كيف رسم الفنانون الإيرانيون على بن أبي طالب في لوحاتهم؟

وقع الاعتراف على أن بورتريه الوجه ذي الملامح المحددة شعبيًا هو لعلي بن أبي طالب، بحجة بعض الروايات، ومنها روايات الشيعة الزيدية التي زعمت أن رأس الحسين بن علي بن أبي طالب قد أودع عند راهب بالقرب من الكوفة، على افتراض أنه يشابه أباه على بن أبي طالب، فبعد أن رأي الراهب أنوراً  تسطع من الرأس في الليل، سأل عن صاحبه، فقيل له هو الحسين بن علي، فتوسل إلى حامل الرأس وأعطاه مبلغًا من المال لجعل الرأس بضيافته في تلك الليلة، فقبل الموكل به، فأخذه الراهب ووضعه أمامه وأخذ يبكي ثم أسلم، وحاول أن يرسم ملامح الرأس فرسم صورته على رقّ غزال.

شاكر لعيبي مؤلف كتاب “تصاوير الإمام علي مراجعها ودلالتها” يميل إلى أن هذه الرواية قد تكون مخترعة.

وأشار إلى أن المراجع الدينية ترى أنها صور تخيلية لكن لا بأس باقتنائها، أما زيدية اليمن يعتقدون أن الصور المبثوثة في أوساط شيعية هي من نتاج خيال أحد الفنانين الذين تصوروا هيئة الأئمة الشيعة على أساس ما ورد في بعض الروايات، فهي مجرد تخيلات فنان أكثر من كونها تعبيرًا عن الحقيقة .

ويرى “لعيبي” أن  بداية الرسوم والتصاوير تمت بصلة للفترة الصفوية، لكنها أخذت شكلها النهائي في الفترة القجارية، فقد رسم وجه الرسول الكريم “محمد” في بداية المدرسة الأصفهانية دون أن يغطى بحجاب، ولم يظهر الحجاب إلا في نهاية المدرسة الأصفهانية.

ظهر الرسم المذهبي في بداية العهد القجاري، واشتهر بخصائص منها رسم صورة للإمام علي من قبل محمد إسماعيل.

سيد عرب

نشرت مجلة الهلال أول يناير 1971 بمناسبة إعدادها ملف عن “الإسلام والمسرح”  ثمانية أعمال فنية للرسام الإيراني سيد عرب، لكن الأعمال لا تقدم صورة للإمام علي بل لأحداث واقعة الطف، وشجاعة القاسم، وموت على الأكبر الابن البكر للإمام الحسين، والعباس يذهب للفرات بحثا عن الماء، وموت على الأصغر، وشجاعة الحسين يوم واقعة الطف في كربلاء وصورة للعباس على فرسه يخوض في ماء الفرات، ورغم أنها لا تتعلق بالإمام علي فإن البورتريهات المقدمة للشخصيات هى نسخ متشابهة بمقادير متفاوتة مع بورتريه الإمام علي المعروف شعبيًا.

يؤكد الكاتب شاكر لعيبي أن مجلة الهلال المصرية قد أخطأت في كتابة اسم سيد عرب على أنه “سيد عزب”، لجهل المحرر أن حرف العين موجود بأسماء العلم الفارسية وإن اسم “عرب” العربي مستحيل الورود في الثقافة الفارسية.

حسن إسماعيل زاده

رسم الفنان حسن إسماعيل زاده الإمام علي في واقعة “خيبر”، كما له لوحة أخرى صور فيها الإمام علي وزوجته وابنيه.

حسين قوللر آغاسي

اهتم الفنان الإيراني حسين فرزند علي رضا قوللر آغاسي  بالرسم المذهبي، فهو يعتبر في الأوساط الإيرانية أستاذًا في التصوير والنقش والرسم وتصميم القاشاني، رسم الشاهنامه وواقعة كربلاء.

خلط حسين قوللر آغاسي بين أبطال الشاهنامه وأبطال واقعة الطف، سواء على المستوى الأسلوبي أو على صعيد الفكرة التي لا بد أنه يحتفظ بها عن تاريخ إيران السياسي والاجتماعي والثقافي، كأن الشخصيات في أعماله كما يقول شاكر لعيبي في كتابه “تصاوير الإمام علي مراجعها ودلالتها”، تؤدي مواقف مسرحية تقليدية.