رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
902   مشاهدة  

يوميات طالب الكلية الحربية (١٣) .. عندما كدت أخسر سنة من عمري بسبب تليفزيون وجلابية وعلبة سجائر

الوصول
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



انتهينا الجزء السابق من يوميات طالب الكلية الحربية (١٢) .. عندما أكلت ساندوتش “كوك دور” في السادسة صباحا داخل أرض الطابور إلى الوصول للسنة الرابعة والاستعداد لاستقبال دفعة مستجدين جديدة هي الدفعة ٩٠ حربية وكذلك دوري الكليات العسكرية والذي يقام رياضيا كل عام بين الكليات .الحربية والجوية والبحرية والفنية والدفاع الجوي ومعهد فني القوات المسلحة، دورات سداسية في كرة القدم والسلة والطائرة واليد واختراق الضاحية

وبطولة الكليات العسكرية هي التي تتنافس عليها الكلية الحربية والفنية منذ بدءها لم يكسبها غيرهما – أهلي وزمالك ع الضيق – والكلية الحربية هي الأكثر باعا في الفوز – الأهلي يعني -.

المدهش أن الكليات الستة انقسمت إلى ٣ أحزاب تساند بعضها البعض، الحربية والبحرية حزب والدفاع الجوي والفنية ومعهد فني حزب، والكلية الجوية بعيدا وحدها لا تشارك في أحزاب ولا تفوز بحكم عدد طلبتها القليل.

كانت المدرجات تشهد مناوشات وهتافات مضادة تصل أحيانا إلى الاشتباك الذي كان الضباط يبذلون مجهودا مضاعفا للسيطرة عليه، شاركت شخصيا مرة واحدة في هذا الدوري في فريق كرة اليد وأحرزنا الميدالية الذهبية، لعبت في الخمسة ماتشات التي لعبها فريق حوالي ١٠ دقائق بالكثير لكنني تفرغت شهرين كاملين للإعداد أستيقظ في موعد غير موعد الكلية وأكل طعاما غير ما تأكل الكلية، شهران اعتبرناها جميعا من المشاركين شهرين في الجنة فكان لابد أن نقاتل من أجل الفوز، صحيح قاتلت من على الدكة لكن المهم النية.

عدنا بالدرع المجمع في النهاية نتيجة الفوز بأكبر عدد من البطولات وتم تكريمنا والحمد لله وتكريم الدكة.

أكبر عملية تهريب سجائر في تاريخ الكلية الحربية

ستبقى للعبد لله علامات لا تنسى في تاريخ الكلية  – علامات سودة -حيث كانت الحقيبة السحرية التي أستخدمها هي أكبر شحنة تهريب سجائر في الكلية لكن ما حدث في إحدى زيارات المستجدين للكلية الحربية والتي كنت مشرفا عليها بحكم أني أحد “المحابيس- خميس وجمعة –  كانت العملية الأكبر، كلمت صديقي في التليفون كالعادة وطلبت منه الحضور للزيارة والدخول ضمن الزوار حاملا ٣ خراطيش من السجائر، وبعد حضوره ونجاحي بمساعدة دفعتي في ايصالها للعنابر طلبت منه العود لشراء ٣ أخرى وهو ما تكرر ٣ مرات لنخل خلال الزيارة حوالي ١٢ خرطوشة سجائر – دفعنا ثمنها بالكامل – تكفينا لأكثر من شهرين بأكملهم لن نضطر فيهم أبدا للمخاطرة بادخال سجائر خلال عودتنا للأجازات.

بالمناسبة صديقاي المدنيين مازالا صديقاي أحدهما المدير المالي لشركة كبرى والأخر مدير الاتش أر في كيان وطني كبير.

في حب الأهلي يهون المستحيل

تعاملت مع المستجدين بحب وود شديد، تناسيت ما كان يفعله في رقيب فصيلتي حين كنت مستجدا، وطلبت من زملاء فصيلتي ألا يقسو عليهم، لكني لم أتدخل أبدا في تكدير زميل لطالب مستجد – أمنت أن يروا الوجه الأخر لأنهم سيحتاجونه – لكنني كنت أستطيع وأنا رقيب الفصيلة الذي يقف أمامها في أرض الطابور حاملا راديو ترانزيستور نستمع فيه جميعا لأي مباراة للنادي الأهلي وهو ما كنت أغلقه فورا إذا أقترب أي ضابط.

وكنت أسمح لأي طالب بالغياب عن الطابور لسبب قهري دون أن أبلغ عنه، وهو ما فعلته في كتيبتي بعدها بسنوات حين كان قائد الكتيبة يرفض منح أجازة لعسكري أو ضابط صف لديه أجازة.
كانت تلك الماتشات التي نسمعها على راديو ترانزيستور أحمر هي أمتع ماتشات تابعتها في حياتي، إثارة في الملعب وإثارة في أرض الطابور، لكن يوما ما وأنا في غرف المذاكرة جائني النبأ المشؤوم.

اقتحم ضابط نوبتجي غرفتي الخاصة ووجد أحد زملاء دفعتي والذي كان مقيما معي مرتديا جلباب ويدخن سيجارة ويشاهد تليفزيون صغير ٨ بوصة نجحنا في تهريبه مع أصدقاء الدفعة ٨٩ خلال فرقة الصاعقة.

كنا ٣ نقيم في الغرفة ذهبنا جميعا لضابط عظيم

جمع لي الدرجات التي سوف أفقدها في السلوك

كانت ١٩ درجة على السجائر لأنها مرتي الثانية

١٥ درجة على الجلباب لأن الزي المدني ممنوع كنا ننام ببيجاما ميري مصروفة لنا

١٥ درجة على التليفزيون لانه جلب أداة ممنوعة للكلية

أي ٤٩ درجة سلوك وبما أني فقدت قبلها ٥٠ درجة فأنا مضطر لإعادة السنة وعدم التخرج مع دفعتي

لأن الحد المسموح به كما أخبرتك يا عزيزي القاريء هو ٩٠ درجة فقط وكنت أصل عندها إلى ٩٩ درجة

إقرأ أيضا
أفلام

تدخل الزميلان وحمل أحدهما السجائر والجلباب ووأخذ جزاءهما لأن درجاته تسمح

وحمل الأخر التلفزيون فضحك ضابط عظيم وقال سأعطيك ٧ أيام حجز لأنه لا يجوز أن تغادر كل تلك الليلة بلا جزاء وكنت سعيدا

دفعتي رحل أحدهما – شهيدا بإذن الله – إلى لقاء ربه بينما يحمل الثانري رتبة عميد في الخدمة حاليا

تحمل الدفعات في الكلية الحربية شعار الفرسان الثلاثة وتطبقه حرفيا : “الجميع من أجل الفرد، والفرد من أجل الجميع”

لكن كيف فقدت الخمسون درجة

لهذا قصة أخرى في حب الدفعة

حين حملت سترة لا تحمل أسمي ليال طويلة لحماية صديق من إعادة السنة

الكاتب

  • الوصول أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
7
أحزنني
1
أعجبني
2
أغضبني
1
هاهاها
2
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان