مصطفى محرجمي ومحمد مظهر .. صداقة أسست القناطر القناطر الخيرية
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ورث الصديقان مصطفى محرجمي ومحمد مظهر مسؤولية ثقيلة وهي الإشراف على المشروع المُعَطَّل دائمًا وهو القناطر الخيرية أحد أهم منشآت الري للوجه البحري المصري خلال فصل الصيف.
ما قبل مصطفى محرجمي ومحمد مظهر .. محاولة هدم الهرم
فكرة تأسيس القناطر الخيرية في أصلها تعود إلى جماعة السان سيمون سنة 1832 م لكن الطاعون الذي بدأ يحصد في أرواح أفراد الجماعة عطل المشروع، ولما حاول محمد علي باشا تنفيذه عام 1834 م بتنسيق مع المسيو موجيل بك، تعطل مرة أخرى لظروف مصر السياسية التي بدأت في التوسع حتى قرر الباشا بصفة نهائية تنفيذ المشروع سنة 1847 بمعاونة الصديقان مصطفى محرجمي ومحمد مظهر.
جاءت وفاة محمد علي باشا مباغتة قبل اكتمال مشروع القناطر الخيرية ويصف المؤرخ عبدالرحمن الرافعي تأثير وفاة الباشا على المشروع قائلاً «عندما آل الحكم إلى عباس حلمي الأول أخذ المهندس الفرنسى موجيل بك يلح عليه بانجاز هذا المشروع الضخم لكى لا تضيع ثمرة الأموال الطائلة التي أُنفقت عليه، ولكن عباس أيضًا كان يقول وهو يشير إلى الأهرام إني لا أدري ما الفائدة من وجود تلك الجبال من الصخور المرصوصة فوق بعضها، فاذهب واهدمها واستخدم حجارتها في إتمام عمل القناطر».
اقرأ أيضًا
يوم موت محمد علي باشا .. رد الفعل أكثر صدمةً من خبر الوفاة
غضب عباس حلمي الأول من رفض موجيل بك فكرة هدم الأهرامات، فقرر الوالي إعادة لينان بك الذي أيد وجهة نظر موجيل بك لكن بطريقة دبلوماسية حيث قال «اقتلاع أجحار الأهرامات يقتضي من النفقات ما يزيد عن نفقات اقتلاعها من المحاجر»، فتمت الموافقة بمشاركة الصديقين مصطفى محرجمي ومحمد مظهر.
مع عصر الخديوي إسماعيل بدأت قوة تأثير مصطفى محرجمي ومحمد مظهر حين ظهر خلل في عيون القناطر الخيرية فقاما بإصلاحه ومنحهما الخديوي إسماعيل رتبة الباشاوية.
محمد مظهر الخالد بشارع على اسمه في الزمالك
محمد مظهر هو مصري المولد تركي الأب وكانت والدته من القاهرة، وكان ضمن أعضاء البعثة العلمية زمن محمد علي باشا التي سافرت إلى فرنسا في العام 1826 لدراسة فنون البحرية والهندسة العسكرية، وظل داخل باريس مدة 10 سنوات ونجح بتفوق حتى نال المركز السابع بين 60 فرنسيًا.
عاد محمد مظهر إلى مصر عام 1836 وعينه محمد علي باشا ناظرًا لمدرسة الطوبجية وعضوًا في لجنة لينان المشرفة على مشروع القناطر الخيرية، وكان الباشا يستشيره في المسائل الهندسية خاصةً بعدما نجح محمد مظهر في تأسيس فنار الإسكندرية.
مصطفى محرجمي ليس للقناطر الخيرية فقط
أما مصطفى محرجمي المعروف بمصطفى بهجت فهو من خريجي مدرسة القصر العيني، وسافر إلى فرنسا مع محمد مظهر وحين عاد إلى القاهرة تولى مناصب تعليمية وهندسية كبيرة زمن الباشا وأولاده.
ترك مصطفى محرجمي عددًا من الإنجازات حيث كان مهندس مشروع ترعة الإبراهيمية جنبًا إلى جنب مع مشروع مصر القومي وهو القناطر الخيرية الذي كتب ملاحظات متعددة عن إصلاحها زمن الخديوي إسماعيل.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال