همتك نعدل الكفة
375   مشاهدة  

حسونة النواوي .. شيخ الأزهر الذي استقال احتجاجًا على قرارات الخديوي

الشيخ حسونة النواوي
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



الشيخ حسونة النواوي الشيخ الثالث والعشرون للأزهر الشريف، الشيخ الذي ارتبط اسمه بقانون تنظيم الأزهر،الإمام الذي عمل مجمع المخطوطات والكتب توثيقها ووضعها في مكتبًة واحدًة جامعة، إلى جانب موقفه الإصلاحي الذي دعا إليه وشراسته في الدفاع عن الأزهر حتى وإن كان ضد رغبة الخديوي.

مولده ونشأته

ولد الشيخ حسونة بن عبد الله النواوي الحنفي، عام 1893هـ بقرية نواي مركز ملوي بمحافظة المنيا، حفظ القرآن الكريم بكتاب القرية وتعلم مبادئ اللغة والحساب هناك.

نزل إلى القاهرة حيث الأزهر الشريف ، فتلقى على يد مشايخه وعلماءه الفقه وأصول الدين والمنطق والبلاغة والنحو والصرف وغيرها من العلوم الشرعية واللغوية أمثال الشيخ الإنبابي، والشيخ عبد الرحمن البحراوي، والشيخ علي خليل الأسيوطي، وغيرهم، واستمر في دراسته حتى حصل على شهادة العالمية.

بعدما أتم الشيخ حسونة النواوي دراسته في الأزهر جلس للتدريس في جامع محمد علي، ولطريقة تدريسه السهلة اختاره القائمون على وزارة المعارف للتدريس بها فدرس الفقه في مدرستي الحقوق ودار العلوم إلى جانب مهامه ودروسه في جامع محمد علي .

مسجد محمد علي
مسجد محمد علي

وفي أثناء مرض الشيخ شمس الدين الأنبابي أصدر الخديوي قرارًا بتعين لجنة من خمسة علماء لإدارة شئون الأزهر والعمل على إصلاحه وكانت اللجنة مكونة من الإمام الشيخ محمد عبده، الشيخ سلمان العبد ، والشيخ عبد الكريم سلمان والشيخ أبو الفضل الجزاوي، وفي عام 1894م انتدب الشيخ حسونة وكيلا للأزهر كما عين عضوًا دائمًا  غير قابل للعزل بمجلس شورى القوانين .

مشيخته 

أصدر الخديوي قرارًا في يونية عام 1895م بتولي الشيخ حسونة النواوي مشيخة الأزهر خلفا للشيخ الإنبابي الذي قدم استقالته من منصب مشيخة الأزهر ومرضه الشديد، ظل الشيخ يولي الاهتمام الشديد بالأزهر فعمل على الإصلاح الإداري والمالي وأدخل العلوم الحديثة في مناهج الأزهر إلا أن أصدر الخديوي بيانا بتنحي وإقالة الشيخ من منصبه في 4 يونيه عام 1899م بسبب معارضته ومعارضة حكومة صدقي باشا لندب قاضيين من مستشاري محكمة الاستئناف الأهلية ليشاركا قضاة المحكمة الشرعية في الحكم .

الأزهر الشريف
الأزهر الشريف

العودة من جديد 

عاد الشيخ النواوي مرة أخرى إلى منصبه في 30 يناير عام 1907م  حيث أصدر الخديو قرارًا بعودة الشيخ لولاية أخرى بعد أن ترك منصبة لمدة ثلاث سنوات لم يكن الأزهر فيها وفق ما كان يأمل من إصلاح وتطوير.

منصب الإفتاء

تولى الشيخ النواوي منصب الإفتاء بجانب مشيخة الأزهر، واستمر يشغل هذا المنصب في الفترة من 24 نوفمبر سنة 1895م وحتى 21 مايو 1899م، وأصدر خلال هذه الفترة حوالي (287) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.

مؤلفاته

من مؤلفاته :

1ـ كتاب سلم المسترشدين في أحكام الفقه والدين؛ وهو كتاب من جزأين جمع فيه الأصول الشرعية مع الدقائق الفقهية، وقد حاز هذا الكتاب شهرة واسعة جعلت القائمين على نظارة المعارف يقررون تدريسه بالمدارس الأميرية.

قانون إصلاح الأزهر

إصلاحاته في الأزهر حسب ما جاء في المادة العلمية التوثيقية لمشايخ الأزهر فقد ارتبط اسم الشيخ حسونة النواوي بقانون تنظيم الأزهر الذي صدر بعد سنة واحدة من توليه المشيخة، وكان للشيخ محمد عبده يد صادقة وراء إصدار هذا القانون، الذي خطى بالأزهر خطوة واسعة نحو الإصلاح؛ إذ حدَّد هذا القانون سن قبول الطالب بالأزهر بخمسة عشر عامًا، وأن تكون له دراية بالقراءة والكتابة، وأن يكون حافظًا للقرآن الكريم أو على الأقل نصفه، ومنع هذا القانون تدريس كتب الحواشي منعًا باتًا، وقصرها على الطلبة المتقدمين دراسيًا، ونظم القانون الامتحانات، وجعلها على مرحلتين: الأولى بعد ثماني سنوات من التحاق الطالب بالأزهر، وتحصيله ثمانية علوم على الأقل من علوم اللغة والدين، ويختبر أمام لجنة تتكون من ثلاثة من العلماء برياسة شيخ الأزهر، والناجحون إما أن يكملوا دراستهم بالأزهر في المرحلة التالية، وإما أن يتم تعيينهم في وظائف الإمامة والخطابة والوعظ بالمساجد.

وأما المرحلة الثانية فتنتهي بامتحان الشهادة العالمية لمن أمضى اثنتي عشرة سنة من الدراسة، وتلقى العلوم المقررة بالأزهر، ويصبح من حق الحاصلين عليها التدريس بالأزهر. وعني القانون بشئون الطلاب، فاهتم بتحسين أحوالهم المعيشية، ووسع لهم في المساكن الصحية، وحدد لهم بعض المعونات المالية.

كما حاول الشيخ النواوي إعادة تنظيم الأزهر من الناحيتين المالية والإدارية، فرفع من رواتب العلماء والشيوخ وكذا عمل على إدخال العلوم الحديثة في الأزهر بعد أن كادت تهجرها تمامًا، وأحضر لتدريس علوم الرياضيات والجغرافيا والتاريخ بالأزهر مدرسين مهرة من المدارس الأميرية، كما أنشئ في عهده الرواق العباسي بالجامع الأزهر، وكان الشيخ محمد عبده من أقرب المعاونين له في تنفيذ تلك الإصلاحات.

إقرأ أيضا
غزوة عزيزة

مكتبة عامة 

وعمل الشيخ حسونة أيضا  أثناء توليه مشيخة الأزهر بجمع مكتبات الأزهر، حيث كانت مبعثرة في المساجد وأروقة الأزهر، وتحتوي على نوادر المخطوطات والكتب، وضمها في مكتبة واحدة، وأعاد نظامها وترتيبها، فأنقذ بهذا العمل ضياع ثروة نادرة من المخطوطات النادرة، وكان الأساس للمكتبة الأزهرية العامرية، التي تعد أضخم مكتبة تضم المخطوطات في مصر بعد دار الكتب المصرية.

وفاته:

بعد أن استقال الشيخ النواوي من مشيخة الأزهر لازم منزله، يلتقي بأصحابه وطلاب العلم إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى في صباح الأحد 17 مايو 1925م.

مصادر :

1ـ شيوخ الأزهر، ج 2

2ـ شيوخ الأزهر، مجلس الشعب أو مجلس الشيوخ

الكاتب

  • حسونة النواوي مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide






حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان