3٬051 مشاهدة
زيوس ثور أبيض.. قصة تمثال الأشرعة البيضاء ( تمثال السلسلة)
تحول زيوس لثور أبيض عندما مل من حياته مع زوجته، فاختار أوروبا ابنة حاكم المدينة لأنها كانت جميلة، وكعادته عندما يمل من شجاره مع زوجته ربة الأرباب هيرا ينظر إلى البشر من مكانه في السماء ويتخير أجمل النساء ليقضي معهن متعته.
أوروبا التي كانت منطلقة وومرحة وجميلة ولا تكف عن الخروج إلى الشاطئ مع ثيران أبيها التي كانت كلها سوداء اللون، إختارها زيوس كبير الآلهة وقرر الفوز بها، فنزل من علياءه إلى الأرض على هيئة ثور شاهق البياض ودخل وسط قطيع الثيران السوداء، وجذب إليه تلك الفتاة الرائعة بهيئته المميزة واللافتة للنظر، أقبلت عليه أوروبا وقد راق لها، وعندما اطمئنت له كان مبتهجا بها، وحين داعبته طلب منها أن تعتلي ظهره، ففعلت مسرورة، نزل الثور بها مسرعا للبحر ووصل بها إلى جزيرة كريت، وهناك عاد لهيئته كرب الأرباب وبقي معها، وما كان لها أن ترفضه، فهو القوي العظيم الذى تخضع له كل الآلهة وجميع البشر، وأنجب منها ثلاثة أبناء، أخذهم جميعًا إلى الأرض القريبة واستقروا بها، تلك الأرض التى حملت اسم اسمها قارة أوروبا الآن.
تعرفت على تلك القصة من خلال رواية الإسكندرية في غيمة للقاص والروائي إبراهيم عبد المجيد، والقصة هي للتمثال المستقر أمام القبة السماوية لمكتبة الإسكندرية في ميدان السلسلة بالأزاريطة في منطقة الشاطبي بالإسكندرية للفنان العظيم والنحات فتحي محمود، الذي بدأ في نحت هذا لتمثال عام 1962 وأنهاه في عام 1968، وأهداه لمعشوقته الإسكندرية.
التمثال يجسد ثور يحتضن امرأة جميلة وفاتنة أشبه بعروس البحر بجسدها المموج مثل مياهه، واللون الأبيض هو النور الذى تبادلته الإسكندرية مع أوروبا، أما الأشرعة فهي تجسيد لإمتزاج الحضارة اليونانية والرومانية بحضارة منارة الدنيا لأكثر من ستة قرون، إبنة اليونان الذين قدموا من أوروبا، الإسكندرية.
فالعلاقة بين الإسكندرية وأوروبا علاقة عظيمة على مر عصور التاريخ، بدأت باليونان الذين مثلهم زيوس، واستمرت مع كل من كان يعبر البحر المتوسط من هناك أو يذهب إليها عن طريقه.
شيخ الساخرين وفيلسوف الغلابة وصانع البهجة .. هل تذكره ؟!
الكاتب
ما هو انطباعك؟
