همتك نعدل الكفة
60   مشاهدة  

عائلة واحدة…رسالة من غزة لا أستطيع الرد عليها

غزة
  • إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



منذ اندلاع الحرب في غزة وكنت أتابع عن كثب، أشاهد الفيديوهات مهما كانت درجة بشاعتها، أتابع الأخبار على مدار 24 ساعة. ظننت أنني تغلبت على قلقي اللعين، وأصبحت قادرة على تخطي الفيديوهات الصعبة وكنت أتابع بلا توقف.

ظللت هكذا فترة معينة  أتابع فلسطين حتى أصبحت لا أتحمل الأخبار والمشاهد، تصيب قشعريرة قوية جسدي بالكامل، أشعر بوجع في قلبي ملحوظ، أشعر بالعجز وقلة الحيلة والغضب والحزن والمرارة؛ مجموعة من المشاعر قوية للغاية ومحبطة للغاية.

بدأت في تخطي منشورات الفيس بوك عن غزة وأنا أشعر في نفس الآن بالذنب والحسرة، رغم كل اقتناعي بأنهم أيضا يحاولون الحياة ومنهم من يقيم فرحه فوق الحطام، ومنهم مؤسسة نعم التي تقيم النشاطات الفنية للترويح عن الأطفال.

ورغم ذلك أشعر بالخزي كلما مضيت في حياتي العادية وتناولت الطعام ونزلت للأسواق وجلست في الكافتيريات، وتخطيت فيديوهات غزة لأنها تؤلمني وتؤثر علي جسديا.

أصبحت كل ما أتابعه عن قصد عنها جروب عائلة واحدة التي فعلته البلوجر الغزاوية رشا رضوان على تطبيق انستجرام.

جروب مغلق ترسل فيه أخبار غزة وما يحدث فيها:

الآن تحت القصف

مئات الشهداء

حصار مستشفى…

لا أستطيع الوصول لأهلي

ادعوا لي لأن الاتصالات قطعت هناك

اقرأ أيضا….صداقة أسبوع تمتد إلى فلسطين

رسائل رسائل رسائل بلا إجابات لأن الجروب مغلقا سوى بعض التفاعلات التي تعتمد على الايموجي (ريأكت ساد، ريأكت حب، ريأكت قلب مكسور)

أقف أمام أضعف الإيمان هذا حائرة للغاية، ألهذا وصلنا؟

نتفاعل بشكل الكتروني بائس؟

ندعو لهم ونتركهم في النار؟

إقرأ أيضا
الحلقة 17 من الحشاشين

كلما فاجئني نوتفيكشن الانستجرام بأن رشا أرسلت رسالة يعتصر قلبي، رغم محاولاتها أن تكون إيجابية، متفائلة.

أقف حائرة جدا أمام ما وصلنا إليه، كيف تستمر الحياة وماتشات الكرة والحفلات وكل شيء كما هو وهناك شعب يباد؟

عندما ماتت صديقتي هند كنت أتعجب كيف تشرق الشمس من جديد، وكيف تمشي الأيام كما هي.

ولكن ماتت هند (موتة ربنا) بينما ما يحدث في فلسطين ظلم وعار يشهده العالم كله.

أعلم أنها ليست المرة الأولى في التاريخ، ولكنها المرة الأولى لي أشهد ذلك ولا أستطيع الرد على أي رسالة تقول أغيثونا…المرة الأولى لي أن يستغيث بي أحدهم وأقف عاجزة كل العجز.

الكاتب

  • غزة إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان