همتك نعدل الكفة
1٬165   مشاهدة  

شعب التقراي معاه حكاية

التقراي
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



شوية معلومات “عامة” بخصوص الأزمة في أثيوبيا، عشان اللي حابب يتابع يبقى فاهم مين مع مين ليه ومين على مين ليه.. وإيه حجم الموضوع أصلا.

دولة أثيوبيا عبارة عن اتحاد عِدِة أقاليم.. كل أقليم تهيمن عليه عرقية من العرقيات المكونة للشعب الأثيوبي،  وكل أقليم له حكومته ومؤسساته زي كل الدول الفيدرالية/الاتحادية، (تيجراي، أمهرة، عفار، هررجي، أورويميا، جامبلا، أوجادين، الأمم الجنوبية، بني شنقول “وده له قصة لوحده”)، وكلهم طبعا يتبعوا الحكومة المركزية في العاصمة “أديس أبابا”. والعاصمة منطقة تمركز الدولة ومافيش هيمنة عرقية واضحة عليها.

أقليم تقراي، اللي معاه الحكاية، حدوده الغربية مشتركة مع السودان.. تحديدا مع منطقة في جنوب شرق السودان اسمها القضارف، أما حدوده الشمالية فهي بالكامل مع دولة أريتريا (المستقلة عن أثيوبيا بعد حرب تحرير طويلة).

أقليم التقراي ده مش حاجة صغيرة.. مساحته 40 ألف كيلو متر مربع وشوية، ولا شوية عيال هيتهشوا.. إحنا بنتكلم عن تعداد سكان معدي الخمسة مليون (حوالي 5% من عدد سكان الدولة ككل)، وله جيش بيتكون من آلاف المقاتل على مستوى  من التدريب والتسليح، مساوي لباقي الجيش الأثيوبي اللي همه رسميا جزء منه، ماقدرش أحدد مستوى تسليحهم بدقة، بس بناء عن الأخبار اللي بنقراها فالقوات دي مسلحة تسليح مش بسيط، النهارده مثلا (15 نوفمبر) ضربوا مطار حربي في العاصمة الأريترية أسمرة.

ليه السودان فاتحة المجال لاستقبال اللاجئين؟؟

ده لأن ببساطة العلاقة بين الشعبين عميقة جدا جدا، والشعب والإدارة الأثيوبية كانوا داعمين بقوة للثورة السودانية، ولو تفتكروا كانت المفواضات الجدية والحاسمة بين الدولة والثوار بتدور بوساطة أثيوبية.

ليه أريتريا متعاونة مع أثيوبيا وعاملة كماشة على التجراي، رغم إنهم لحد أول أمبارح كانوا مناصبين أثيوبيا العداء؟؟

ده لأن حالة العداء كانت وقت حكم رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي ابن التجراي البار، وفترة حكم زيناوي خلت التجراي ينتشروا في أروقة السلطة، وهي الطبقة الحاكمة اللي خرجت عليها المظاهرات اللي وصلت بـ آبي أحمد للسلطة، اللي وصوله للسلطة كان مفتاح حالة السلام حديثة التحقق بين الدولتين.

إيه الوضع دلوقتي ع الأرض؟

أبي أحمد أعلن حل الحكومة المحلية للأقليم واعتبر قياداتها مجرمين خارجين عن القانون.. والويل لهم، بس التيجريين من ناحيتهم بيقولوا أن أبي أحمد هو اللي بيلف ويدور ع النظام الفيدرالي/الاتحادي المنظم للبلاد، وإنهم مش هيسكتوا على محاولاته في توسيع سلطاته والتغول على السلطات المحلية في الأقاليم التسعة.

قادة الحزب الحاكم للأقليم، جبهة تحرير شعب تغراي، اعلنوا أن أي نقطة هيخرج منها هجوم ضدهم هتبقى هدف لهجماتهم، وفعلا صواريخهم وصلت مطارات مختلفة جوه الحدود الأريترية، منها في العاصمة أسمرة.

إيه الحكاية أصلا؟

طول فترة حكم ملس زيناوي (1995-2012) عاش حزب جبهة تحرير شعب تيغراي حالة هيمنة على الجو العام في أثيوبيا “تمًا”، وبعد المرحوم الحالة ماختلفتش قوي، لغاية ما أنفجرت المظاهرات الضخمة في 2018م بين مواطنيين من أقليم الأورومو، اللي منه آبي أحمد، في عركة بسبب مصادرة الحكومة المركزية لأراضي منهم لصالح مشروع قومي.. المظاهرات وسعت وسقف المطالب علي أكتر وأكتر لغاية ما وصل الأمر لإستقالة رئيس الوزراء السابق هايلي مريام ديسالين، قبل أن يتولى آبي أحمد مهام منصبه.

آبي أحمد عمل حركة إصلاحات واسعة وجذرية في أروقة السلطة، وبطبيعة التركيبة القديمة كان أبناء التجراي أكتر المتضررين، شال رئيس أركان القوات المسلحة ووراه رئيس المخابرات وتعديلات تانية واسعة جدا، وصلت لتولية أول سيدة منصب رئاسة الأركان وإنهاء عدة نزاعات مسلحة داخلية وخارجية، ده غير أن رئيس الوزراء الإثيوبي حل الائتلاف الحاكم للبلاد، تحالف مجموعة أحزاب إقليمية مبنية على أساس عرقية، وأعلن تكوين حزب وطني واحد، جبهة تحرير شعب تيغراي رفضت تنضم له.

بس اللي نقدر نقول إنها القشة اللي قسمت ضهر التجراي، وأنهت أي قدرة ليهم على تحمل قرارات رئيس الوزراء الحالي.. فكانت المصالحة مع جارتهم اللدودة أريتريا.

الصلح مع أريتريا قام على تنفيذ أثيوبيا حكم محكمة العدل الدولية الصادر سنة 2002م، بتسليم المنطقة المتنازع عليها في مثلث (بادمي) للسلطة الأريترية، والمنطقة دي سلطة أقليم التجراي بتعتبرها جزء من أراضيها.

الصدام؟

التخبيط العلني بين الحكومة المركزية وقيادة الإقليم مع موافقة البرلمان العمومي للبلاد على طلب آبي أحمد بتأجيل الانتخابات العامة ومد ولايته كرئيس الوزراء لمدة سنة، الراجل قدم وباء كورونا كمبرر لتأجيل الانتخابات، بس قيادة التيغراي شافوا أنها حركة صياعة للألتفاف على الدستور وتطويل فترة حكمه.

فأستقالت ثريا إبراهيم، رئيسة البرلمان، وأعلنت استقالتها أمام الجماهير التيغراينية اللي هي واحدة منهم، وقالت: “أنا مش مستعدة أشتغل مع مجموعة بتنتهك الدستور، إنها دكتاتورية في طور التكوين”. حصلت إستقالات تانية رافضة لتأجيل الانتخابات ومد فترة حكم آبي أحمد.

أما رد الفعل الأخطر سياسيا فكان إنعقاد مؤتمر حزب جبهة شعب التيغراي، شهر 6 اللي فات وإعلان التحضير للانتخابات في الإقليم بشكل فردي، وفعلا عملوها في سبتمبر، وهي الانتخابات اللي اعتبرتها الحكومة المركزية بقيادة آبي أحمد غير شرعية.

التقراي

فبقى عندنا حكومة مركزية منتهية الصلاحية الدستورية، بتتهم قادة أقليم إنهم بيعملوا على تقويض سلطاتها وبتنظم انتخابات غير شرعية، ومن الناحية التانية قيادات الأقليم المنتخبة في الانتخابات غير المعترف بيها من الحكومة المركزية بتتهم الحكومة دي إنها غير دستورية وبتأسس لديكتاتورية جديدة في البلاد.

إقرأ أيضا
القرصانة

الحكومة المركزية أعلنت الحرب على الأقليم الرافض لتمديد سلطتها ووصفته بالمتمرد، وقيادات الأقليم بقواته أعلنوا أستعدادهم للحرب ووصفوا الحكومة المركزية بغير الدستورية وإنهم هيضربوها هي واللي يتشدد لها. وفعلا الأشتباكات اشتغلت والطرفين بيضربوا في المليان.. والمدنيين من أبناء الأقليم بيزحفوا في اتجاه الحدود السودانية هروبا من ويلات الحرب.

أخيرا:

وأنتوا بتتابعوا المشهد الحالي خليكم عارفين أن المادة 39 من دستور أثيوبيا لسنة 1995م (الدستور الحالي)، تنص على أحقية كل شعب من شعوب أثيوبيا في تقرير مصيره بالبقاء في الاتحاد أو الانفصال عنه.

أسأل رعنا السلامة لكل الناس..

وأتمنى من الحكومتين في السودان ومصر سرعة التحرك لاحتواء الموقف وتوفير السلام في المنطقة.

أخيرا… أتمنى تكون المعلومات دي مفيدة للي مهتم يتابع.

اقرأ أيضا

“من الألف إلى الياء” ما هي قصة الأزمة بين إقليم تيجراي وإثيوبيا ولماذا طورها آبي أحمد

الكاتب

  • التقراي رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان