957   مشاهدة  

عودة لؤي بنكهة بيرم وميدو زهير

لؤي
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



الفن لا يخلو من اللعب، والفنان/المبدع بطبيعته غاوي لعب وتجريب واكتشاف، ومن أهم أمثلة اللعب في الفن فكرة البارودي (parody)، واللي ينفع نعرفها ببساطة مخلة “الألش”، أن فنان يقرر يشتغل على عمل فني موجود وناجح بإنه يألش عليه، يعمل له محاكاة كاملة بشكل ساخر.

فيلم زي Get Smart بيتمسخر على سلسلة أفلام جيمس بوند، وسلسلة الرعب الشهيرة Screen برضه خدت نصيبها، وعندنا هنا أستاذ الكوميديا فؤاد المهندس قدم النوعية دي إن كان في عودة مستر أكس أو في فيفا زلاطا والسخرية الرهيبة من أفلام الكاوبوي.

لؤي

اللعب في اللغة

عالم الأغاني خد نصيبه من ألعاب الفنانين، فنسمع شادية بتغني لحبيبها إسماعيل ياسين تقول له: أنت أنت ولانتش داري.. بؤك أنت ممر تجاري.

بس الجميل في ألعاب الغُنا إنها تضمنت اللعب في اللغة، فسمعنا أغاني جمعت بين العامية المصرية ولغات أوروبية زي أغنية بوب عزام “مصطفى يا مصطفى” 1960م، لعبة كررها حسام حسني في التسعينيات بأغنية أنا بحبك وغيرك أنت nobody، وتم تسمية النوع ده من الأغاني باسم الـ فرانكو آراب.

لؤي

 فيه لعبة لغة تانية جميلة وقديمة، لعبها الراحل بيرم التونسي أكتر من مرة بس اتبروزت جامد في فيلم دهب، أغنية “كروان الفن” جمعت بين لعبتين.. الأولى هي البارودي/المحاكاة الساخرة، ده لأن العبقري منير مراد لعب اللحن على تيمة أغنية مُضناك بتاعت عبد الوهاب، تقريبا نفس اللحن بس بإيقاع أسرع وتوزيع مختلف، والتانية أن بيرم التونسي خلط بين اللغتين المصرية والعربية، لعبة ماحدش أطلق عليها اسم.. يمكن لأن الوعي وقتها كان متوقف عند أن العامية المصرية لهجة شعبية من اللغة العربية.

YouTube player

 

عفاريت اللغة المصرية

الشعرا عفاريت الكلام.. خصوصًا المتمكنيين من كتابة الأغاني، مؤخرًا مثلًا سمعت أغنية ضقت صبرا للعائد للساحة لؤي، الأغنية كلمات محمد البدري.. وده غالبًا حاوي أو راضع على رفاعي، مدخل الغنوة بيقول:

ضِقْتُ صبرًا يُجري نهرًا        
كُفُ عن إيذائي فورًا
كِدّْتُ أقتُل مِنْكَ نفسي
بس ده مايجوزش شرعًا

دخول بعد أيدي عن مؤشر الراديو وخلاني لأول مرة أركز مع غنوة لؤي، طول مدة الأغنية (5ق) ماتوقفتش عن الانبهار للحظة واحدة.

أخطأ القلبُ وأحبك.. حبة حبة
لم يكُن يُدرك بأنَّك مادة صلبة
**

كُن نبيلًا لو لمرة.. وابتعد عني وكفاية
كل واحد روحه حُرة.. احترم لله هوايا
**

فضتُ كيلًا زدتُ ويلًا.. لم أذُق من الحلو شيئًا
ليتني قبل أما قابلك.. كنت مُت ما كُنت حيًا
**

إقرأ أيضا
سيد درويش

لن أُبَالِغ أو أُغَالِي.. أنت عايز شخص آلي
كان هواك محزن وبالي.. ورمي جتة
**

أعمل إيه علشان تصدق.. إني مش عايزك معايا
وإن هي دي الحقيقة.. وإن أنا بـ أضع النهاية
**

YouTube player

صحيح مافهمتش إيه علاقة “يُجري نهرًا” بالموضوع في أغنية لؤي بس مع كل جُملة من الموجودين فوق الفيديو.. كان بيتبعها ضحك وتصقيف وتنطيط مكاني زي عيل صغير أول مرة يزور الملاهي، وفضلت اسمع الغنوة طول الليل وأنا في غاية البهجة والإنشكاح.

الله يرحمك يا ميدو

ميدو زهير واحد من أجمد عفاريت الكلام اللي قابلتهم في حياتي، فأول ما سمعت “ضقت صبرًا” افتكرت ميدو وتُخفتُه “عانقيني” وسؤاله الوجودي ثم حلوة عينيكي ليه؟

YouTube player

الكاتب

  • لؤي رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
9
أحزنني
2
أعجبني
10
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
4


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)
  • مقالاتك جميلة كالعادة يا رامي. لو بتحب النوع ده من الالعاب الغنائية هتعجبك اغنية ابو “آن الأوان” و برضه فيها خلط بين الفصحى و العامية و لحنها خفيف على الودن. و يا ريت نعرف رأيك. بالتوفيق دايما يا مبدع.

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان