همتك نعدل الكفة
743   مشاهدة  

رحلة السجائر في مصر .. مضغها المصريون ثم دخنوها على يد الفرنسيين

السجائر


وصلت رائحة الدُخان إلى أول المستكشفين الأوروبيين الذين وصلوا إلى أمريكا، وعلموا بطقوس الكهنة المحليين في تدخين نوع من الزرع يُدعى “التبغ” يُصيبهم بالنشوة، وبعد أعوام قليلة، تحديدًا في أوائل القرن السابع عشر، تحوّل التبغ على أيديهم من سلعة قليلة التوزيع تخص المتعة الذاتية، إلى سلعة تُعرف باسم “الذهب البُنّي”، وقتها حمل الفرنسي “جان نيكوت” (المنسوب إليه لفظ النيكوتين) التبغ إلى فرنسا، ومنها إلى إنجلترا ثم الدول الأوروبية والإفريقية، من ضمنها مصر.

محمد علي تاجر الدُخان ومؤسس مصر الحديثة

ولد محمد علي باشا في مدينة قولة شمال اليونان عام 1769 لأسرة ألبانية، وعمل في تجارة الدُخان (التبغ) وهو فتى، ووصل إلى مصر في بداية القرن التاسع عشر، واحتكر زراعة التبغ بعد أن كان سُكّان الفيوم يزرعونه بعدما جاء من فرنسا أثناء الحملة الفرنسية على مصر، وظل المصريين يمضغونه حتى وصل اليوناني “نستور جياناكليز” عام 1864، وافتتح مصنعه بعد وصوله بما يقرب من 5 سنوات، ليُدخن المصرييون التبغ ملفوفًا في ورق ويُعرف باسم “السجائر”.

بعدها، تأسس مصنع “كيريازي فريريز” الذي يُغطي مساحة 3000 متر مربع من منطقة سوق التوفيقية بالقاهرة على يد الأخوة كيريازي في أواخر القرن التاسع عشر، وانتشرت سجائر كيريازي فريريز حول العالم من الشرق الأوسط إلى أوروبا، وظلت السجائر الأجنبية منتشر في السوق المصرية إلى أن ظهرت الشركة الشرقية للدُخان.

الشركة الشرقية للدُخان والخواجة ماتوسيان

تأسست الشركة الشرقية لإنتاج الدُخان عام 1920 بمرسوم من السلطان أحمد فؤاد، وبرأس مال وصل إلى 25 ألف جنيه، لمُحاربة السجائر الأجنبية في السوق المصرية، في نفس الوقت تقريبًا، أسس الأخوة “ماتوسيان” الأتراك شركة تبغ باسمهما وعمل بها ما يقرب من 70 ألف عامل من أصول أرمانية، ووُزِعت سجائرهم في مصر والسودان وإثيوبيا وغيرهم، مما أشعل الحرب بينهم وبين الشركة الشرقية.

بحسب مقال نُشر في جريدة المصري اليوم عام 2015، قابل الرئيس جمال عبد الناصر “ماتوسيان” صاحب الشركة بعد تأميمها، في معرضٍ للسجائر عام 1961، وطلب منه إنتاج سجائر في نفس جودة سجائر “كينت”، فأنتج أكثر السجائر إنتشارًا في مصر “كليوباترا”، قبل أن تندمج شركة “ماتوسيان” مع الشركة الشرقية للدُخان، وتصبح المسؤولة عن إنتاج سجائر كيلوباترا وأنواع أخرى مختلفة.

إقرأ أيضا
مدحت صالح

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان