همتك نعدل الكفة
665   مشاهدة  

“الحلقة 13 من الحشاشين” حقيقة وتفاصيل قتل 800 من الباطنية في عهد بركياروق

الحلقة 13 من الحشاشين
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



استعرضت الحلقة 13 من الحشاشين حكاية الانقسام السياسي الذي شهدته الدولة السلجوقية بين أولاد ملكشاه، ثم استقرار الأمر صلحًا بين بركياروق ونجليه محمد وسنجر، وتفرغ بركياروق للباطنية وقيامه بقتل 800 رجل منهم في ضربة واحدة.

الحلقة 13 من الحشاشين والفن في قتل ال800 باطني

الحلقة 13 من الحشاشين
عنوان الحلقة 13 من الحشاشين

يلعب النص والسيناريو دور البطولة بالمناصفة مع الإخراج بمشهد قتل ال800 باطني في الحلقة 13 من الحشاشين، ومن المؤكد أن كان تنفيذ هذه الواقعة كان أسهل من تنفيذ معركة الحلقة 11 من المسلسل، لكن صياغة واقعة قتل ال800 باطني هو الذي كان صعبًا؛ فتخيل تفاصيل معركة أمر سهل ليس بصعوبة تنفيذها إخراجيًا، لكن تخيل تفصيل مجزرة في العصور الوسطى لم تتناولها كتب التاريخ تفصيلاً هو أمر يحتاج لخيال وشرطه أن يكون مقنعًا.

اقرأ أيضًا 
“توقعات حلقات الحشاشين القادمة”

اتفقت كل كتب التاريخ على أن السلطان بركياروق قتل 800 من الباطنية في غير معركة وإنما نفذ لهم مذبحة سنة 494هـ / 1100م، لكنك لو أردت مطالعة النصوص القائلة بقتلهم ستفهم النص لكن دون تخيله، فمثلاً بن الأثير هو وحده الذي استفاض بذكر شيءٍ من التفاصيل وكانت التفاصيل مقتصرة على أن السلطان بركياروق أعطى الإذن في قتلهم، والفتك بهم، وركب هو والعسكر معه، وطلبوهم، وأخذوا جماعة من خيامهم ولم يفلت منهم إلا من لم يعرف، وتم جمعهم في ميدان.[1]

الحلقة 13 من الحشاشين
برقياروق وجنوده

مع ذلك الوصف تجيء أسئلة، هل كان ما حدث معركة أم إعدام جماعي ؟ فلو كان إعدام جماعي لماذا يخرج السلطان بجيشه ؟ ولو كان الإعدام جماعي فكيف تم تم التنفيذ؟ ولو كان الأمر في الميدان فلماذا أسقطت أغلب كتب التاريخ هذه التفصيلة؟ ثم كيف وأن الحشاشين فُرَادَى أو جماعة، كانوا أقوياء ومع ذلك أمكن سهولة القبض عليهم ؟، كل هذه أسئلة ستجيء لذهن قارئ النص التاريخي.

حيلة قنابل الدخان
حيلة قنابل الدخان

هنا تكمن أهمية الفن في تحويل ذلك النص الهام الجامد إلى صورة حية بالصوت والصورة، وبالتالي يلعب الخيال دورًا هامًا في ذلك الأمر، فالحلقة 13 لم تُظْهِر أن هؤلاء كانوا سجناء، إنما أظهرتهم جماعة مجتمعة في بؤرة ستكون ساحة إعلان إيمان جماعي، وكان ذلك تحديًا فكيف يكونوا في تجمع ضعفاء ؟ لتجيء حيلة درامية وهي إلقاء مواد دخانية متعددة الألوان (أشبه الآن بقنابل الدخان)، ثم تم إعمال القتل فيهم؛ وبناءًا على كل ما سبق فإن الحلقة 13 من الحشاشين شرحت النص التاريخي بشكل مقنع، وإن كان الفن ليس دوره شرح التاريخ.

كيف قُتِل 800 من الحشاشين ؟

YouTube player

كان الحدث الفارق بين الحشاشين وبركياروق هو محاولة اغتيال الأخير في شهر سبتمبر 1095م / رمضان سنة 488هـ حاول شخص من أهل بلدة سجستان بقتله لكن لم يتمكن من ذلك وأصيب بركيارق في يده، فتم القبض عليه ومعه رجل آخر وتم تعذيبهما بالضرب فلم يعترفا إلى أن تقرر وضعهما تحت أرجل الفيل ليفرمهما فقال واحد منهم اتركوني وأنا أعرفكم فتركوه وقال لصاحبه لابد من هذه القتلة فلا تفضح أهل سجستان بإفشاء الأسرار، وبعد اعترافه قُتِلا؛ لم يظهر من ذلك النص عند بن الأثير إن ما كان هؤلاء من الحشاشين أم لا فقط أشار له بوصف سِتْرِيٌّ[2]، والستري هنا كما أشار بن الجوزي في المنتظم[3]، كان يعمل في حراسة القصر السلجوقي وأقر بجريمته وبمساعدة اثنين من أهل سجستان.

قتل الحشاشين، ح13
قتل الحشاشين، ح13

لكن ذهب اثنين من المؤرخين إلى أن محاولة اغتيال بركيارق جاءت على يد الحشاشين فابن كثير في تاريخه وصفه بأنه فداوي[4]، والفداوية كان أحد ألقاب الحشاشين، كذلك في الرواندي في تاريخه عن السلاجقة وصف الذي حاول اغتيال بركيارق بـ الملاحدة المخاذيل.[5]

قتل الحشاشين، ح13
قتل الحشاشين، ح13

يضاف إلى محاولة اغتيال بركيارق، نجاحهم في قتل أمراء السلاجقة مثل مثل أرغش النظامي سنة 1097م / 490هـ، وهذه التصرفات من الباطنية جعلت السلطان بركياروق يحاربهم خاصةً بعد ظهور أخبار وأقاويل تفيد بأن السلطان مائل لمذهبهم بسبب اغتيالهم لخصومه، فقرر بركياروق أن يقتلهم فأخذ مجموعة من عساكره لمحاصرة خيامهم وملاحقة كل من يتبعهم، وبعد أن قتل 800 منهم سنة 1100م / 494هـ أصدر أمرًا للعامة بأن يقتلوا أي باطني في البلدة وماله مبارح لهم، وتوسيع دائرة الملاحقة أدت لقتل مدنيين أبرياء، كذلك راسل الخليفة العباسي وطلب بالقبض على الحشاشين عنده، ثم أصدر أمرًا للأمير جاولي سقاوة بشن حرب عليهم وكذا أعطى امرًا لأخية سنجر بفعل نفس الشيء.[6]

إقرأ أيضا
قيدت نفسي

رد فعل الحشاشين تاريخيًا

بركياروق ووزيره
بركياروق ووزيره

في العام التالي من قتل ال800 باطني كان رد فعل الحشاشين هو قتل الأعز أبو المحاسن عبدالجليل بن محمد الدهاستاني وكان وزير السلطان بركياروق، وقتله باطني من غلمان أبو سعيد الحداد في 5 نوفمبر 1101م / 12 صفر 495هـ.[7]


[1]  ابن الأثير، الكامل في التاريخ، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، ج8، ط/1، دار الكتاب العربي، بيروت ـ لبنان، 1417هـ / 1997م، ص456.
[2]  المرجع السابق، ص396.
[3]  ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، تحقيق محمد عبدالقادر عطا ومصطفى عبدالقادر عطا، ج17، ط/1، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، 1412هـ / 1992م، ص18.
[4]  ابن كثير، البداية والنهاية، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف عبدالقادر الأرناؤوط وبشار عواد معروف، ج13 بتحقيق: صلاح محمد الخيمي، ط/1، دار بن كثير، دمشق ـ سوريا، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الدوحة ـ قطر، 1436هـ / 2015م، ص249.
[5]  الرواندي، راحة الصدور وآية السرور في تاريخ الدولة السلجوقية، ترجمة: إبراهيم أمين الشواري وعبدالنعيم محمد حسنين وفؤاد عبدالمعطي الصياد، /1، المركز القومي للترجمة، القاهرة ـ مصر، 2005م، ص220.
[6]  رأفت محمد ضاحي الزبن، الدولة السلجوقية في بلاد فارس والعراق، (رسالة دكتوراه)، كلية الآداب، جامعة اليرموك، 2016م، ص137.
[7]  بن الأثير، الكامل (8/ 467)، ابن الجوزي، المنتظم (17/ 77).

الكاتب

  • الحلقة 13 من الحشاشين وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان