عيد الحب الذي يلقي أصحابه في جهنم!

كنت قد بدأت في سلسلة عن قصصي مع التطرف الديني، وقد كنت في الثانوية العامة عندما تعرف على صديقة قاطعتني فيما بعد لأنني عملت بالصحافة، ولأنني كنت آنذاك محجبة وهي تخاف على زوجها فتنة أن يرى صديقاتها اللاتي كشفن وجوههن.

وأكتب هذه السلسلة فقط لأنني أثق ربما هناك من دخل هذا التيار المتطرف ومازال لديه ذرة عقل وربما يعي أن الله لم يخلقنا ليعذبنا أن نشق على أنفسنا ونضيق عليها ونحكم على الآخر المختلف عنا بالضلال ونحرم النفس الذي أحله.

ولن أنسى نبرة صوت صديقتي هذه وهي تسأل:

بتحاوري رجال؟

بعدما عرفت أنني أغطي مهرجانات مسرحية وأحوار فنانينها، فقلت لها: أيوة بحاول رجال..مش هياكلوني.

ومنذ هذه الإجابة وهذا الوقت من سنوات عديدة وقد غيرت رقم تليفونها الخاص وقاطعتني وفطنت فيما بعد أننا لم نكن أبدا على وفاق.

كنت مازالت صغيرة خريجة الثانوية العامة ومازلت بالجامعة ولم أفهم ماذا يعني التشدد، حتى بيوم وقبل أنا تقاطعني كنا قد انتهينا من محاضرات كلية الآداب في الاسكندرية، وكانت هذه بقسم اللغة العربية وأنا بقسم علم النفس.

كان يوم عيد الحب فنظرت للناس بالشارع المحتفلين بالورود واللون الأحمر قائلة:

بيحتفلوا باللون الأحمر..لون جهنم اللي هيتدحفوا فيها.

شعرت بالخوف عندما قالت ذلك وأحذت أنهرها طوال الطريق عما قالته وهي لا ترد بكلمة واحدة، حتى أرسلت لي رسالة عندما وصلت بيتها أنها نادمة على ما قالت، ولكن ظل الموقف وما خرج من صدرها عالقا بذهني.

اقرأ أيضا..دبدوب عيد الحب يحكي قصته كاملة

إقرأ أيضا

كأس الأمم الإفريقية.. هل يعيد فيتوريا أمجاد القدير حسن شحاتة؟

كنت في هذا التوقيت أرى أن الحب يجب أن نحتفل به كل يوم ، وأن البعض يشتري الهدايا ليضحك على الفتيات ويستغل مشاعرهن، والبعض الآخر يقوم بشراء الهدايا تقضية واجب.

ثم كبرت وفهمت وجهة نظر الآخرين في الاحتفال بالحب في عيد الحب وخلق لون من ألوان البهجة تتوحد بين العالم أجمع للاحتفال بشيء هو سر ما يجعلنا نسعى ونستكمل هذه الحياة رغم كل الصعوبات التي تواجههنا.

لقد مرت سنوات على هذا الموقف وهو مسجل في ذكراتي حول كيف يفكر المتطرفين وكيف ينظرون للآخر، فهم لا يتوقفون عند تحريم الأشياء ولكن ينظرون لمن يختلف معهم أن مصيره نار جهنم.