رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬413   مشاهدة  

عن قدسية البشر غير المحتملة.. قراءة في مقال سليم بركات حول ابنة محمود درويش غير الشرعية

عن قدسية البشر غير المحتملة.. قراءة في مقال سليم بركات حول ابنة محمود درويش غير الشرعية


انتظرت وقتا رأيته مناسبا حتى هدأت الضجة التي أثارها مقال الشاعر سليم بركات حول الشاعر محمود درويش وعن السر المخفي الذي أعلنه بركات حول حياة درويش الشخصية وعلاقته بسيدة وإنجابه فتاة منها رفض الاعتراف بها.

انقسمت الدنيا وأصبح الحديث عن مقال سليم بركات ضجة بلا طحين، فالحقيقة أنه حتى وإن كان ما ذكره بركات حقيقيا فالأمر لا يخص أحد منا بل يخص درويش نفسه وهو غائب عن عالمنا بلا عودة، ويخص السيدة التي لا يعلمها أحد، ولا يخص الفتاة التي تورطت ربما فيما لا تعرفه.

نميمة محببة

الحديث عن حياة محمود درويش العاطفية نميمة محببة في الوسط الأدبي، هذه حقيقة يعلمها كل من يجلس في جلسات السمر الثقافية، يستمع لحكايات عن علاقات عاطفية طويلة وقصيرة ونزوات وسهرات وصراعات كان بطلها الشاعر الفلسطيني الوسيم والمهموم بقضايا وطنه.. بل هناك حكاية شهيرة عن صراع دام لعدة أشهر بين شاعر الفصحي الفلسطيني الشهير وشاعر العامية المصرية الشهير أيضا حول فتاة ما، انتهت بانتصار الشاعر الفلسطيني وهجاء من الشاعر المصري، بل إن الشاعر المصري لم يترك فرصة أو مناسبة يرد فيها اسم الشاعر الفلسطيني إلا وكان السباب صاحبه.. هذه حكايات شهيرة بلا دليل واحد إلا شهادات من عاصروها ولا نملك أن نوافق عليها أو نرفضها.

أرى كثيرون من أصحاب هذه الحكايات يرفضون ما فعله سليم بركات وهم يشبهونه تماما ويحكون عنه كثيرا في جلسات السمر المحببة للنفس ولكنهم يرون أنهم يحكون في الغرف المغلقة حكايات بلا دليل وسليم بركات استخدم لغة مقعرة لنميمة تشبه حكايتهم.

هل أفشى سليم بركات السر؟

لا أعلم حقيقة طبيعة العلاقة بين سليم بركات ومحمود درويش، المعروف للجميع أنهما كانا أصدقاء ولكننا أمام إشكالية ضخمة، هل كان سرا من الأساس -هذا بافتراض صحة المعلومة- أم كان تندرا من شاب أمام صديقه أم أنها حكاية أخرى معروفة من حكايات وحواديت مثارة حول محمود درويش بعد وفاته منذ 12 عاما، وقبلها لم يجروء أحدا على الحديث.

سليم بركات

هل أراد درويش أن ينفضح سره؟

السؤال الأهم من وجهة نظري أن درويش بالتأكيد وبخبراته في الحياة يعلم طبائع الأشخاص ويعلم أنهم متقلبون وأن أسراره التي يفشيها هي معرضة للخروج للعلن يوما ما، يقول مقربون من سليم بركات أن هذا المقال مكتوب منذ 8 سنوات وأن بركات نفسه رفض نشره وقتها احتراما لصاحبه الراحل ولكنه أراد أن يكسر هالة من القدسية نسجت حول درويش ربما كان الشاعر الفلسطيني نفسه يرفضها.

ربما أراد درويش نفسه بعد إطلاع صديقه على هذا السر انكشافه يوما ما، ربما أراد الرجل الذي يحب الدلالات والكتابة صاحبة الأوجه أن يكشف وجها ما للجميع لم يكن يعلمه أحد ما، ربما كانت مجرد رمزية أخرى من رمزيات درويش أرادها أن تنكشف.

لغة مقعرة

لغة سليم بركات في المقالة كانت مقعرة للغاية ومجهدة في القراءة لفك طلاسمها، والحقيقة أن هذه هي لغته المعتادة في كتاباته الشعرية والأدبية، الرجل لم يتعمد الكتابة بهذه الطريقة، بل هي طريقته العادية في الكتابة، والكثيرون لم يقرأوا ما كتبه ولكنهم عرفوا محتواه.. وهكذا يكون نجح بركات في إفشاء السر وإثارة الجدل غير المفتقد حول الشاعر الراحل منذ عديد السنوات والترويج لكتابه الجديد “لوعة كالرياضيات وحنين كالهندسة” وهي سلسلة حوارات أجراها معه وليد هرمز وستكون حكاية ابنة درويش جزء من الكتاب الذي يشبه كتب السيرة الذاتية.

إقرأ أيضا
منظمة العفو الدولية

عن قدسية البشر غير المحتملة.. قراءة في مقال سليم بركات حول ابنة محمود درويش غير الشرعية

سؤال هام

الحقيقة أنني لن أصنف ما قاله سليم بركات، بالتأكيد بصورة من الصور ما حدث هو خيانة للأمانة، ولكن على الجهة الأخرى فقد نجح سليم بركات في استفزاز العديدين للكتابة عنه وعن درويش، وربما يحين الوقت لإعادة قراءة للأدباء والكتاب والفنانين المفضلين لنا وأن نعيد سؤال أنفسنا هل لو ارتكب هذا الكاتب/الأديب/الفنان المفضل جريمة أو فعلا لا أخلاقيا، هل ينتقص هذا الفعل من فنه، هل نتوقف عن متابعة هذا الفن رفضا للشخص أو نحاسبه أو ننصدم فيه، ربما حان الوقت لنعيد هؤلاء من مكانة الأنبياء ليصبحوا مثلنا بشرا عاديون، مبدعون في فنونهم وفنونهم هذه لها مكانة عالية ولكنهم أنفسهم مجرد بشر مثلنا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان