همتك نعدل الكفة
1٬542   مشاهدة  

بداية محمود عبد العزيز .. مساعد المخرج الذي مثل بسبب غيرة عاشق على حبيبته

محمود عبد العزيز
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



ذهب الفنان الراحل محمود عبد العزيز إلى القاهرة وهو طالب بعد أن تواعد مع رفاقه بقية أعضاء اللجنة على اللقاء للتفاهم مع محمد فاضل على تفاصيل إخراج المسرحية التي سيقدمها منتخب الإسكندرية للجامعات، ولكن وعند وصوله لم يستطع الانتظار وذهب على الفور إلى المخرج وقال له: إنني الآن في قسم الدراسات العليا، وأمين اللجنة الفنية لمنتخب التمثيل في جامعة الإسكندرية، وعندنا مسرحية نرجو أن تخرجها لنا..

فقال محمد فاضل: من عينيه يا محمود.. أنا مستعد!

واعتبر محمود عبد العزيز هذا الكلام اتفاقاً نهائياً فراح يجول في أروقة التلفزيون، ويتفرج على ما يصور في استديوهاته من أعمال فنية عندما فوجئ بأحد أعضاء اللجنة الذين كانوا سيلحقون به من الإسكندرية إلى القاهرة وهو يقابله ويقول له: زملاؤنا سبقوك، وجاؤوا إلى التلفزيون وخلصوا شغلهم، وهم الآن بانتظارك في الأوتيل!

وصاح به: إزاي خلصوا شغلهم.. يعني اتفقوا مع محمد فاضل..

فقال الزميل: اللي حصل أنهم قابلوا في الأسانسير بالصدفة المخرج نور الدمرداش، فقالوا له إنهم من منتخب جامعة الإسكندرية للتمثيل، فرحب بهم بحرارة، وتفاهموا معه على أن يخرج هو مسرحية المنتخب!

وطافت ابتسامة ساخرة على وجه محمود عبد العزيز، ومع ذلك فإنه نظر إلى زميله وقال له ماشي!

لكن لماذا كانت الابتسامة ساخرة على وجهك، عندما سمع بخبر اتفاق زملائك مع نور الدمرداش، لأنه كان بداخله أمل بسيط في أن يكون لقائه مع المخرج محمد فاضل، في إطار المسرح الجامعي سبباً في العمل في أفلامه.

وعندما جاء نور الدمرداش إلى جامعة الإسكندرية ليخرج مسرحية لمنتخبها المسرحي، فإنه اختار مسرحية لم يكن فيها دور واحد يصلح لأن يمثله محمود عبد العزيز..

ولأنه أمين اللجنة الفنية، فإن نور الدمرداش سأله: إنت عايز تمثل دور إيه في الرواية!

فرد عليه محمود: والله يا أستاذ، أنا مش شايف ولا دور يصلح لي..

قال: طيب.. حتعمل إيه!

– أنا عاوز أعمل مساعد إخراج لك ورحب به نور الدمرداش مساعداً له.. وفي إحدى البروفات التي كانت تجري على المسرحية في مسرح الجامعة حدث خلاف بين الطالب الجامعي الذي يمثل الدور الأول في المسرحية، وبين نور الدمرداش، وربما كان سببه أن المخرج الكبير كان يتكلم بلطف زائد مع طالبة ممثلة كان يحبها الشاب الذي يمثل الدور الأول..

وفجأة التفت نور الدمرداش إلى محمود عبد العزيز وقال له: إنت بتحب تمثل!

ورد محمود: دلوقت؟ في المسرحية دي؟

فقال المخرج: لا، في التلفزيون، أنا عندي دور لك في مسلسل تلفزيون اسمه «كلاب الحراسة» سيمثله عبد الرحمن أبو زهرة، ورويدا عدنان، وعلي جوهر..

وسأله محمود عبد العزيز بلهفة: أنا أمثل في التلفزيون!

وأجاب نور الدمرداش: إن عدد ممثلي التلفزيون الآن هو خمسمائة وواحد وثمانون ممثلاً ولن يحدث شيء إذا كنت أنت الممثل الذي يحمل رقم خمسمائة واثنين وثمانين!

وبعد أيام كان محمود عبد العزيز ينتقل بالقطار «الديزل» من الإسكندرية إلى القاهرة، يقضي في كل مرة أربعة أيام من الأسبوع فيها، وهي الأيام التي كان يمثل خلالها في مسلسل «كلاب الحراسة» دور ضابط مخابرات مصري يكتشف الجواسيس!

كان المسلسل من ثلاث عشرة حلقة، وظهر محمود عبد العزيز في عشر منها، وكان يدفع من جيبه نفقات انتقاله من الإسكندرية، إلى القاهرة وبالعكس ويدفع أيضاً مصاريف إقامته!

إقرأ أيضا
اغتيالات الحشاشين

وكان أي ممثل في المسلسل يتقاضى عن كل ساعة عمل في المسلسل أربعين جنيهاً، ولكنهم لم يدفعوا له سوى ثمانية جنيهات عن كل ساعة.

وبعد عدة بروفات على مسلسل «كلاب الحراسة» خطر للفنان محمود عبد العزيز أن يدخل الاستديو الذي يصور فيه محمد فاضل إحدى حلقات برنامجه «القاهرة والناس» لكنه فوجيء بأنه قد أشار إلى مساعده بأن يقفل الباب في وجهه!

وتمر الأيام ويما ما كان محمود عبد العزيز في مكتب نور الدمرداش مع زوجته السيدة الفنانة كريمة مختار، وابنهما شريف الدمرداش، بعد أن دعاه إلى مشاركتهم الغداء الذي كان قد طلبه من مطعم للكباب، فقبل الدعوة فوراً، ولكن قبل أن يضع اللقمة الأولى في فمه فاجأه المخرج الكبير بسؤاله : ليه بقى يا محمود ما كنتش عاوزني أُخرج المسرحية في الجامعة، وجئت تأخذ محمد فاضل؟

فرد الساحر : أبداً، مستحيل حتى أن أفكر بأن أرفض مخرجاً كبيراً مثلك، ولكن الحكاية وما فيها أن أجر محمد فاضل هو أقل من أجرك، وميزانية مسرح الجامعة لا تتحمل الأجور الكبيرة، ثم إن محمد فاضل تلميذك، وهذا سر نجاحه.

وأضاف محمود عبد العزيز: واقتنع الأستاذ نور الدمرداش بكلامي، ومن يومها بات يثق بي، حتى إنه وافق على طلبي له بأن أعمل معه كمساعد مخرج في ثلاثين حلقة كان يخرجها بعنوان: «تحفة وبصباص في كفر البلاص»، وهو من بطولة الممثلين السعوديين: حسن دردير، ولطفي الزيني، وفي مسلسل «أغاني في بحر الأماني» من بطولة المطرب السعودي محمد عبده.

وكان نور الدمرداش قد بدأ يتبناه فنياً ويقربه منه، حتى إنه قال مرة لمدير الإنتاج عصام مصطفى: «إن محمود عبد العزيز زي ابني، وأنا شايف إنه حيتعلم الإخراج !».

ولكن ما حصل هو أنه توقف عن العمل بسبب نزيف دم أصيب به، ولأن التقدير المادي كان ضئيلاً جداً، فتوقف عن الذهاب إليه ، إلا أن الأستاذين حسن دردير ولطفي الزيني أرسلا في طلبه، وعندما ذهب إليهما ألحا عليّه أن يتابع العمل في مسلسل «تحفة وبصباص في كفر البلاص» وأعطاه حسن دردير زجاجة كولونيا اسمها «أكو بارفان» وسلمه ظرفاً وقال لي: افتح هذا الظرف واقرأه في البيت، ولكنه فتحه فور أن خرج من عنده، فوجد فيه مبلغ مئة وخمسين جنيهاً، وهكذا فرجت أزمته المالية، وتمكنت من دفع مصاريف إقامته في القاهرة، وشراء قميصين جديدين.

الكاتب

  • محمود عبد العزيز أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
1
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان