همتك نعدل الكفة
723   مشاهدة  

بصري وطه إسماعيل .. وزمن الرياضة الجميل

الرياضية


الروح الرياضية.. جملة تعني احترام المنافس والحفاظ على سلامته وتقبل الهزيمة بصدر رحب، وهي الجملة التي كثيرا ما يتغنى بها مقدمو البرامج الرياضية ولاعبو كرة القدم بألسنتهم، بينما أفعالهم أبعد ما تكون عن ذلك السلوك الرياضي المحمود، حيث تشعل التعصب الرياضي بشكل خبيث.

الرياضية

ولأن التعصب الرياضي يورث من الآباء للأبناء، قررت واحدة من أكبر مجلات الأطفال في مصر مواجهته بطريقة فعالة، حتى ينشأ الجيل الجديد على الروح الرياضية، لكن ذلك كان للأسف في القرن الماضي وليس اليوم، حيث نشرت مجلة سمير العريقة في الستينيات رسالة من نجم الأهلي الكابتن طه إسماعيل، إلى لاعب الزمالك الناشئ وقتها الكابتن طه بصري، وسالة أخرى من الأخير ردا عليها.

من طه الأهلي إلى طه الزمالك وبالعكس

بدأت القصة عندما طلب القائمون على مجلة سمير من الشيخ طه إسماعيل كتابة رسالة إلى لاعب الزمالك الصاعد طه بصري، وهو ما استجاب له نجم الأهلي، وجاء نص الرسالة كما نشرتها المجلة:

“عزيزي طه بصري

الرياضية

تحية طيبة وبعد

سمعت عنك وشفتك وإنت بتلعب، وكنت ناوي أكلمك وأتعرف بك، لغاية ما جت فرصة التعارف عن طريق مجلة (سمير)، والحقيقة إنني أعجبت بك وبطريقة لعبك من حيث إجادتك للمهارات الفردية، علاوة على صغر سنك، لكن لي كلمة هادية معاك، وهي بما إنك في أول الطريق، فلا بد من المحافظة على صحتك بالاستقامة وعدم السهر، والتدريب الدائم وعدم الغرور وطاعة أوامر المدرب والإدارة، واختيار الأصدقاء، وعدم التعصب، وأن تلعب للمجموع وأن تفهم واجبات مركزك من حيث احتلال المراكز والشوط المباشر على الجول، وبالطريقة دي حتوصل لتمثيل بلدك دوليا، وعشمي أن أراك تلعب بجواري في المباريات الدولية، وأن تعرف أن اللاعب منا ليس ملك نفسه، بل ملك الجمهور اللي بيهتف باسمه، ولك تحياتي”.

بينما جاء رد طه بصري على رسالة طه إسماعيل المليئة بالحب والتشجيع، يحمل امتنانا كبيرا من لاعب صاعد إلى نجم كبير، حيث كتب نجم الزمالك:

“صديقي الكاتبن طه إسماعيل

الرياضية

إقرأ أيضا
وليد فراج

بعد التحية

من صغري وأنا أعتبرك مثلي الأعلى، من صغري وأنا أحب أخلاقك ولعبك، وسررت جدا وأنا أقرا خطابك الذي أرسلته لي عن طريق (مجلة سمير)، ويسعدني أن أكون محل اهتمامك، وسأحاول أن أعمل بهذه النصائح الغالية، فأنا أعتبرك من أحسن لاعبي الجمهورية من حيث الأخلاق والاستقامة، وبذل المجهود في الملعب، وعدم البخل بأي لعبة، ويكيك فخرا أنك فزت بمسابقة أحسن لاعب في الجمهورية مرتين متتاليتين، وضربت المثل الرائع عندما أصبت في ميدان الرياضة في طوكيو ولم تتأثر، بل واصلت تقدمك حتى رجعت إلى مستواك الكبير، وأنا يسعدني أن ألعب بجوراك لنمثل بلدنا معا، وحتى نلتقي لك مني أطيب الأمنيات”.

وبعد نشر الرسالتين في مجلة سمير، التقى نجما الأهلي الزمالك برعاية المجلة التي نشرت صورة اللقاء على صفحاتها، لتؤسس الجيل الصغير الذي كان يقرأ (سمير) وقتها، على الروح الرياضية ونبذ التعصب.

كان هذا دور الإعلام قديما، والإحساس بالمسؤولية تجاه الأطفال والمراهقين، حتى لا يتطور التعصب إلى ما لا يحمد عقباه، فما هو دور الإعلام والصحافة اليوم؟ للأسف حدث ولا حرج، ولا حياة لمن تنادي.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان