همتك نعدل الكفة
153   مشاهدة  

“شاعر البطيخ” .. النقاد في مواجهة مرسي جميل عزيز بسبب “بلدي يا بلدي”

مرسي جميل عزيز
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



إن شئت قُل : “مهندس الأغنية العربية”، أو “فارس الأغنية”، أو “جواهرجي الكلمة”، أو أشهرهم “شاعر الألف أغنية”، الرجل الذي لم تتقزّم موهبته في الشعر الغنائي بالرغم من تعدد تجاربه، التي ظلت كلها لامعة مع كل عظماء الطرب تقريبًا، بدءا من كوكب الشرق أم كلثوم، إلى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، حتى جارة القمر السيدة فيروز، لجميع صناع الأغنية ومطربيها في القرن المنصرم .. إنه الكبير “مرسي جميل عزيز” وعلى الرغم من أن الأقلام النقدية امتدحت كثيرًا فيما كتب، إلّا إن أيادي النقد أيضًا قد طالته بسبب أغنية “بلدي يا بلدي”، الذي كتبها هو، ولحنها كمال الطويل، وكان نجمها عبد الحليم حافظ.

 

وفي مديح مرسي جميل عزيز، قال الناقد عبد الفتاح البارودي في جريدة الوفد 9 فبراير 1987 والذي كان غاضبًا من الاحتفال بذكرى وفاته بشكل روتيني، فكتب:  الشاعر الغنائي مرسي جميل عزيز تمر ذكراه اليوم، فكيف سنحتفل بها؟ .. أنا أقدر الجهود التي تبذلها البرامج الإذاعية والتليفزيونية في الاحتفال بذكرى أدبائنا وفنّانينا الراحلين، مثل برنامج محمود كامل (ألحان زمان) وبرنامج عبد الحميد توفيق زكي (ألحان للذكرى) وغيرها من البرامج الإذاعية. وأيضًا البرنامج التليفزيوني (شموع) الذي تقدمه سهام صبري وتخرجه ثناء محروس، ولكن إلى جانب هذه البرامج أريد أيضًا أن تعقد ندوات في مختلف الهيئات الأدبية والفنية لتقييم أعمال الأدباء والفنانين الراحلين .. لماذا؟

الشاعر الغنائي مرسي جميل عزيز
الشاعر الغنائي مرسي جميل عزيز

 

لأن في الندوات متسعًا للمناقشة .. والمناقشة هي وسيلتنا إلى التقييم القائم على الدراسة .. صحيح أن في البرامج شيئًا من المناقشة والدراسة، ولكن ليس بالقدر الذي يضع أعمال المحتفل بذكراهم في موازين دقيقة، ولهذا فإن من حقهم علينا أن نكرمهم بهذه البرامج وأيضًا بالندوات الدراسية .. فمثلًا فنان وأديب وشاعر مثل مرسي جميل عزيز يستحق أن نناقش إنتاجية بالتفصيل، وسنكتشف أنه ليس فقط مؤلفًا غنائيًا، وليس فقط فنانًا وصل بفنه إلى التأليف لأم كلثوم، وإنما هو ـ أيضًا ـ شاعر له مزاياه الخاصة به .. فمثلًا سنجد أن له (قصائد) توافرت فيها (الوحدة الفنية والإطار الفني والبداية الفنية والنهاية المحكمة) وهذه المزايا ربما لا تتوافر في أغانية كما تتوافر في قصائده.

 

كذلك سنجد أن له أغاني ابتدع فيها معاني وتصورات تبدو لأول وهلة أن فيها بعض الغرابة، ولهذا كان يهتم بأن له (شطحات وتخريجات) عجيبة، سواء في معانيها أو حتى في تراكيبها الفنية نفسها .. وأنا هنا أذكر أننا أمضينا سهرة كاملة نستمع إلى مناقشات بينه وبين بعض زملائه حول قوله (وعاوزنا نرجع زي زمان قول للزمان إرجع يا زمان)، وفي تلك السهرة اتهمه معارضوه بالتكرار اللفظي .. ودافع هو عن نفسه بأن هذا التكرارر (مقصود)، ليس فقط لتأكيد المعنى، بل  ـ أولاًـ لإبراز جرس موسيقي معين .. وكان دليله على ذلك أنه أنشد تلقائيًا نفس هذا المقطع بألفاظ أخرى ليس فيها تكرار، وبهذا أثبت أنه لم يكرر كلمة (زمان) ثلاث مرات في جملة واحدة بسبب (العجز عن التعبير اللفظي)، وبالتالي أثبت أنه قادر على صياغة المعنى الذي يريده بألفاظ أخرى مختلفة، ولكنها لا تعطي نفس الجرس الموسيقي.

 

ومرسي جميل عزيز يمتاز بالقدرة على الالتزام بالأوازن والتفاعيل سواء في المقطوعات التي ألفها بالعامية أو بالفصحى، ولهذا فإنه لا يخطئ من الناحية العروضية، ومع أنه أنتج إنتاجًا غزيرًا استمر أكثر من أربعين سنة متواصلة، فإن كل أعماله سليمة عروضيًا .. وإلى جانب ذلك كانت له دراسات خاصة به، فمثلًا اتجه إلى دراسة تراثنا الشعبي، وكان يريد أن يؤلف ملاحم شعبية، وأيضًا اتجه إلى دراسة (الدراما)، وكان يريد أن يؤلف أوبريتات، وربما يكون قد ألّف فعلًا أعمالًا أوبرالية .. مثل هذا الفنان الذي عشق الدراسة، هل يكفي أن نحتفل به احتفالات روتينية؟!

الكاتب الصحفي سعيد سنبل
الكاتب الصحفي سعيد سنبل

أما في نقد مرسي جميل عزيز كُتبَ : هاجم النقاد وفي مقدمتهم الكاتب الصحفي سعيد سنبل أغنية بلدي يا بلدي .. من أجل عبارة “ونزمّر لك كدهه” قائلًا : الكلمات لا تليق بأغنية وطنية، فلا يجوز أن نقول للبلد ” ونزمر لك كدهه” فكيف إذًا كتبها شاعر البطيخ والزقازيق؟ ..  ، ولم يحاول كمال الطويل أن يرد على سعيد سنبل بسطر واحد على سعيد سنبل بسطر واحد وإنما الذي تحمس عبد الحليم ودخل في معركة كلامية مع “سنبل” أحدثت ضجة في الأوساط الصحفية.

إقرأ أيضا
الكبير 8

 

ويرجع لقب “شاعر البطيخ” الذي أطلقه عليه بعض النقاد لمهنة والد مرسي جميل عزيز، حيث كان تاجر للفاكهة في مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية .. حيث عمل الشاعر الكبير في مهنة والده، وذكر في أكثر من مقالًا له أنه استفاد بدرجة كبيرة من تلك المهنة، حيث حفظ نداءات الباعة في السوق، والذين كانوا يرددون أنشودة لكل نوع من أنواع الفاكهة أو الخضروات بغرض ترويجها لبيعها.

الكاتب

  • مرسي محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان