حميدو الفارس أشهر فتوات الإسكندرية .. لقبه الخديوي بـ “الفارس” و قدمه “فريد شوقي”
-
أحمد حمدي
كاتب نجم جديد
اسمه بالكامل عبد الحميد عمر واشتهر بـ حميدو الفارس ، قال شقيقه محمد لمجلة البوليس في 18 أغسطس 1957 عن لقب الفارس “حميدو صارع أحد عبيد الخديوي عباس حلمي الثاني فصرعه في الحال .. فأسماه الخديوى بالفارس”.
اقرأ أيضًا
فنان الشعب سيد درويش .. المغني في بلاط السياسة والساسة “عباس قبل سعد”
لم يكن مظهر حميدو الفارس يوحى بالقوة والشجاعة، فهو قصير القامة مكتنز اللحم ، وإنما كانت قوته تكمن فى جمجمته الصلبة القاسية يضرب بها خصمه فيصرعه فى الحال، وكان حميدو يسير فى شوارع حى بحرى والسيالة مرتديا السروال التركى الاسود وفوقه سترة واسعة وفوق رأسه طربوش مغربى يتدلى زره على أذنه ، يتبعه أنصاره وفى أيديهم العصى، وإذا ما رآه الناس لابد لهم أن يلوذوا ويلزموا بيوتهم خوفًا من شره ونجاة بحياتهم وإلا فى إنتظارهم العصى والروسيات السكندرية.
اشتهر حميدو بين أهل الإسكندرية بصرخته المفزعة، فكلما أراد شرا صاح بأعلى صوته “أنا حميدو الفارس” ثم يهجم على أي مقهى في الطريق ويحطم مقاعده ومناضده وأوانيه، ولم يكن حميدو يقوم بإجرامه إلا وهو ثمل، حتى إذا انتهى الأمر فى قسم البوليس يدونون شره بمحضر ” سكر وعربدة “، ويفرج عنه وعن أنصاره بالضمان الشخصي ، وكان البوليس فى ذلك العهد يخشون سطوته ويحسبون له ألف حساب، وكثيرا ما تجاهلوا تنفيذ الأحكام الصادرة ضده بالحبس أو بالغرامة .. حتى لا يوقع بهم أو يعمد إلى تحطيم أقسام البوليس أو الاعتداء على رجاله.
أنشأ حميدو فى أخريات أيامه قهوة على الميناء الشرقى ، ولم يكن أحد من الزبائن يقترب منها أو يجرؤ على الجلوس فيها خوفا على حياته ، فحميدو زبونها الوحيد ، يجلس أمامها وفى يده الشيشة ، ولم يكن هذا يسئ لحميدو فى شئ ، لأنه مكن له من الإجتماع بمهربى الحشيش الذين اتخذوا منه حاميا .. وفي قهوة حميدو عقدت صفقات الحشيش التى بلغت عشرات الألوف من الجنيهات ، وكان يتقاضى عمولة من الصفقات ، توفى حميدو بعد 71 عام من الفتونة و الاجرام ، استثمرت السينما شخصية الفتوة حميدو فى فيلم ” حميدو ” تأليف وبطولة فريد شوقى عام 1953.
الكاتب
-
أحمد حمدي
كاتب نجم جديد