الشافعي الأكبر .. الشيخ البرماوي الإمام الثاني للأزهر

عُرف عنه الزهد والورع، وغزارة العلم، ناصر الضعفاء والمساكين ، خرج مذهب الأزهر على يده من المالكية إلى الشافعية، حيث عاصر الأزهر في  إمامته صراع الشافعيين والمالكيين ، إنه الشيخ البرماوي الشيخ الثاني للجامع الأزهر .

مولده ونشأته

وُلد الإمام الأحمدي السيد إبراهيم بن محمد بن شهاب بن خالد البرماوي في قرية من قرى مصر تُسمى برما تابعة لمركز طنطا محافظة الغربية، هذه القرية التي ذاعت شهرتها بمعامل تفريغ الدجاج على الصعيد الاقتصادي وكذلك تخرج منها الكثير من العلماء والمشايخ العِظام.

عاش الشيخ البرماوي طفولته في قريته يمارس هوايات الأطفال المحببه من لعب ولهو، أتم حفظ القرآن الكريم بكُتاب القرية ومبادئ اللغة والحساب، وحينما بلغ أشده نزح إلى القاهرة ليدرس بالأزهر الشريف على أيدى كبار علماءه الذين أفادوه ، فدرس الشيخ علوم الأزهر التقليدية المعروفة في زمنه كعلوم الشريعة واللغة العربية وما يتصل بهما.

شيوخه 

تلقى الشيخ العلامة الإمام الأزهري الشافعي الأنصاري تعليمه على أيدي كبار العلماء كالشمس الشويري ، والمراحي ، والبابلي والشبراملسي تلميذ الشيخ الخرشي ، كما لازم دروس الشيخ أبي العباسي شهاب الدين أحمد القليوبي الذي كان واسع الثقافة غزير العلم ، والذي كان يتهافت على دروسه طلبة العلم للانتفاع بمصنفاته وتوجيهاته والاستفادة من علمه وثقافته المتنوعة ، وتصدر الشيخ البرماوي مجلس الأخير ودَّرس فيه أرفع العلوم .

من طلاب الشيخ البرماوي

بعد أن جلس الشيخ البرماوي مكان الشيخ القليوبي درّس لعدد كبير من طلاب الأزهر استفادوا من علمه حتى صاروا جهابذة فقد درس الشيخ للعلامة علي بن محمد المرجومي، و الشيخ محمد بن خليل العجلوني ، والشيخ الإمام إبراهيم بن موسى الفيومي، و الذي ولي منصب شيخ الأزهر وكان ترتيبه السادس فيمن تولى المنصب ، تلاميذ البرماوي كُثر ساروا على نهجة وملؤ الدنيا بعلومهم.

مؤلفاته 

ترك الشيخ البرماوي العديد من المؤلفات الملهمة والقيمة التي أثرت المكتبة العربية  في علوم الحديث وفقه الشافعية ، والمواريث والتصوف ومنها:

1 – حاشية على شرح القوافي لمنظومة ابن فرح الإشبيلي، “وقد قام بشرحها العديد من العلماء منهم الشيخ يحيى القرافي ”  وجاء مطلع حاشية البرماوي  القيمة لهذه المنظومة:

غرامی صحيح والرجا فيك معضل

وحزني ودمعي مرسـل ومسلسل

2 – رسالة في أحكام القول من مغلظ كلب وخنزير في الفقه على مذهب الإمام

3 – حاشية على شرح ابن القاسمالشافعي

4 – حاشيته على شرح السبط على الرحبية في المواريث ( الفرائض ) . والرحبية اسم لأرجوزة كتبها الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن على الرحبي المعروف بابن المتقنة المتوفى سنة 577 هـ ، والتي افتتحها بقوله : أول مـا نستـفـتـح المـقـالا بـذكـر حمـد ربنـا تـعـالـي

وقام بشرحها بدر الدين محمد بن محمد الشافعي المعروف بالسبط المارديني المتوفى سنة ٩٠٧ هـ ، وعلق عليها البرماوي بحاشيته لإيضاح ما غمض من شرح

إقرأ أيضا

كأس الأمم الإفريقية.. هل يعيد فيتوريا أمجاد القدير حسن شحاتة؟

5ـ رسالة في الدلائل الواضحات في إثبات الكرامات والتوسل بالأولياء بعد الممات ، وهي رسالة في التصوف والتوحيد

6 – الميثاق والعهد فيمن تكلم في المهد

مشیخته للأزهر 

تولى الشيخ البرماوي الشيخ الثاني للأزهر مشيخته عام 1101هـ  وظل بها ست سنوات، وقد شهد عهده صراعًا بين مشايخ المالكيَّة والشافعيَّة، بعد أن خرجت مشيخة الأزهر من أيدي  المالكية على يداه،  ولم يكن  شيخ الأزهر يُعيَّن من قِبَلِ أولياء الأمور، وإنما كان يُختار من بين علماء المذهب المسيطِر، فإذا كان النُّفوذ للمالكيَّة كان مالكيًّا، وكان النُّفوذ أيَّام الشيخ الخراشي سلفه  للمالكيَّة ولهذا كان تولِّي الشيخ البرماوي لـ مشيخة الأزهر وهو شافعيٌّ يُعتَبر أمرًا غريبً

وفاته 

وتوفى الشيخ إبراهيم بن محمد بن شهاب الدین بن خالد البرماوي الشافعي سنة (1106 هـ = 1695 م) هذا الرجل الذي كان مشهودا له بالفهم والورع والتقوى والعلم الغزير.