إن عٌرف وحتى إن لم يعرف نسبه وجب الجهر بذلك، وأيضا فأنه لا يرث في الميراث الشرعي، بمعنى أن الإسلام اشترط أن يعلم الطفل المكفول أنه ليس أبنا شرعيا للأسرة الكافلة ولا يورث فيهم ولا يحمل اسمهم.

الكفالة والمجتمع

وبعد كل ماسبق هل تقبل المجتمع فكرة الاحتضان؟

تظل فكرة أن التبني محرم في الإسلام والاعتراض علي فكرة الأم العزباء فكرة مسيطرة على المجتمع، كما أن فكرة الأسرة البديلة فكرة غير مستصاغة في العائلات المصرية خاصة والعربية عموما؛ ولذلك فعلى الراغبات في الاحتضان مواجهة معركة شرسة مع المجتمع ومفاهيمه وتكسير كل التابوهات الموضوعة من قبله.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان