بعد خطاب “نصر الله”..لماذا يورط حزب الله مصر أمام العالم العربي و كيف تخلى عن حماس؟

تأهب المتابعون للموقف السياسي في منطقة الشرق الأوسط خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني، وكان المتوقع لدى البعض أن هذا الخطاب بمثابة إعلان حرب ما على قوات الاحتلال الإسرائيلي جراء ما يحدث من إبادة جماعية لسكان غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والقصف المستمر كذلك لجنوب لبنان.

خطاب “حسن نصر الله” الأمين العام لحزب الله جاء مخالفًا للتوقعات تمامًا، فجاء ملخص الخطاب أنه ينفي أي تعاون من قبل إيران، وحزب الله لحركة حماس، وأنها قامت بعملية طوفان الأقصى وحدها دون مساندة أو تعاون من أحد، بالتالي تحمل نتائج الحرب المستمرة والتي راح ضحيتها قرابة الـ 10 ألاف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى.

تصريحات” حسن نصر الله” جاءت لتنفي أي اتهامات وُجهت إليهم من قبل المجتمع الدولي، وأن حماس هي من تتحمل وحدها نتيجة ما يحدث ويبدوا أنها رسالة مطلوبة من شخص في موقع نصر الله، كما وجه رسالة للداخل اللبناني، إذ أكد أن العمليات التي يقوم بها الحزب تأتي في إطار الدفاع عن لبنان ولا علاقة لها بما يحدث في غزة.

حقيقةً كلمة ” نصر الله” كلمة مخالفة تمامًا للأحداث الجارية في منطقة الشرق الاوسط، و ما يحدث على وجه الخصوص في قطاع غزة ، وما نفاه عن إيران وأحزاب الإسلام السياسي ليس صحيحًا، ولعل استفزازات إيران كثيرة، ومزايداتها على ما يحدث أكثر ومنها ما قاله وزير الخارجية الإيراني في مؤتمر بتاريخ 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بطهران إذ لوح بالحرب إذا ما توقفت إسرائيل عن ما يحدث من هجمات في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وفي ظل التصريحات الاستفزازية من جانب إيران يعمل بعض القادة في المنطقة على تهدئة الأوضاع دبلوماسيا حتى لا تكون المنطقة كرة نار ملتهبة تحرق العالم بأكمله، ومنها مصر فلا أحد ينكر دورها الإقليمي والعالمي منذ تصاعد الأحداث في غزة.

وفي هذا السياق قال “حسن نصر الله” في خطابه إنه على مصر فتح معبر رفح لدخول المساعدات وخروج الجرحى من قطاع غزة إلى رفح، يبدو أن الأمين العام لا يرى ما يحدث حوله، إذ تنادي مصر المجتمع الدولي منذ بداية الأزمة بفتح معبر رفح من الجانب الاسرائيلي لدخول المساعدات والإغاثات الإنسانية، ومع أول فرصة أرسلت مصر 81 سيارة إسعاف للقطاع لنقل الحالات الحرجة لمستشفى العريس وبئر العبد إلى جانب مستشفى ميداني في رفح.

وفطن القائمون على للقاهرة الإخبارية أنها حرب إعلامية ودعايية ما، فبينما يقول “نصر الله” هذا في خطاب يراه الملايين قامت القناة تزامنا مع الكلمة بنشر صور حيه مباشرة من معبر رفح وأنه مفتوحا ويقدم الدعم الكامل لأهالي غزة

إقرأ أيضا

كيف بدأ التنوير

الوضع في غزة لا يحتاج تداعيات أو تصاعدات استفزازية أو ممارسات غير منطقية، وإنما عقلانية ودبلوماسية حتى لا يتفاقم الأمر أكثر من ذلك، ونأمل أن الحلول الدبلوماسية تقوم بحل الأزمة بدلا من تفاقم الصراع العسكري وسقوط ملايين البشر،  وندرك جيدا أن أحزاب الإسلام السياسي في لبنان وسوريا وايران ما هي إلا قنبلة على أتم الاستعداد لتفجير المنطقة.