تاريخ وزراء أوقاف مصر .. 67 وزيرًا بين الصوفية والقتل والتورط في فضيحة لوسي أرتين

فتحت أزمة كورونا شهية البحث عن تاريخ وزراء أوقاف مصر في الأزمات الطبيعية وغيرها، ورغم الفوارق بين جائحة كوفيد ـ 19 وغيرها من الأزمات التي طالت المساجد، لكن البحث عن تاريخ وزراء أوقاف مصر كان الأبرز.

نشأة وزارة الأوقاف حكوميًا

يجيء ترتيب حكومة الدكتور مصطفى مدبولي في المرتبة رقم 124 منذ إقرار مجلس النظار المصري ـ مجلس الوزراء حاليا ـ في أغسطس سنة 1878 م، والحكومة رقم 37 منذ ثورة يوليو 23 يوليو سنة 1952 م، وتولى خلال هذه المدة 67 وزيرًا لمنصب وزير الأوقاف.

اقرأ أيضًا 
يوم موت محمد علي باشا .. رد الفعل أكثر صدمةً من خبر الوفاة

بداية تاريخ وزارة الأوقاف يبدأ منذ أن كانت هيئة لرعاية شئون الوقف في مصر؛والوقف هو نظام إسلامي الغرض منه حبس العين، على ألا تكون مملوكة لأحد من الناس، وجعلها في حكم ملك الله تعالى، والتصدق بريعها على جهات البر والتقوى؛ وأصله الشرعي هو صدقة جارية المراد منها استدامة الثواب والتقرب من الله، عن طريق دوام الإنفاق في وجوه البر والخبرات والمنافع العامة على اختلاف أنواعها وتعدد مجالاتها.

كانت الأوقاف أغلبها تحت رعاية علماء الأزهر بالتنسيق مع الولاة والقضاة وذلك منذ تأسيس الأزهر ثم رجوعه في العصر المملوكي، واستمر هذا الوضع إلى أن تأسست هيئة الأوقاف سنة 1835 مـ بقرار محمد علي باشا أمرًا بإنشاء “ديوان عمومي للأوقاف”؛ وتحددت اختصاصات ذلك الديوان بموجب لائحة رسمية صدرت سنة 1836 مـ، وذلك تحت عنوان “لائحة ترتيب عملية الأوقاف بالثغور والبنادر”، ثم أمر محمد علي بإلغاء هذا الديوان عام 1837 م، وفي سنة 1851 مـ أمر عباس باشا الأول بإعادة ديوان عموم الأوقاف وأصدر أمرًا آخر لتنظيم عمل الديوان.

لمحات نوعية في تاريخ وزراء أوقاف مصر من أولهم

في عصر الخديوي إسماعيل حُولِت الأوقاف من مجرد هيئة إلى وزارة، وكان أول من تولى منصب وزير الأوقاف – ناظر الأوقاف وقتها هو علي باشا مبارك سنة 1878 م.

اقرأ أيضًا 
الأزهر ومحمد علي باشا “فرص ضائعة للتقدم أحزنت الإنجليز والعطار”

تعاقب على منصب وزير الأوقاف من تأسيس المنصب حتى الآن 67 وزيرًا كان منهم 29 وزيرًا تولوا المنصب أكثر من مرة، و49 وزيرًا من السياسيين والأعيان.

عدد الأزهريين الذين تولوا المنصب كان 18 أزهريًا أولهم هو الشيخ مصطفى عبدالرزاق والباقون هم «مصطفى عبدالرازق، علي عبدالرازق، محمد فرج السنهوري، أحمد حسن الباقوري، محمد البهي، عبدالحليم محمود، محمد الذهبي، محمد متولي الشعراوي، عبدالمنعم النمر، عبدالرحمن بيصار، زكريا البري، جاد الحق علي جاد الحق، إبراهيم الدسوقي مرعي، محمد الأحمدي أبو النور، محمود حمدي زقزوق، عبدالله الحسيني، عبدالفضيل القوصي، طلعت عفيفي، محمد مختار جمعة»؛ ومن الـ 18 أزهريًا الذين تولوا منصب وزير الأوقاف كان هناك 4 منهم تولوا منصب شيخ الأزهر من الوزراء وهو «مصطفى عبدالرازق، عبدالحليم محمود، عبدالرحمن بيصار، جاد الحق علي جاد الحق».

أما من حيث القرابة فقد كان هناك 3 من الوزراء على صلة قرابة بالوسط الفني وهم، حسن باشا شريعي الذي كان جدًا للموسيقار عمار الشريعي، والوزير عبدالحميد عبدالحق أحد الذي كان شقيقًا للفنان عبدالعظيم عبدالحق، وإسماعيل باشا رمزي وهو والد السيناريست حسن رمزي أول رئيس لغرفة السينما، كذلك حالة قرابة وحيدة بين وزيرين للأوقاف وهما الأخوين مصطفى عبدالرازق وعلي عبدالرازق.

أكثر من تولى المنصب في تاريخ الوزارة هو مصطفى عبدالرازق حيث تولى المنصب في 9 حكومات متفاوتة، أما أطولهم بقاءًا في المنصب هو الدكتور محمود حمدي زقزوق حيث تولاه لمدة 15 سنة متتالية، بينما أقصرهم مدةً هو محمد باشا المفتي الجزايرلي حيث تولى لمدة 18 ساعة، والوزير الوحيد الذي تعرض لعملية اغتيال كان الشيخ الذهبي والذي تم اغتياله سنة 1977 على يد جماعة التكفير والهجرة.

عدد رؤساء الوزراء الذين عطلوا منصب وزير الأوقاف 6 هم «الأمير محمد توفيق ـ خديوي مصر لاحقًا وذلك في الحكومة الأولى له، مصطفى باشا رياض في الحكومة الأولى والثانية، مصطفى باشا فهمي في الحكومة الأولي والثانية والثالثة، حسين فخري، نوبار باشا في حكومته الثانية، بطرس غالي».

الوزير الذي خرج في فضيحة سياسية هو الوزير رقم 62 واسمه محمد علي المحجوب وتولى المنصب في 3 حكومات وخرج من الحكومة إثر فضيحة لوسي أرتين التي خُصِصَ لها عشرات الشقق من إسكان الأوقاف، ولوسي أرتين هي سيدة أعمال أرمينية وخالتها الممثلة لبلبة، واشتهرت قضيتها بأنها على اتصالات مع شخصيات ذات نفوذ في مصر قاموا بمحاولة للتأثير على حكم قضائي في نزاع عائلي بينها وبين طليقها.

السبعة وستون وزيرًا .. أسماؤهم وتوزيع عهودهم

قائمة أسماء وزراء أوقاف مصر تم توزيعها على 4 مراحل سياسية مرت بها نظام الحكم المصري “مصر الخديوية، مصر السلطنة، مصر المملكة، مصر الجمهورية”.

في عصر مصر الخديوية تولى 4 وزراء منصب وزير الأوقاف وهو :«1 ـ علي باشا مبارك، 2 ـ محمد باشا ثابت )لا تتوفر له صورة) ، 3 ـ محمود سامي البارودي (تولى المنصب في 3 حكومات وكان رئيساً للحكومة)، 4 ـ محمد باشا زكي (تولى المنصب في 3 حكومات)».

إقرأ أيضا

“عبدالله القلقيلي” سيرة صاحب التحذير غير المسموع عن أوضاع غزة من 90 سنة

أما في عصر السلطنة المصرية فتولى المنصب 9 وزراء هم :ـ «1 ـ حسن باشا شريعي (تولى المنصب في حكومتين)، 2 ـ أحمد حشمت باشا (تولى المنصب في حكومتين)، 3 ـ محمد باشا محب، 4 ـ إبراهيم باشا فتحي، 5 ـ أحمد باشا زيور، 6 ـ جعفر والي (تولى المنصب في 3 حكومات وكان أول رئيس لاتحاد كرة القدم بالإضافة إلى أنه من كبار مؤسسي النادي الأهلي)، 7 ـ محمد باشا توفيق نسيم، 8 ـ حسين بك درويش (لا تتوفر له صورة تولى المنصب في حكومتين)، 9 ـ أحمد باشا مدحت يكن».

في عصر المملكة المصرية تولى 29 شخصًا منصب وزير الأوقاف وهم :ـ «1 ـ محمد باشا إبراهيم (لا توجد له صورة متوفرة)، 2 ـ أحمد باشا علي ( لا توجد له صورة متوفرة وتولى المنصب في 3 حكومات)، 3 ـ محمد نجيب الغرابلي (تولى المنصب في 3 حكومات)، 4 ـ أحمد مظلوم باشا، 5 ـ محمود باشا صدقي، 6 ـ محمد بك علي (لا توجد له صورة متوفرة)، 7 ـ محمد باشا نجيب (لا توجد له صورة متوفرة)، 8 ـ محمود أفندي بسيوني (تولى المنصب في حكومتين وكان نقيبًا للمحامين)، 9 ـ محمد باشا حلمي عيسى (لا توجد له صورة) ، 10 ـ علي باشا جمال الدين(لا توجد له صورة)، 11 ـ علي بك المنزلاوي، 12 ـ محمد باشا مصطفى (لا توجد له صلة) ، 13 ـ عبدالعزيز محمد (لا توجد له صورة)، 14 ـ علي باشا حسين (تولى المنصب في حكومتين)، 15 ـ عيسى باشا (لا توجد له صورة)، 16 ـ مصطفى عبدالرازق (أول أزهري يتولى المنصب وتولاه في 9 حكومات وكان شيخًا للأزهر)، 17 ـ عبدالرحمن عزام (كان أول أمين عام لجامعة الدول العربية)، 18 ـ عبدالسلام الشاذلي ، 19 ـ محمد بك عبدالهادي الجندي، 20 ـ عبدالحميد عبدالحق (تولى نقابة المحامين)، 21 ـ محمد باشا علوبة، 22 ـ علي عبدالرازق (كان شقيقاً لمصطفى عبدالرازق شيخ الأزهر وفُصِل من الأزهر بسبب كتاب الإسلام وأصول الحكم)، 23 ـ محمد عبدالهادي الجندي، 24 ـ إسماعيل باشا رمزي، 25 ـ ياسين باشا حامد، 26 ـ سعد اللبان باشا (لا توجد له صورة)، 27 ـ محمد باشا المفتي الجزايرلي (تولى المنصب في حكومتين منهما حكومة استغرقت 18 ساعة)، 28 ـ محمد فرج السنهوري، 29 ـ فؤاد باشا شيرين».

في عصر مصر الجمهورية تولى المنصب 25 وزيرًا موزعين حسب التغير السياسي في نظام الحكم فخلال عصر محمد نجيب تولى وزير واحد للمنصب وهو أحمد حسن الباقوري واستمر إلى عصر انهيار الوحدة المصرية السورية.

أما في عصر عبدالناصر تولى 10 وزراء المنصب منهم 4 سوريين للإقليم السوري أثناء الوحدة بين القاهرة ودمشق (ولن نضع صورهم) والبقية مصريون، وقائمة الأسماء هي«1 ـ أحمد حسن الباقوري (تولى المنصب في 6 حكومات منهم اثنين في عصر الرئيس محمد نجيب والباقي في عصر الرئيس جمال عبدالناصر بفترتيه المصرية والوحدة السورية)، 2 ـ عبدالحميد السراج (في عصر الوحدة المصرية السورية)، 3 ـ عبدالله طعيمة (تولى المنصب مرتين في عصر الوحدة المصرية السورية)، 4 ـ كمال الدين محمود رفعت (تولى المنصب في حكومتين خلال الوحدة المصرية السورية)، 5 ـ يوسف مزاحم (تولى المنصب في 3 حكومات خلال الوحدة المصرية السورية)»؛ وبعد انهيار الوحدة المصرية السورية «6 ـ حسين الشافعي (تولى المنصب في 3 حكومات)، 7 ـ محمد البهي، 8 ـ أحمد عبده الشرباصي (تولى المنصب في 3 حكومات)، 9 ـ أحمد محمد خليفة، 10 ـ عبدالعزيز كامل (تولى المنصب في 8 حكومات)».

وتولى منصب وزير الأوقاف عصر الرئيس محمد أنور السادات 6 وزراء هم :ـ «11 ـ عبدالحليم محمود، 12 ـ محمد الذهبي (أول وزير للأوقاف يتم اغتياله)، 13 ـ محمد متولي الشعراوي (تولى المنصب في حكومتين)، 14 ـ عبدالمنعم النمر (تولى المنصب في حكومتين)، 15 ـ عبدالرحمن بيصار، 16 ـ زكريا البري (تولى المنصب في أواخر عصر السادات واستمر لبدايات عصر مبارك».

أما في عصر الرئيس محمد حسني مبارك تولى منصب وزير الأوقاف 6 وزراء هم :ـ «17 ـ جاد الحق علي جاد الحق، 18 ـ إبراهيم الدسوقي مرعي (تولى المنصب في حكومتين)، 19 ـ محمد الأحمدي أبو النور (تولى المنصب في حكومتين) 20 ـ محمد علي المحجوب (تولى المنصب في 3 حكومات وخرج من الحكومة إثر فضيحة لوسي أرتين)، 21 ـ محمود حمدي زقزوق (تولى المنصب في 3 حكومات وهو أطول وزراء أوقاف مصر في منصبه)، 22 ـ عبدالله الحسيني هلال (تولى المنصب في 4 حكومات وآخر وزير أوقاف مصر في عصر مبارك».

أما في عصر ما بعد مبارك تولى المنصب 3 وزراء هم «23 ـ عبدالفضيل القوصي (تولى المنصب في الفترة الانتقالية خلال 4 حكومات)، 24 ـ طلعت عفيفي (في زمن الإخوان)، 25 ـ محمد مختار جمعة (في الفترة الانتقالية بعد سقوط الإخوان وفي 5 حكومات خلال عصر الرئيس عبدالفتاح السيسي).