رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
679   مشاهدة  

عمار الشريعي .. سيرة أحد المجانين العظام وصاحب المتناقضات المرعبة (1)

عمار الشريعي


وصف الشاعر سيد حجاب الموسيقار عمار الشريعي بأنه واحد من تلك الفصيلة النادرة، الرائعة، واحد من المجانين العظام، حزمة من المتناقضات المرعبة التي تناغمت وتفاعلت لتعطي ذلك النسيج الانساني والموسيقي الفريد، والمتميز، والمدهش، سليل الارستقراطية الصعيدية، وابن الباشوات، ربيب السرايات بشهادة الميلاد والدم، ولكنه سليل الوجع المصري، بشهادة الإبداع.

أما يصف به عمار الشريعي نفسه، ويعرفها، فيقول:” في البدء كانت المحنة، عائلتي كانت ترى أن الله ما دام قد رزقهم بطفل أعمى، فلابد وأن يصبح مثل طه حسين، وكنت أرى شيئًا آخر، واختلفت مع عائلتي كلها ماعدا والدي، فقد كان يتمتع برؤية أعمق ربما لأنه درس في الخارج، وكان إذا حدث موقف يتعلق بفقد بصري، أمي تبكي، ووالدي يناقشني مناقشة صريحة متفتحة ودودة، وهذه المناقشة فتحت أمامي الحلم”.

لم يكن في خاطر “عمار” أن يصبح ما انتهى عليه موسيقارًا، بل كان يتمنى أن يصبح وكيل نيابة، لكنه قرر بعدها أن يكون محاميًا، لكنه فيما بعد درس الأدب الانجليزي، وانتهى ملحنًا.

عمار الشريعي

قبل أن يتم عمره عامان، كان “عمار” يعزف السلام الملكي على “البيانو” الخاص بالعائلة بأصبع واحدة، وبعد ذلك تعلم العزف على الأوكرديون في المدرسة، ثم عزف على الأورج مصادفة، وانقاذا للموقف عندما تغيب هاني مهني.

وعندما فشل عمار الشريعي في أن يحترف العزف على الكمان، بعد جلسات امتدت لـ12 ساعة متواصلة، حطمه، كسره!

حواس أصحاب القدرات الخاصة تتركز في آذانهم، لذا يكون حسهم الفني عاليًا ومميزًا، وقدراتهم أكبر من الأشخاص العاديون.

لاقى الفنان عمار الشريعي اهتماما من أسرته، ومن أحد مدرسيه في مرحلة مبكرة، حيث درس له الموسيقى، وبدأ في هذه الفترة تعلم العزف على “البيانو”، وتبعه العزف على “الأكورديون”.

و دراسته في قسم “الدراما” بكلية الآداب جامعة عين شمس، ساعدته على أن يكون مميزًا وله بصمته الخاصة والواضحة في صناعة التترات الموسيقية للأعمال الدرامية والسينمائية، واستطاع “الشريعي” أن يوظف الدراما في خدمة الموسيقى بقدرة فائقة قد يعجز عنها بعض المبصرين.

كما ساعدته إمكانيات أسرته الثرية في أن يبتاع الأجهزة الموسيقية التي يحتاجها لتنمية موهبته.

سأل الدكتور زين نصار  أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، الفنان عمار الشريعي في إحدى الجلسات الخاصة بينهم، عن الكيفية التي تعامل بها مع جهاز الكمبيوتر؟ ليرد “الشريعي”:” أنا أخدت الكمبيوتر ودخلت أوضة، ولم أخرج منها إلا بعد إتقان التعامل مع جهاز الكومبيوتر”.

إقرأ أيضا
إطلاق نار

عمار الشريعي

وساعد استخدام جهاز الكومبيوتر “الشريعي” على استخدام البرامج الموسيقية، فجميع برامج اللغة الهرمونية الموسيقية تستخدم عن طريقه، بالإضافة إلى برامج العلوم الموسيقية، وساعده إيجاد الكومبيوتر على التعمق في دراسة الموسيقى.

وقد عرف “الشريعي” ذبذبات النغمات الموسيقية وضبطها فنيًا بأذنيه، وهو ما ساعده في ابتكار  ثلاثة أرباع تون النغمة الموسيقية، بعد أن أرسله فكرته لشركة “أورجن” اليابانية ونفذتها الشركة، ولم يحصل على قيمة مادية، بل كانت ترسل له الشركة أجهزتها الموسيقية الحديثة فور إطلاقها في السوق.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان