روبن ويليامز.. كيف تسمح للظلمة أن تأكل روحك المرحة

في 21 يوليو من العام 1951 ولد الكوميديان والممثل الأمريكي الراحل روبن ويليامز ، ومنذ ستة أعوام رحل عن دنيانا فجأة بعد أن أقدم على الانتحار.

الظلمة

الحديث عن روبن ويليامز طويل ومتشعب فالممثل المليء بالطاقة والحيوية والذيي استطاع تجسيد شخصيات حيوية ومليئة بالطاقة مثل شخصياته في أفلام فلابر وجومانجي وهوك علاء الدين، هو نفسه الشخصية المحبطة مدمن الكحول والمخدرات الذي ظل مدمنا لعقدين من الزمان بل في العام 2014 وهو نفس عام انتحاره دخل إلى مصحة نفسية لعلاج الإدمان قبل 4 أشهر فقط من انتحاره.

الظلمة كانت تطارد روبن ويليامز منذ طفولته فلم تكن حياته طبيعية أو منظمة على الإطلاق بل كانت حياة رحالة ورغم مهاراته الاجتماعية ولكن بسبب تنقلات والده الكثيرة فكان يتنقل كثيرا من مكان لآخر دون تكوين حياة اجتماعية مستقرة أو طفولة سعيدة، لذا وجد الته في أصدقاء متخيلين كان يحادثهم دوما ويبني معهم حوارات كثيرة ما فجر طاقة الارتجال لديه وهي الطاقة التي استغلها فيما بعد سواء على المسرح أو في تمثيل الأدوار أو حتى في عروض كوميديا الارتجال.

كان روبن ويليامز مختلفا في عروضه الارتجالية والكوميدية لذا بزغ نجمه بسرعه ومعها تعرف على المخدرات التي كانت تجنبه الإرهاق لليالي طويلة وتجعله متحمسا لأداء عروضه الكوميدية الناجحة والتي ساعدته على الانتشار، كما أن العديدن كانوا راغبين في التقرب منه والإغداق عليه بالمخدرات، بخلاف علاقاته النسائية المتعددة والتي هددت علاقته بزوجته الممثلة فاليري فالردي والتي تزوجها في العام 1978 وانفصلا في العام 1988، بسبب الإدمان والعلاقات النسائية المتعددة، هذا بخلاف فشل مسلسله الأول “Mork & Mindy” وإلغائه عام 1980.

الظلمة طاردت روبن ويليامز بعد ذلك كثيرا فشل في أدوار سينمائيه، حتى عرض عليه في العام 1987 الدور المحوري في فيلم Good Morning, Vietnam والذي رشح عنه للأوسكار ونال عنه جائزة الجولدن جلوب واستمر في مرحلة جيدة من التعافي حتى أنه نال جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم Good Will Hunting في العام 1997، ولكن فجأة ودون مقدمات يكتشف الجميع عودته للمخدرات في العام 2006 ويدخل مصحة نفسية مرة ثانية للعلاج من الإدمان وتعود الظلمة مرة أخرى لتنال منه، وبعد تعافيه ينفصل عن زوجته الثانية مارشا جارسيس.

وكشفت خبيرة المكياج الخاصة به شيري مينز، أنه أثناء تصوير دوره في الجزء الثالث من فيلم “ليلة في المتحف” في العام 2014 أنه كان يبكي بين يديها يوميا لأن ذاكرته لم تعد على ما يرام وكان الاكتئاب يسيطر عليه يوما بعد آخر، حتى أن أحد أصدقائه المقربين اقترح عليه العودة لعمل كوميديا ارتجالية على أحد المسارح القريبة ولكه بكى قائلا، “لا أعرف كيف، لا أعرف كيف أكون مضحكا بعد الآن”.

وفي أيامه الأخيرة تقول زوجته سوزان شنايدر بدأ يشكو من عسر الهضم ، ومشاكل في التبول، وأرق، وفقدان لحاسة الشم وحرقة في الإخراج، كما ظهر رعشة خفيفة في يده اليسرى، مما نسب إلى إصابة في الكتف.

وبدأ ويليامز في فقدان الوزن وأصبح صوته المزدهر مرتشعا، وانحنى ظهره. وهو ما لاحظه المنتجون وزملائه.

يقول بيلي كريستال أحد أقرب أصدقاء روبن ويليامز لقد وجدته ضعيفا وهادئا على غير العادة، وعندما رأني بكي وقال لي أنا سعيد للغاية برؤيتك أنت تعلم أنني أحبك، وهو الأمر الذي وصفه كريستال بأه كان قاسيا للغاية.

بعد هذه الحادثة بأيام تم تشخيص ويليامز بإصابته بمرض باركنسون وهو اضطراب تنكسي يضعف الأداء الحركي، وطمأنه الأطباء أنهم بإمكانهم السيطرة على المرض، ولكن كانت هناك مشكلة أخرى يواجهها ويليامز وحده وهي فقدان الذاكرة وقدراته العقلية وفي أغسطس من العام 2014 انتحر روبن ويليامز في البداية قرر قطع شرايين يديه ولكنه فشل ثم جاء بأحد الأحزمة وربطها في السقف وشنق نفسه بها، لتنتهي حياته عن عمر ناهز 63 عاما، لتنتصر الظلمة.

إقرأ أيضا

درس السوبر المصري .. خطوتان ضروريتان للخلف!

الحكاية لم تنته

بعد 3 أشهر من وفاته جاء تقرير الطب الشرعي ليؤكد أن روبن ويليامز لم يكن مريضا بمرض باركنسون، ولكنه كان مريضا بأحد أنواع الخرف والذي يشبه في أعراضه مرض باركنسون وأحد أعراضه هو الاكتئاب والرغبة في الانتحار.

يقول بيلي كريستال: لقد وضعت نفسي مكانه، وتصورت عيش بقية حياتي بمرض باركنسون، بمثل ما كانت تأتي الطرائف الكوميدية في رأسه كان الرعب يأتي من عيش هذه الحياة لا أستطيع تخيل عيش حياتي هكذا وأعتقد أنه أيضا لم يتخيل كيف يمكنه قضاء بقية عمره بهذا الشكل.