“عاش” .. إعلان بنك مصر في رمضان 2024 ومغامرة أحمد سعد

للمرة الثانية يستعين بنك مصر بصوت آخر غير صوت محمود العسيلي في الإعلان الرمضاني الرئيسي، ذلك الصوت الذي أصبح الناطق الرسمي باسم بنك مصر في كل رمضان، بعد سلسلة إعلانات ناجحة للغاية، أبرزها “انت تقدر”، “ابن مصر”، “انت استثنائي”، “جوايا نور” .. ذلك لأن المرة الأولى التي استعان فيها بنك مصر بصوت آخر غير صوت العسيلي كان في إعلان “يا معافر” بصوت شيرين، ولم ينجح إعلان شيرين بالقدر الكافي الذي يقنع الجمهور باستبدال صوت العسيلي المألوف .. هذا لأن إعلان بنك مصر أصبح فلكلور مصري، في حالة نادرة يعيشها الجمهور المصري الرمضاني، وهي أن يتحتل الإعلان مكانة الدراما التليفزيونية والسينما .. والجديد في تلك الحالة هو تعلّق الجمهور المصري باسم “بنك مصر” كمُعلن أكثر منه المحتوى الإعلاني نفسه!

اعتمد إعلان “عاش” على مجموعة من التريندات المصرية الإيجابية التي ذاع صيتها في الفترة الأخيرة في الشارع المصري، وأول تلك التريندات هو صوت الفنان أحمد سعد، الذي لخّص أخيه عمرو سعد حالة التوهّج الفني التي يعيشها أحمد سعد في السنوات القليلة الأخيرة قائلًا : “لو قال يا ليل يا عين هيطلع تريند” .. ذلك لأن أغاني أحمد سعد – في السنتين الأخيرتين تحديدًا – هي الأكثر استماعًا على مستوى الشارع، كما استعان الإعلان الذي كتب كلماته منة عدلي القيعي، ولحّنه أحمد طارق يحيى، وصلاح بجاتو .. استعان الإعلان بصوت حنان ماضي الذي يحنّ لسماعه الجمهور المصري دائمًا.

استعان مخرج الإعلان أيضًا بـ “الشاذلي”، والشاذلي لمن لا يعرف هو بائع ملابس مصري احتل عرش التريند لـ (جدعنته) في تسعير زهيد للغاية لقطع ملابس غالية الثمن في ظل موجة من ارتفاع الأسعار،  وكانت الاستعانة بتريند الشاذلي ذفي إطار ذكي داخل الإعلان، فقد مثّل الشاذلي شخصية المكافح الذي يجري للحاق بالأتوبيس على خلفية موسيقية مناسبة للمشهد على الشاشة :  “عاش يا ابو الصحاب .. مستجدع لو للأغراب .. بتعاند نفسك وبتوصل لو سكة ضباب”

إعلان بنك مصر .. رمضان 2024

إقرأ أيضا

محمد نجم.. تأملات فلسفية في الضحك والتصالح مع الذات

يستكمل الإعلان إبراز عدة ظواهر واضحة في الشوارع المصرية، من ضمنها “الاسكيت”، ولعب الكرة في الحواري، والفلكلور المصري في لحظات شراء دهب الخطوبة، ومراحل تصنيع الطبلة، كما استعان الإعلان بفرق غنائية في دور الكورال فكانت خلفيات صوتهم كمشجعي كرة القدم فارتفعت تفاصيل القوة في الإعلان، كما تنوعت الوجوه مصرية الملامح داخل الإعلان، ومعظمها وجوه في عمر المراهقة حتى الشباب ما أفضى طاقة إيجابية بقوة على الإعلان المدروس جيدًا كشحنة حماسية ثابتة في كل رمضان، ما جعل كثير من المعلقين عبر منصات التواصل الاجتماعي يعبر عن شعوره بالإعلان قائلين : “أقوى من أقوى محاضرة تنمية بشرية”، “أشاهد الإعلان للمرة العاشرة لأنه بيساعدني على المذاكرة والإنجاز”.. وباختصار، نجح بنك مصر في تلك تجربة استبدال صوت العسيلي بصوتي صوت أحمد سعد وحنان ماضي في إعلان عاش، أكثر كثيرًا من إعلان شيرين “يا معافر“.