همتك نعدل الكفة
184   مشاهدة  

“سينما باب الحديد” مشروع قومي لحفظ التراث السينمائي وتحويل القطارات إلى متاحف متنقلة

باب الحديد
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



للوهلة الأولى قد تبدو العلاقة بين السينما المصرية والسكك الحديد ثانوية، ليست أكثر من موقع تصوير صادف وتكرر في عدة أفلام. “سينما باب الحديد” مشروع يلقى الضوء على ثروة ثقافية وفنية مشتركة لا يلتفت إليها الكثيرون. مشروع وطني أطلقه الكاتب عربي كمال لتطوير متحف السكة الحديد، وتحويل قطارات الهيئة إلى متاحف متنقلة تعرض جزء هام من الإرث السينمائي المصري. 

رحلة طويلة كانت أرصفة وقطارات سكك حديد مصر خلالها بطل الشاشة الفضية في عشرات الأفلام، على رأسهم “باب الحديد” للمخرج الراحل يوسف شاهين، رابع أهم فيلم في تاريخ السينما المصرية. مرورًا بأفلام مثل سيدة القطار بطولة ليلى مراد ومن إخراج يوسف شاهين أيضًا، وحتى أفلام حديثة مثل بطل من ورق بطولة ممدوح عبد العليم وآثار الحكيم ومن إخراج نادر جلال، وآخرهم كان الفليم الدرامي ساعة ونص والذي دارت أحداثه بشكل رئيسي على متن قطار الصعيد وأخرجه وائل إحسان. 

باب الحديد
بوستر فيلم سيدة القطار

هكذا تتضح أكثر العلاقة بين ثاني أقدم سكك حديد في العالم (1851م)، والسينما في بلد كانت المحطة الثانية أيضًا لأول عرض سينمائي في التاريخ على يد الأخوين لوميير عام 1896م. من هنا قدم الكاتب عربي كمال مشروعه إلى رئيس مجلس إدارة سكك حديد مصر؛ في محاولة لتخليد هذا الإرث حيث ينتمي في متحف هيئة السكة الحديد، ثاني متحف سكة حديد تم تأسيسه على مستوى العالم في العام 1933م. صدفة غريبة جعلت مصر تحتل المركز الثاني في ثلاثة أشياء جمع بينها مشروع سينما باب الحديد. 

ترميم وتوثيق سينما باب الحديد في قسم خاص بمتحف الهيئة

باب الحديد
ميدان باب الحديد زمان (رمسيس حاليًا)

المشروع استمد اسمه من باب الحديد، الاسم الأقدم للميدان الذي تطل عليه محطة قطارات رمسيس حاليًا، على غرار يوسف شاهين حين أراد تسمية فيلمه. ويطمح لتأسيس قسم جديد داخل متحف الهيئة ليضم الأرشيف السينمائي المرتبط بالسكة الحديد، من (أفيشات، وصور، ومراسلات، ومقالات، وكتب، ونسخ من الأفلام أيضًا). الأمر الذي قام به بالفعل متحف السكك الحديد الأمريكي منذ سنوات. 

كما تشمل الفكرة مقترحًا لعرض أجزاء من هذا التراث على متن القطارات نفسها؛ مما يتيح الفرصة لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية والترويج للمتحف، والتعريف بجزء هام من التاريخ السينمائي لمصر. جزء كبير من تاريخ الأمم تخلده السينما، والاعتزاز بهذا التاريخ أمام السياح من شأنه أن يفتح الباب أمام السياحة السينمائية التي نمتلك مقوماتها بل ونتميز بها. 

“صيانة للذاكرة وحفظ للتراث” هكذا وصفت الكاتبة الكبيرة، عبلة الرويني، المشروع الطموح الذي عرضه كمال على رئيس مجلس إدارة الهيئة، ووجد استحسانًا كبيرًا وإشادة من الجهات المعنية. إلا أنه لا يزال فكرة وليدة تواجه صعوبات، تتمثل في عدم وجود أرشيف أو خبرات متخصصة في الهيئة للعمل على إقامة قسم هام يفتقده المتحف.  

إقرأ أيضا
غزو الكويت

وهو ما جعل كمال يتوجه لمناشدة السيد رئيس الجمهورية، ووزراء الإعلام والثقافة، والجهات المختصة بحفظ تاريخ السينما، إضافة إلى الأفراد المالكين لحقوق عرض هذا التراث، وكل من يهمه الأمر؛ للمساعدة في إنجاح مشروع قومي يسعى لحفظ التاريخ السينمائي المشترك مع هيئة السكك الحديد. 

الكاتب

  • باب الحديد إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان