بعد الخلاف الأخير بينهما، هل فقد عمرو مصطفى نفوذه في شلة عمرو دياب للأبد؟
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
أنا هدخل الأول وبعد ما الأمور تستقر هسحبكم واحد واحد معايا، هذا هو قانون الشلة في بلدنا، ، فمن يحصل على عقد عمل بالخارج أو في مكان مرموق ، تتعلق اّمال الشلة به، هناك من يوعد ويوفي وهناك من ينسى وعوده بل وينسى الشلة بالكامل.
في مضمار الأغنية يظل مفهوم الشلة هو الذي يحكم وينظم العلاقات بين الفنانين، البعض يراعي العشرة وأصول الشغلانة والبعض يترك نفوذه في السوق الغنائي هي التي تحكم، وتأتي في النهاية الجماهيرية التي لا يعول عليها كثيرًا، وهناك فئة تتسلل إلي الشلة عبر أحد أقطابها الكبار، سرعان ما يثبت نفسه بداخلها ويصبح مركز قوة بل وقد يصل الأمر إلي طرد من كان سببًا في دخوله إليها من البداية.
قد ينظر البعض على أن فترة الثمانينات والتسعينات على أنها أكثر الفترات التي كانت تحكمها الشلل، إلا أن أهم ميزاتها أن كل شلة لم تكن تحارب الأخرى حربًا ضروسًا كالتي نراها الأن، بل أن كل شلة كانت تجلس على ضفتها غير عابئة بما يحدث على الطرف الآخر من نهر الغناء، وأحيانا كان يتنقل البعض بين الضفتين بأريحية شديدة ودون مشاكل، فنجد احمد الحجار المحسوب على طرف الموسيقى الجاد يتعاون مع حميد الشاعري وهشام عباس وأنوشكا من الطرف الأخر دون أن ينال ذلك من قيمته داخل شلته، وطارق مدكور يتعاون مع منير ثم يعود لدياب وفؤاد دون أن ينبذه أحد من الشلة.
في أواخر التسعينات بدا وأن هناك متسعًا لدخول أعضاء جدد في شلة موسيقي الجيل ونجوم البوب التجاري، فظهر محمد رحيم وعمرو مصطفى سرعان ما جلبا الأصدقاء واحدًا تلو الأخر، بحلول أعوام قليلة واعتزال أغلب وجوه الشلة القديمة، سيطرة تلك الشلة على السوق الغنائي بل وانقسمت على نفسها لشلتين الأولى بقيادة رحيم والثانية بقيادة عمرو مصطفى.
تلك المقدمة التي طالت كانت ضرورية جدًا لمحاولة فهم سر انقلاب عمرو مصطفى المعتاد على كبيره في الشغلانة “عمرو دياب” بعد سلسلة المنشورات التي هاجمه فيها حتى وان لم يسميه صراحة، لكن الجميع يعرف أنه يقصده هو، وأن عمرو مصطفى لا يحاول لفت إنتباه أي نجم سوي نجمه المفضل والأثير، بل وأصبحت العلاقة بينهما مازوخية الطابع حيث يتلذذ عمرو مصطفي بتعذيب دياب له، حتى وأن حاول أن يتظاهر بالسيطرة على أعصابه وأنه لا يبالي.
إقرأ ايضًا ….. محمد رحيم وعمرو مصطفى وقصة الصراع بين الموهوب والمصنوع
الخلاف الأخير بينهما ليس الأول ومرشح ألا يكون الأخير، لكن سنعود بالذاكرة للوراء لسنوات ما قبل ثورة يناير حيث حدثت المشكلة الكبرى مع روتانا والتي انفردت حقوق الأداء العلني للشعراء والملحنين مما أدى الى انسحاب جزء كبير من شلة عمرو دياب تاركينه يبحث عن وجوه جديدة، ومنهم عمرو مصطفي الذي رضح لقانون الشلة وانسحب معهم لكن قبل الأنسحاب كان قد قدم له الشاعر تامر حسين في آخر تعاون بينهم في ألبوم “وياه”
عندما حدثت ثورة يناير ترك عمرو مصطفي التلحين مكرسًا وقته للظهور في البرامج بصفته محللًا سياسيًا متمسكًا برأيه أنها مؤامرة متفاخرًا بانتمائه إلي جماعة أنصار المخلوع مبارك، ، فتارة يلبس عباءة طلعت زكريا ويسب الثوار، وتارة يلبس عباءة أحمد سبايدر وسامح ابو عرايس في فك شفرات الماسونية عن طريق تحليل الإعلانات، ومنها إعلانات احدي شركات الإتصالات وأخرى للمياه الغازية، ولا يخفي على أحد أن المقصود بالهجوم لم تكن الشركتان بالأساس لكن الوجه الدعائي للشركتين الهضبة عمرو دياب في محاولة معتادة منه إلي لفت انتباهه.
بدوره انقذ تامر حسين عمرو دياب من تلك الورطة بتوسيع الشلة وإدخال وجوه جديدة في التلحين مثل إسلام زكي و أحمد حسين وأحمد صلاح حسني، واعتمد دياب على نفسه في تلحين أغلب أغنيات ألبومه “بناديك تعالي” ثم قرر التفتيش في دفاتره القديمة باستدعاء خليل مصطفى وعادل عمر من جديد، تحركت المركب قليلًا لكن بدأ الجمهور يتحفظ على نوعية الاغاني التي يختارها دياب، حتى رضخ أخيرًا وقرر المصالحة بينه وبين الشلة المنسحبة برعاية تركي أل شيخ في ألبوم “معدي الناس”.
سارت الأمور بشكل طبيعي بعد المصالحة لكن حاول عمرو مصطفي ألا يظهر بشكل متناقض في آرائه فيهاجم نفس شركة الإتصالات التي اتهمها بالماسونية في السابق بعدما استعمل دياب لحن أغنية يتعلموا في اعلان لها، ثم تارة يخرج علينا ليعلن اعتزاله التلحين لدياب مكتفيًا بما قدمه، ثم يعود بعدة أغنيات من إنتاج الشئون المعنوية متعللًا بأنه لا يرفض نداء الوطن، سرعان مايشاهده دياب بالصدفة في لقاء صباحي متلفز، يمدح فيه فيستدعيه إلي بيته لينهي الخلاف بينهما، كل أمور توضح شخصية عمرو مصطفي الذي لعب مع الأسد في ألبومه الأخير لكنه لا يقوى على الصمود أمام الهضبة.
هذا التناقض العبثي والتصرفات الطائشة جعلت دياب لا يعتمد كلية على عمرو مصطفي المتذبذب في آرائه صاحب المزاج المتقلب، فقرر توسيع الشلة في ألبومه الأخير “سهران” بالعودة مرة أخري لطارق مدكور ونادر حمدي، ثم ظهور عزيز الشافعي الذي حقق نجاحات كبيرة مع آخرين، وتقلص دور عمرو مصطفي الذي وجد منافسًا يأكل من نصيبه في الألبوم بل ويكتب بعض أشعاره بنفسه ويسمى دياب Hit الألبوم على أغنيته، وسط أقاويل ترددت بين أوساط الشلة أن هناك مقابلًا دُفع من الشافعي حيث تنازل عن بعض الأشعار التي كتبها لتكتب بأسم شخص غيره حتى ينال عضويتها، ويمكن التأكيد علي تلك المعلومة بالرجوع إلي كل أغانيه مع عمرو دياب فيسهل معرفة الأغاني ومن كتب اسمه عليها بدلًا منه، كلها أمور اثبتت أن هناك زعيمًا جديدًا نصب على شلة عمرو دياب .
زعيم الشلة الجديد تامر حسين كان قد تدخل لفض الخلاف بينهما في السابق بسبب الإعلان، وكانت الترضية مقبولة لعمرو مصطفى بأن يكون هو صاحب أغنية الإعلان القادم، لكنه تفاجئ بظهور الشافعي ملحنًا لها، وهو الأمر الذي اغضبه فحاول أن لا يظهر وكانه “منفسن” بمدح الأغنية سرعان ما بدل كلامه وحذف المنشور وبل وكتب منشور جديد يتبرأ فيه من المنشور السابق وأنه لن يستطيع النفاق أكثر من ذلك رغم أنه فعلها كثيرًا قبل ذلك، وسيطرة نبرة الغضب على منشوراته الأخيرة فتارة يمدح أغنية “بالبنط العريض” واصفًا إياها برقم واحد على سينجلات الصيف رغم عدم تصويرها في إشارة إلي “أماكن السهر” التي كان يطمح في تلحينها، ثم يهنئ سعد المجرد بأغنيته “عدى الكلام” بوصفها في المرتبة الثانية بعد أغنية الجاسمي.
في النهاية فطن أنه أصبح بلا نفوذ داخل الشلة وأنها انتقلت تدريجيًا إلي من أدخله إليها من البداية “تامر حسين” الذي بدوره أدخل منافس صعب أقوى منه فنيًا مثل “الشافعي” فقرر أن يتبنى العديد من الوجوه الجديدة بأن وضع تيمة لحنية طالبًا الشعراء الجدد الكتابة عليها، وهو ما يوحي بأنه بصدد تكوين شلة جديدة يكون هو النجم الأوحد فيها مما يسهل السيطرة علي أعضائها.
زي ما وعدتكم (التيمه )هيكتب عليها الشعراء و ييعتوهالي inbox.. و بعدها نختار صوت جديد يغنيها و بعدها نختار موزع جديد يوزع الأغنيه…جيل جديد قريباً.بالتوفيق ❤️
Geplaatst door Amr Mostafa op Zondag 30 augustus 2020
إقرأ أيضا
وبرغم كل ذلك لم تتوتر العلاقة بينه وبين الزعيم الجديد حيث كتب له إعلان مدينة الجلالة السياحية الذي لحنه وغناه بنفسه، وبرغم محاولات الزعيم الجديد فض الخلاف بينه وبين الهضبة إلا أن عمرو مصطفي ادرك أن الخلاف لم يعد مع الهضبة وحده بل مع زعيم الشلة، وتطور الخلاف بينهما إلي تراشق وتطاول في مكتبه، خرج بعدها ليعلن في عدة منشورات أنه قام بحظر كل من له صلة بدياب وأنه بالبلدي كده راحت عليه بل وذكر اسماء ثلاثة فنانين كانوا اصحاب فضل كبير عليه ولم يستغلوا موهبته دون ذكر دياب أول من قدمه إلي الوسط، معلنًا عن مفاجأت في الأيام القادمة.
في ظل كل تلك التطورات يحتفظ دياب كعادته بالصمت لأنه يملك مفاتيح عمرو مصطفي ويعرفه أكثر من نفسه ويدرك تمامًا أنه الطرف الأقوى في تلك العلاقة الفنية، في ظل إنتشار معلومات عن تعاون دياب مع المطرب والملحن تامر عاشور، وهو ما زاد من جنون عمرو مصطفى الذي رد بمنشور حتى لو غنى الإطلال راحت عليه برضه، فنال هجومًا شديدًا من محبي عمرو دياب فهدد بحظرهم من صفحته.
أكاد اجزم أن عمرو دياب يجلس حاليًا في شرفة منزله يسخر من سيل المنشورات المتدفق على صفحة “جنو” مستمتعًا بأغنية محمد محى “اتكلم عليا” وبالأخص الكوبليه الذي يقول “لو كنت نسيتني مكنتش تفضل تشغل روحك بيا يا حبيبي ماكنتش هتجيب سيرتي وتفضل تغلط فيا بس انت بتهرب منى بتحاول تبعد عني وبتحلم ترجع ليا”
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال