الحلقة 4 من مسلسل الاختيار “هل فكر عشاق تركيا كيف تنظر درامتها إلينا” ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
حملت الحلقة 4 من مسلسل الاختيار أحداث كثيرة وسلسلة من الذكريات المتعلقة بتاريخ مصر المعاصر، لكن يبقى مشهد إيهاب فهمي وأحمد العوضي إزاء تعامل أردوغان مع التنظيمات التكفيرية.
اقرأ أيضًا
“لأسباب فكرية أكثر منها وطنية أو فنية” أرشح مسلسل الاختيار للمشاهدة ؟
ولأن الحلقة 4 من مسلسل الاختيار ستؤدي إلى غضب محبي تركيا وأردوغان فلن نتكلم في تأييد ما قاله المسلسل، لكن سنتناول تهمة «تغييب العقول بالفن» التي ستلاحق الحلقة، ونطرح السؤال «هل فكر عشاق تركيا كيف تنظر مسلسلاتها إلينا نحن العرب ومصر ؟».
معلومة لا يدركها إلا من تابع المسلسلات التركية
بحكم أني متابع للمسلسلات التركية بشكل جيد ــ ربما يفوق عشاق أردوغان ــ أود أن أحيطك علمًا عزيزي القارئ بهذه المعلومة «تأكد تمامًا أن تغيب العقول بالفن ينطبق على مسلسلات تركيا بالمعنى الحرفي للجملة وليس المسلسلات المصرية، ولن نناقش المسلسلات التاريخية من حيثية الدولة العثمانية و«الهبل» الأرطغرلي حتى لا تقال الحجة السفسطائية الداحضة من حق المؤلف أن يؤلف باسم الحبكة، فقط سنتناول فقط الأعمال التاريخية السياسية ومسلسلات الأكشن التي لا تقل نِسَب مشاهدتها عن الأعمال التاريخية العثمانية».
كيف تنظر الدراما التركية إلى مصر ؟
على وجه العموم فإن المسلسلات التركية لم تهاجم مصر كـ نظام حاكم أو كرئيس ــ حتى الآن ــ ؛ ليس لأن الدراما التركية محترمة وإنما لأن مصر كـ دولة لم تسقط مثل سوريا والعراق كذلك فهي ليست دولة غارقة بالمجازر الدموية مثل اليمن وليبيا، إذ أن هذه الدول هي موضوع المسلسلات التركية ــ خاصةً الأكشن ــ وجزء من الحبكات.
لكن مصر كدولة كان لها نصيب من تغييب العقول بالفن، ويدلل على ذلك مسلسل وادي الذئاب إذ صور العمل بطله بولات علمدار (المعروف في العالم العربي باسم مراد علمدار) أنه اتجه إلى مصر لضرب المقر الإلكتروني لجماعة الأرمجيدون الماسونية التي تتخذ من هرم خوفو قاعدة لقيادة الماسونية في الأرض؛ وبصرف النظر عن اللامنطقية في الموضوع لكن جهل صناع المسلسل بطبيعة مصر جعلهم يصورون الشعب المصري بزي الرعاة والبدو وسط الرقص.
التاريخ المصري الحديث تحديدًا تعرض للتشويه بشكلٍ يغيب العقول، ودليل ذلك مثلاً مسلسل عاصمة عبدالحميد الثاني، وكنا قد تكلمنا عن خطايا العمل بشأن التاريخ المصري الحديث، حيث رأى المسلسل أن حاكم مصر الملك فؤاد قد انتهى أمره مقتولاً بأمر عبدالحميد الثاني أمام حماه روتشيلد وعلى يد رئيس المخابرات التركية !.
عندهم أمير كرارة زينا
يقال ضمن ما يقال أن ممثلي مصر يهاجموا أردوغان في أعمالهم بشكلٍ مبالغٍ فيه، لكن قائل هذه الجملة لا يعرف أخبار نجوم تركيا المشهورين هناك مثل محمد نجاتي شاشماز بطل وادي الذئاب، حيث في فيديو على قناة شركة بانا فيلم «منتجة العمل» عبر يوتيوب ويوجه رسالة للشعب المصري بعد بيان 3 يوليو 2013 وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، دعا فيها الشعب للخروج على الجيش ومقاومة ما جرى.
الأمر نفسه سار عليه بهادير أوغلو صاحب شخصية تحسين باشا في مسلسل عاصمة عبدالحميد، والذي استضافته قناة الشرق في أغسطس 2018 لأخذ رأيه في النظام المصري الحاكم، وزعم بهادير أن نظام الرئيس الأسبق محمد مرسي كان يعمل على الوحدة الوطنية بين الجميع، مشيرًا إلى أن وجود الرئيس عبدالفتاح السيسي أوقف العلاقات المصرية التركية المبنية على «زواج عائلي تاريخي» ـ حسب وصفه ـ .
أما عن حال العرب في المسلسلات التركية فيمكن له أن تعرفه عبر تقريرٍ كنا نشرها مـــن هـــنـــا
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال