همتك نعدل الكفة
241   مشاهدة  

تبرعات غير المسلمين لخدمة المسلمين “روح مصرية لفظها السلفيون فما الرد عليهم ؟”

تبرعات غير المسلمين لخدمة المسلمين


أثبتت السنوات القليلة الماضية أن مصر بها لُحْمَة وطنية رغم أي شيء وتعددت أوجه هذا الاتحاد وأبرزه تبرعات غير المسلمين لخدمة المسلمين وهو باب أثار استغراب بعض رموز الفكر المتشدد بينما من لم يعي حقائق الدين لجأ إلى التزييف بشكل شرعي.

أصل الدين في مسألة تبرعات غير المسلمين لخدمة المسلمين

لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ
لَا ا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ

قاعدة رسخها القرآن الكريم في سورة الممتحنة حول التعايش من خلال آية تقول «لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ».

المواقف النبوية المتعددة تشير إلى جواز قبول هدايا غير المسلمين فعن علي رضي الله عنه قال: “أَهْدَى كِسْرَى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَبِلَ مِنْهُ، وَأَهْدَى لَهُ قَيْصَرُ فَقَبِلَ مِنْهُ، وَأَهْدَتْ لَهُ الْمُلُوكُ فَقَبِلَ مِنْهُمْ”، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: “أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ رضي الله عنه أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم جُبَّةَ سُنْدُسٍ”.

اقرأ أيضًا 
قصة الغرانيق .. الرد على الشبهة الأشهر التي طالت سيدنا محمد وسورة النجم

واستدل العلماء أيضًا على ذلك بقبولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم الهديةَ من سلمان الفارسي رضي الله عنه قبلَ إسلامِهِ؛ يقول الحافظ العراقي في كتاب طرح التثريب «وفيه قبولُ هدية غيير المسلم؛ فإن سلمانَ رضي الله عنه لم يكن أسلم إذ ذاك، وإنَّما أسلمَ بعد استيعابِ العلامات الثلاثِ التي كان عَلِمَها من علامات النبوة».

آراء العلماء في باب تبرعات غير المسلمين لخدمة المسلمين

الأزهر - رسومات المستشرقين
الأزهر – رسومات المستشرقين

استعرضت لجنة الفتوى في الأزهر الشريف  قائمة بأقوال العلماء وكان مفادها أنه لا فرقَ في قبولِ تبرُّعِ غيرِ المسلمين بين أن يكونَ تبرُّعُهم في مصالحِ الدنيا أو الدين، وبذلك أخذَ الشافعيةُ حين أجازُوا الوقفَ من غير المسلم على منافعِ المسلمين الدينية والدنيوية؛ نظرًا إلى اشتراطِ كون الوقفِ قربةً في ذاته، بقطعِ النظرِ عن اعتقادِ الواقف، خلافًا للمالكية في تصحِيحِهم وقفَ غيرِ المسلمِ على المنافعِ الدُنْيويَّةِ فقط، وللحنفية في اشتراطهم في وقفِ أهلِ الذمَّةِ أن يكون قربةً عندنا وعندهم.

في حاشية الدسوقي المالكي على الشرح الكبير قال «وبَطل على حربيٍّ وغير مسلمٍ لَِمسجدٍ ورباطٍ من كل منفعةٍ عامةٍ دينية، من جملتها بناؤه مسجدًا، ولبطلان القربةِ الدينيةِ من غير المسلم: رد مالكٌ دينارَ نصرانية عليها حين بعثت به إلى الكعبة، وأمَّا القُرب الدنيوية كبناءِ قناطر وتسبيلِ ماءٍ ونحوهما؛ فيصِحُّ».

وفي كتاب البحر الرائق شرح كنز الدقائق قال بن نجيم الحنفي «قوله: يُشترط كونُهُ قربةً عندنا وعندهم، الظاهر أنَّ هذا شرطٌ في وقفِ الذمِّي فقط؛ ليخرج ما لو كان قربةً عندنا فقط كوقفِه على الحجِّ والمسجد، وما كان قربةً عندهم فقط كالوقفِ على البِيعةِ، بخلاف الوقفِ على مسجدِ القدسِ؛ فإنه قربةٌ عندنا وعندهم؛ فيصح».

إقرأ أيضا
الأزهر والأولمبيات

شبهة والرد عليها

كتاب مغني المحتاج للخطيب الشربيني
كتاب مغني المحتاج للخطيب الشربيني

لكن هناك شبهة حول التبرعات الدينية وتلك مسألة تم الرد عليها في كتاب مغني المحتاج للخطيب الشربيني فقط «شرطُ الواقفِ: صحةُ عبارته، دخل في ذلك غير المسلم؛ فيصح منه ولو لمسجدٍ وإن لم يعتبره قربةً؛ اعتبارًا باعتقادنا وأما قوله تعالى: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ، فالمقصود بالعمارَةِ المَنْهِيِّ عنها هنا ما كان لغيرِ المسلمين فيه ولايةٌ على المساجدِ واستقلال بالقيام بمصالحها، أو خِيفَ من إقامتهم للشِّرك فيها كما قال الله تعالى في الآية الأخرى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا.

وبعد قراءة متأنية للشرح العلمي بعيدًا عن الفكر السلفي فلا يوجد مانعَ شرعًا من قبولِ تبرعات غيرِ المسلمين لخدمة المسلمين سواءًا كانت دينيةً أو دنيوية طبقًا لـ مذهب الإمام الشافعي.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان