همتك نعدل الكفة
723   مشاهدة  

حكم بالإعدام ومنع من الغناء.. أشواك في حياة وردة الجزائرية (٢)

وردة الجزائرية


 

عشقا بعضهما كثيرًا، ومرت قصة حبهما بتفاصيل مأساوية، فكلاهما مر بتجربة زواج سابق، وكلاهما ضحى بشيء من حياته لأجل الآخر وبحثا عن النهاية المثالية لتلك القصص، تقدم بليغ إلى والد وردة بطلب الزواج منها ولكنه رفض لأنه فنان، هذا الرفض أثر على مشاعر بليغ ودفعه لكتابة مطلع أغنية “العيون السود” التي أكملها الشاعر محمد حمزة، ولحن لأم كلثوم أغاني قيل إنها تحمل رسائل إلى وردة الجزائرية ، مثل: “بعيد عنك” و”سيرة الحب” حتى إن كوكب الشرق قالت له مازحة في إحدى المرات :” إنت بتستخدمني كوبري يا بليغ عشان توصل للبنت اللي تحبها”!.

 

قصة حب عنيفة مع بليغ حمدي

ولكن بعد طلاقها من “قصيري” سافرت لتلتقي بـ “بليغ” ويعلنان زواجهما في عام 1973م، واستمر هذا الزواج لمدة 6 أعوام شهد لحظات متباينة في علاقة الطرفين، كان بليغ أحيانا يقسو على وردة بقصد أو من دون قصد، وكانت تتحمل طيشه حتى فاض صبرها وحدث الانفصال عام 1979م، ورغم فشل الزواج فإن الثنائي الفني قدما روائع مثل “وحشتوني”، “بودعك”، “لو سألوك” ،”ليالينا”، “بلاش تفارق”، “اشتروني” وغيرها من الأعمال.

أزمتها في عصر السادات

في عهد الرئيس السادات، قامت وردة بالغناء في ليبيا لمعمر القذافي في فترة التوتر التي شهدتها العلاقة بين مصر وليبيا، واعتبرها السادات تصرفا غير لائق فمنعها من الغناء قائلا: “قرصة ودن لبنتنا حتى ما تكررش ده تاني” إلا انه بعد فترة طلب من وزير الثقافة حينها عبدالمنعم الصاوي السماح لوردة بالعودة للغناء”.

في عام 1977م، قامت وردة بإهداء أغنية خاصة للرئيس الليبي “معمر القذافي” في احتفالات الثورة الليبية، بعنوان “إن كان الغلا ينزاد”، و”صلي ع النبي يا مصلي” وذلك وقتما كان التوتر بين مصر وليبيا على أشده، وقال السادات وقتها “قرصة ودن لبنتنا عشان متتكررش تاني”، وسمح لها بعد فترة بالعودة للغناء مرة أخرى، وفسر غناءها للقذافي بأنه محاولة منه لاستفزاز السادات.

أزمتها في عصر مبارك

كانت وردة تُحيي حفلًا غنائيًا، حضر فيه مبارك و زوجته، و كبار رجال الدولة آنذاك، و أرادت وردة أن ترفع التكلفة بينها و بين الرئيس الأسبق، و قالت له مبتسمة: “خليهم يصقفوا لي يا ريس”، وأشارت للجنود قائلة “الريس بيقولكوا صقفوا”، مما أثار غضب سوزان مبارك، على الرغم من ابتسامة مبارك حينها، و الأسوأ من ذلك، عندما قالت وردة للرئيس مبارك:” أنا هغني أغنية جالك يوم، ده مش أنت، لكن أسم الأغنية كدة”، و ضحك حينها الرئيس الأسبق، ولكن سوزان مبارك كان لها رأي أخر حيث كان ذلك تعدي لكل قواعد البروتوكول العالمية، وتم اتخاذ قرار بمنع وردة من الغناء مرة أخرى، و هو ما تم تنفيذه.

بعدها صدر تقرير من أمن الدولة عن ورده يفيد أنها كانت في حالة سكر و مخمورة، و بالطبع هذه المعلومات غير صحيحة، و هذا ما تم كشفه بعد ثورة 25 يناير.

الحكم بالإعدام

كانت وردة الجزائرية هاربة طوال حياتها من حكم بالإعدام، ولم تظهر هذه القصة إلا بعد رحيلها بعام، حين ذكر ابنها “رياض القصري”، في مقابلة تلفزيونية عن صدور حكم قضائي من إحدى المحاكم الفرنسية بإعدام السيدة وردة بسبب دعمها للمقاومة الجزائرية بالغناء، والمفاجأة أن الحكم نفسه صدر على محمد فتوكي والد وردة بعدما أكدت التحقيقات تستره على مخازن سلاح تابعة للمقاومة، وقد اضطرا للهرب معاً إلى بيروت خوفاً من تنفيذ الحكم، وظلا في حماية عائلة والدتها اللبنانية العريقة يموت.

إقرأ أيضا
على الحجار

 

إقرأ أيضًا….دعوة لتقليل أعداد المُشوّهين نفسيًا

وفاتها

كانت وردة الجزائرية تعاني من أمراض عديدة، منها السكر والقلب والكبد الذي قامت بزراعته، وقبل وفاتها بأسبوع قامت بتركيب جهاز ضبط نبضات القلب في فرنسا، ويبدو أن جسد وردة لم يتحمل الجهاز حيث أصابها الوهن والضعف، وبعدها بأسبوع تحديدًا في يوم 17 مايو عام 2012م، سقطت على الرخام ونقلتها مرافقتها للفراش وأصيبت بانخفاض حاد بالدورة الدموية تسبب في ذبحة صدرية توفيت على أثرها، وأمر الرئيس الجزائري “عبدالعزيز بوتفليقة” بإرسال طائرة عسكرية لتحمل جثمانها إلى مثواه الأخير في مقبرة العالية بالجزائر العاصمة.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان