“توقعات حلقات الحشاشين القادمة” هل شارك نظام الملك في الحرب بين السلاجقة والباطنية؟

ينشر موقع الميزان قائمة بأبرز توقعات حلقات الحشاشين القادمة بعدما تناولت الحلقة 10 من المسلسل  حصار قلعة آلموت وهو حدث تاريخي فارق في الصراع بين السلاجقة والباطنية، أدى لاغتيال نظام الملك، ووصول الصدام إلى نقطة اللاعودة.

في نقاطٍ سريعة .. ما هي توقعات حلقات الحشاشين القادمة ؟

توقعات حلقات الحشاشين القادمة  مبنية على وقائع تاريخية من المرجع التاريخية المختلفة التي يعتمد عليها الميزان في تغطية مسلسل الحشاشين
وسنوضحها جميعها في حينه بهامش عند حدوث كل توقع؛ أما التوقعات فهي :-

• سيطول حصار قلعة آلموت ورغم طول حصاره سينهزم جيش السلاجقة أو سينسحب
• سبب انهزام / انسحاب جيش السلاجقة هو قدوم مدد للباطنية
• سيتم اغتيال الوزير نظام الملك من الحشاشين
• بعد هزيمة حصار آلموت ستحدث معركة عند قلعة دره
• بعد فترة قليلة سيموت السلطان ملكشاه ويفشل حصار قلعة دره
• يتولى السلطان بركيارق (سيجسد شخصيته الفنان عمر الشناوي) الحكم بعد أبيه 

• تحدث انشقاقات في البيت السلجوقي بسبب تولي بركيارق الحكم وهذا سيعزز من قوة الحشاشين
• ستنقسم الدولة السلجوقية بين حاكمين هما بركيارق وأخيه محمد
• بركيارق سيرسخ جهود لحرب الحشاشين ويكلف أخيه سنجر سنة 1101م بالحرب عليهم ثم يقتل بريكارق 800 باطني كانوا في جيشه
• يموت بركيارق سنة 1104م ويتولى بعده أخوه محمد طبر ملكشاه الحكم
• محمد طبر يهاجم قلاع الحشاشين ويهزمهم باستثناء قلعة آلموت
• ستندلع معارك كثيرة في عهد محمد طبر ستصل لـ 8 سنوات وسيقرر الصباح نقل زوجته وابنتيه لبلدة كردكوه

• يموت محمد طبر سنة 1117م ويتولى ابنه محمود الحكم، لكن سنجر عم محمود سيعترض ويتولى الحكم
• ستحدث حروب بين السلاجقة والحشاشين في الفترة بين 1118م لـ 1121م لن تُحْسَم
• سيقتل حسن الصباح أحد نجليه لعناده
• تحدث اتفاقات هدنة بين الحشاشين والسلاجقة في عهد سنجر سنة 1121 م ثم يموت حسن الصباح في 1124م

حقيقة مشاركة نظام الملك في الحرب بين السلاجقة والحشاشين

بعد توقعات حلقات الحشاشين القادمة، قد تجيء إشكالية ربما يتعرض لها المسلسل  وهو قيادة الوزير نظام الملك للحرب بين السلاجقة والباطنية، وهل شارك فيها أم لا؛ وعلة ما يقال حول عدم قيادة الوزير نظام الملك للحرب، أن المشهورين من المؤرخين مثل بن الأثير وابن الجوزي والذهبي لما تعرضوا لوفاة الوزير نظام الملك لم يشيروا إلى قيادته لتلك الحرب.

اقرأ أيضًا 
“هؤلاء سر تميز الحلقة 10 من الحشاشين” الخيال لم يؤثر على تاريخ حصار قلعة آلموت

وهذه الإشكالية سببها أن الجويني في تاريخه بذكر بعض تفاصيل أول معركة بين السلاجقة والحشاشين[1]، ولم يذكر فيها اسم ولا وضع نظام الملك، فقال أنها بدأت في جمادى الأولى سنة 485هـ / يونيو 1092م بحصار قلعة آلموت وشن هجوم عليها، ولم يكن مع الحسن بن الصباح في ذلك الوقت سوى 70 رجلاً، ولم يكن لديهم سوى القليل من المؤن، فكانوا يعيشون على ما يسد الرمق، وكانوا منشغلين بحرب المحاصرين وقتالهم.

بالتزامن مع ذلك كان هناك داعٍ لحسن الصباح اسمه دهدار بوعلي والذي انتقل من بلدتي زواره وأردستان وأقام في قزوين، ونجح في اجتذاب عدد كبير منهم وضم لهم أناس كثيريين من ولايات الطالقان وكوه بره وولاية الري، فطلب حسن بن الصباح المدد منه، فأرسل له أسلحة من قزوين وآلاب حرب، إلى جانب 300 رجل من أتباعه، وشنوا هجومًا على جيش أرسلانتاش الذي ظل محاصرًا لآلموت 4 أشهر، فانسحب جيش السلاجقة في شعبان 485هـ / سبتمبر – أكتوبر 1092م.

لكن الرأي الراجح هو أن نظام الملك شارك في هذه المعارك التي بدأت في يونيو واستمرت لمطلع أكتوبر 1092م، وأن قائد نظام الملك تولى رسم خطط الإشراف المباشر لحصار قلعة آلموت من الجيش السلجوقي الذي كان يقوده أرسلان تاش.

يعزز هذا الرأي ما قاله المؤرخ السلجوقي صدر الدين الحسيني ذكر دور نظام في حرب السلاجقة ضدهم قبل اغتياله مباشرةً بقوله «إن حسن بن الصباح لما التجأ إلى قلعة آلموت، قام نظام الملك بسد مسالك تلك القلعة بالعساكر».[2]

وإلى جانب قول المؤرخ السلجوقي صدر الدين الحسيني بمشاركة نظام الملك في حرب السلاجقة والحشاشين، فإن الجويني في تاريخه قال ذكر أيضًا وإن لم يذكر اسمه في شهور حروب السلاجقة والحشاشين الباطنية، لكنه قال صراحةً عن نظام الملك «أنه كان يسعى جهده في تجهيز وتسريح العساكر لقمعهم وقسرهم، فمد الحسن بن الصباح مصائد المكائد لكي يستدرج في فخ الإهلاك منذ الوهلة الأولى صيدًا عظيمًا مثل نظام الملك».[3]

بالتالي فإن مشاركة نظام الملك في الحرب بين السلاجقة والحشاشين واردة، وعدم ذكر المؤرخين المشهورين لتلك المشاركة لا يمكن أن نبني عليها فرضيةً بأنه لم يشارك، وذلك لأن المؤرخ الجويني قد استقى ما أمكن من تاريخ السلاجقة مع حسن بن الصباح مما كان في قلعة آلموت قبل تخريبها المغولي، كذلك فإن صدر الدين الحسيني كان قريبًا من بلاط السلاجقة في أواخر عهد دولتهم.

اغتيال الوزير نظام الملك .. كيف حدث ؟

بدأت الأيام الأخيرة في حياة نظام الملك عندما كان مع السلطان ملكشاه في أصبهان وبدأ تحركهما إلى بغداد في 1 رمضان 485هـ / 5 أكتوبر 1092م، ولما وصلوا إلى نهاوند، آثر نظام الملك أن يمكث بها ثم يذهب خلف السلطان لبغداد.

إقرأ أيضا

البصق على تريزيجيه وهتافات مدافعة عن العلمانية.. ملخص مباراة فنربهتشه وطرابزون سبور

حكى الجويني في تاريخه القرية التي كان فيها نظام الملك بنهاوند فكانت قرية سحنة وقد حددها مترجم تاريخ الجويني أنها في منطقة كرمانشاه[4]، وقد ذكر ابن الجوزي أن نظام الملك لما دخل تلك القرية في نهاوند قال: «هذا الموضع قُتِل فيه جماعة من الصحابة زمن عمر[5]، فطوبى لمن كان معهم».[6]

أنهى نظام الملك صيامه بتناول الإفطار ثم خرج إلى حيمة حرمه، إلى أن جاءه شاب باطني يطلب منه استغاثه وكان متنكرًا في زي الصوفية، فمد نظام الملك يده له، فإذا بسكين خرجت من ذلك الشاب الباطني وضربه بها ضربةً كانت نافذة في القلب وحاول قاتله الهروب لكن جنود نظام الملك أدركوه وقتلوه، أما نظام الملك فقد فارق الحياة بعدها طعنه مباشرة[7]، وحدث ذلك في 10 رمضان 485هـ / 14 أكتوبر 1092م.[8]

[1]  الجويني، تاريخ فاتح العالم، ترجمة: محمد السعيد جمال الدين، تحقيق: محمد بن عبدالوهاب القزويني، ج3، ط/1، المركز القومي للترجمة، القاهرة ـ مصر، 2015م، ص ص181–182.
[2]  صدر الدين علي بن ناصر الحسيني، زبْدَة التواريخ .. أخبار الأمراء والملوك السلجوقية، تحقيق: محمد نور الدين، ط/1، دار اقرأ، بيروت ـ لبنان، 1405هـ / 1985م، ص139.
[3]  الجويني، تاريخ فاتح العالم، ص183.
[4]  المرجع السابق، ص183، (هامش1)
[5]  من المرجح أن نظام الملك كان يقصد معركة نهاوند التي كانت من المعارك الفاصلة بين المسلمين والفُرْس الساسانيين زمن عمر بن الخطاب؛ انظر :-
أ) محمود شيت خطاب، قادة فتح بلاد فارس، ط/ 1، دار الفتح، بيروت ـ لبنان، 1385هـ / 1965م، ص ص102-105.
ب) محمد فرج، الفتح العربي للعراق وفارس، ط/1، دار الفكر العربي، القاهرة ـ مصر، 1368هـ / 1966م، ص ص229-241
[6]  ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، تحقيق محمد عبدالقادر عطا ومصطفى عبدالقادر عطا، ج16 ، ط/1، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، 1412هـ / 1992م، ص305.
[7]  ابن الأثير، الكامل في التاريخ، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، ج8، ط/1، دار الكتاب العربي، بيروت ـ لبنان، 1417هـ / 1997م، ص354.
[8]  ذهب الجويني في تاريخه فاتح العالم (3/ 184) إلى أن قتل نظام الملك حدث في 12 رمضان / 16 أكتوبر، لكن المتفق عليه أنه قُتِل في 10 رمضان / 14 أكتوبر، وذلك باتفاق المؤرخين، ابن الجوزي في المنتظم (16/ 305)، ابن الأثير في الكامل (8/ 354)، صدر الدين الحسيني في زبدة التواريخ (1/ 139).
أما ضبط التاريخ الميلادي فهو الحسابات الفلكية الذي وضعه محمد مختار باشا في توفيقاته؛ انظر:-
محمد مختار باشا، التوفيقات الإلهامية في مقارنة التواريخ الهجرية بالسنين الافرنكية والقبطية، ط/1، المطبعة الأميرية، بولاق، 1311هـ / 1893م، ص343